سوريا : تفاصيل دخول الأسد لخطوط التماس على الجَبهة الشَرقية ليلة رأس السنة

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۵۹۲۹
تأريخ النشر:  ۰۶:۴۷  - الأَحَد  ۰۴  ینایر‬  ۲۰۱۵ 
وكالة (نادي المراسلين) العالمية للأنباء :
ليست هي المرة الاولى ,ولا حتى الثالثة , فـ بعيداً عن الاعلام يتواجد الأسد على الأرض في أكثر “الرقع الجغرافية ” التي تشهد معاركـاً باتت من تفاصيل الايام السورية.
يتحدث مقربون من القصر الرئاسي أن عينا اللواء شاليش تبقى مفتوحه أغلب الاوقات فبأي لحظة ييصبح الأسد خارج مكتبه , فالرئيس الذي قارب الخمسين من عمره يفضل قيادة سيارته بنفسه ,يكسر قواعد الامان التي يرسمها طاقمه الامنـي موجهـاً لمحاور القتال عبر شوارع العاصمة.

الصباح الاخير في العام :

الخامسة والنصف فجراً تحرك جنود الجيش السوري على شكل مجموعات كل الى نقطة انطلاقة ، في السادسة بدأت صليات صاروخية من راجمات الجيش باستهداف مواقع الجبهة الاسلامية في الحي , الخطة رسمت على أن يباغت مُشاة الجَيش "أعداءهـم ” بهجوم من أربع محاور.

السابعة صباحـاً :

جنود الجيش نفذوا اقتحامهـم , دمشق مُتيقظة على وقع أصوات الرصاص والقصف , أجهزة تنصت ترقب اتصالات مسلحي الجبهة أثناء طلبهم للمؤازرة

الثامنة صباحـاً :

ارتفعت حده القتال بعد وصول تعزيزات لمقاتلي الجبهة الاسلامية ,دخل سلاح الجو على خط المعارك قاصفـاً احداثيات لمواقع انطلاق التعزيزات فيما تواتر القصف المدفعي على المواقع التي يُثبت بهـا مقاتوا الجبهـة.

التاسعة والنصف صباحـاً :

كسر الجيش السوري خطوط التماس الثابتة منذ أشهر مخترقاً مواقع المسلحين من محاور ثلاث فيما لم يسفر الهجوم من المحور الرابع عن تقدم مؤثر وبدأ جنود الجيش بتدشيم المواقع التي استحوذوا عليهـا.

الساعة الاخيرة قبل الثانية عشرة :

المشهد برُمته "روتينياً ” اصوات اشتباكات متقطعه , قذائف هاون تستهدف مواقع الجيش السوري الذي يرد على مصدر الاطلاق. لاشيء يوحي أن القائد العام للجيش سيكون بين الجنود الذين يتحضرون لاحياء رأس السنة كٌل على طريقته.

فادي أو ” الشيف ” كما يطلق عليه أصدقاؤه يجيد اعداد الطعام كـ اجادته لاستخدام بندقيته , بدأ بتحضير وجبة العام الاخيرة , "اليوم سأشوي لكـم البطاطا بشكل مختلف فأما ان تدعوا لي أو تدعوا عَليَ ” يقول جملته مبتسماًوهو يضع حبات البطاطا ضمن مدفأه الحطب في جوبر.

طلب ” أحمد ” اذناً من قائد سَريته ليخرج باتجاه ساحة العباسيين لـ مهاتفته خطيبته فخطوط الهاتف الخليوي لا تعمل بشكل جيد ضمن الحي وكان للجندي ما أراد ” معك عشر دقايق طلاع وعد سريعاً ” قالهـا الضابط.

رَكـى أحمد كَتفه على الحائط القريب من ساحة العباسيين ,طلب رقم ” سلمى ” لـيوجز الحديث ويعود لـ "طلاقيته” سيارتا دفع رباعي تتقدمهم سيارة سياحية داكنه اللون تسير ببطء يقودهـا رجل يَلبسُ معطفاً داكنـاً , التقت عينا الرجلان , أحدهمـا فقط عَرف الاخر …

قطع "أحمد ” اتصاله وعاد راكضاً الى داخل الحي. يقول "أحمد ” عرفت أنه الرئيس لن أخطىء بوجهه أبداً ,لدي صورة صغيرة له أضعها قرب الطلاقية أثناء "نوبه ” الرصد التي أقوم بهـا.

وصل الرئيس الى المبنى المحدد ” مبنى المواصلات ” وحسب الخرائط يقع هذا المبنى قرب خطوط التماس الاولى مع مسلحي الجبهة الاسلامية في حين يشير الواقع الميداني الى تعرض موظفي المبنى لقنص متكرر من قبل المسلحين الذين يستهدفوه بقذائف الهاون بشكل مُتكرر.

تجمع الجنود بشكل مُنتظم حول الاسد الذي خاطبهـم بحديث بُث على أغلب القنوات الاعلامية. ما أقدم علية الأسد بعد حديثه مع الجنود والضباط هو ماكان طاقمه الامني يخشاه , الرئيس توجه نحو السواتر الترابيه المواجهة لمواقع مسلحي فيلق الرحمَن ,دخل الخندق مصافحـاً جنوده مُباركـاً جهودهـم.

خرج الأسد من الساتر ” ألا تحضيرات خاصة لرأس السنة ” خاطب الرئيس الجنود المجتمعين وتوجه معهم نحو المائدة التي أعدهـا "فادي ” "الجندي الذي حدثناكـم عنه ببدايه المادة ".

جلس الاسد على كرسي خشبي مع الجنود في عشاء العام 2014 , أصوات القذائف والرصاص تجعل المشهد أكثر "سيريالية ” فرئيس الجمهورية يتناول عشاءه مع جنوده في أخطر الجبهات وأكثرهـا جدلاً.

انهى الجميع عشائهـم صافحهـم الاسد جندياً ,جندياً ,استقل سيارته مغادراً من نفس الطريق الذي دخل منه.

"سأروى لاولادي يومـاً ان الرئيس الاسد أعجب بما صنعته من البطاطا المسلوقة ولم تعد تهمني أرائكم ” يقول فادي لاصدقاءه ممازحـاً

فيما أسر لي "أحمد ” لولا خطيبتي "سلمى ” لما كنت أول من يشاهد الأسد في جوبر.

الكلمات الرئيسة
رأیکم