قالت مجلة "إيكونوميست" إن حركة طالبان، التي سيطرت على الحكم في آب/ أغسطس 2021، ستكتشف أن الحكم هو أصعب من القتال.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء- وأضافت في تقرير أن الشعب الأفغاني الذي يعاني منذ وقت طويل سيدخل عام 2022 مرحلة جديدة ومعروفة للأسف من الاضطراب الطويل الذي تعاني منه البلاد.
وقالت المجلة إن انسحاب القوات الأمريكية والناتو "أدى إلى الانهيار المدهش للحكومة المعترف بها دوليا، وعودة طالبان التي أعادت إقامة الإمارة الإسلامية. وأكدت حركة طالبان قبل انتصارها على أنها تعلمت من تجربة النظام الفاشل والقمعي في التسعينات من القرن الماضي، وأنها قد تغيرت".
وتابعت: "إلا أن الإشارات الأولية تقترح العكس، فقد سيطر الحرس القديم على السلطة، ومنعت المرأة مرة أخرى من العمل، وعلق تعليم البنات، وتم إعادة إنشاء وزارة الأخلاق ومكافحة الجريمة، وتم فرض النظام مرة أخرى بالقوة".
وأنهى انتصار طالبان حربا كان يقتل فيها المئات من الشعب الأفغاني كل شهر، إلا أن البلد لا يزال يواجه تحديات عظمى: جفاف ووباء كورونا، والحرب التي اشتركت معا لخلق أزمة إنسانية وقبل أن تسيطر طالبان على الحكم.
لكن الأزمة تزداد الآن سوءا؛ لأن انتصار طالبان أسهم في تدهور الاقتصاد. ولا مال لدى الإمارة الجديدة، وليس لديها خطط جادة حول كيفية الحصول عليها؛ فالإدارة السابقة اعتمدت في ثلاثة أرباع ميزانيتها على الدعم الأجنبي، وقد تم تجميد كل هذا. وحذرت الأمم المتحدة من أن مليون طفل أفغاني يواجهون خطر الجوع. وبالنسبة للمجتمع الدولي الذي يتعامل مع كارثة إنسانية وطالبان لم تتغير، فالخيار هو إما التعامل معها أو عزلها. وكلا الخيارين يحمل مخاطر.
وأضافت: "فالتخلي عن البلد يعني معاناة كبيرة لسكانه، وموجات هجرة كبيرة، وفقدان القدرة للتأثير على طالبان ودفعها للاعتدال. أما مخاطر التعامل مع الحركة، فسيكون بمثابة طريقة لها لكي تشرعن سيطرتها على البلاد. وبالإضافة لهذا، فالمجتمع الدولي لديه انشغالات ومظاهر قلق أخرى، وهذه تتعلق بمخاوف عودة الجماعات الإرهابية الدولية مثل القاعدة".
وتشكك التقييمات الاستخباراتية بتأكيدات حركة طالبان، وأنها ستمنع هذه الحركات من بناء ملاجئ لها في أفغانستان. وفي اتجاه آخر، فسينشط انتصار طالبان على قوة عظمى الجماعات المتطرفة، ويحيي آمالها بانتصارات مماثلة. ومنذ بداية حكمها، بدا وكأن طالبان تسيطر وبشكل كامل على السلطة، ولكن قد لا يدوم.
والحكومة الجديدة ليست صالحة لسلام دائم، وتم استبعاد الطبقة السياسية السابقة بالكامل، وكذا الجماعات الإثنية من غير مناطق طالبان، البشتون. ومن المتوقع ان تنمو المقاومة لهذا الحكم القهري وتتجذر. وفي الوقت الذي لم يتغير في الكثير من قادة طالبان، إلا أن البلد الذي سيحكمونه قد تغير عن أفغانستان التسعينات من القرن الماضي.
فالمقاومة المدنية والاجتماعية، وربما العسكرية، ستعقد من مهمة الحكم الحالي، وقد تؤدي إلى الكشف عن الصدع في داخل الحركة.
ولم تمض أسابيع على سقوط كابول حتى ظهرت تقارير عن خلافات بين المعتدلين والمتشددين داخل الحركة. وبين من يريدون حكومة تسع الجميع وآخرين يريدونها لطالبان فقط. وعندما أقلعت آخر طائرة عسكرية أمريكية من مطار كابول، واختفت في الأفق، نهاية شهر آب/ أغسطس، اعتبر الكثيرون في واشنطن أن الحرب قد انتهت، وبالنسبة لأفغانستان، فقد بدأت مرحلة جديدة مضطربة.
المصدر:عربي 21