الدول الغنية تدفع ثمن احتكار لقاحات كورونا

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۶۲۱۶۳
تأريخ النشر:  ۱۴:۱۷  - الثلاثاء  ۳۰  ‫نوفمبر‬  ۲۰۲۱ 
الكشف عن مصابين جدد بمتحور "أوميكرون" حول العالم، والذي يثير قلق منظمة الصحة العالمية، دفع الأمين العام لمنظمة "أوكسفام"، كريستيان وايز، إلى التحدث عن غياب المساواة في توزيع اللقاحات، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة الطفرات وبالتالي المتحورات.

طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء- ونقلت عنه الصحافة الدنماركية قوله "ليس من العدل ألا يحصل الفقراء على اللقاحات. كما أن ذلك ليس تصرفاً ذكياً من قبل الدول الثرية للتوصل إلى حلول مستدامة، وهو ما تظهره الطفرة الأخيرة لكوفيد-19، ما يؤكد أنّ المخاطر كبيرة مع احتمال ظهور طفرات جديدة". وحاولت "أوكسفام" لوقت طويل، الضغط من أجل زيادة توزيع اللقاحات على دول الجنوب الأقل حظاً، وكسر قواعد احتكار إنتاج اللقاحات، وتأمين إنتاجها في الدول التي لم يحصل غالبية سكانها على اللقاحات.

تتردد دول الاتحاد الأوروبي في تبني سياسة كسر الاحتكار، وبالتالي إتاحة الفرصة أمام مواطني الدول النامية للحصول على اللقاحات والحدّ من ظهور متحورات جديدة، والعودة إلى نقطة الصفر لصالح الشركات العملاقة المنتجة للأدوية واللقاحات. كما أنّ هذا الأمر يعزز موقف أولئك الذي يتبنون نظرية المؤامرة، ويعتبرون أنّ كورونا "اختراع يساهم في زيادة أرباح الأثرياء والشركات على حساب أرواح البشر".

وتشهد القارة الأفريقية بطئاً في عمليات التلقيح، إذ لم تتجاوز النسبة واحداً في المائة، بحسب منظمة الصحة العالمية واللجنة الدولية للصليب الأحمر، ما يعيد التذكير بأنّ دولاً كثيرة في الشمال تبقي ملايين اللقاحات في مخازنها كجزء من سياسات طوارئ وطنية.

وضع الباحث في منظمة الصحة العالمية، فليمنغ كونرادسن، سيناريو مزعجاً للدول الغنية في حال الاستمرار في السياسة الحالية المتعلقة باحتكار اللقاحات. ويقول: "إذا لم يوفر العالم اللقاحات لمليارات البشر، خصوصاً في دول أفريقيا، فإنّ العالم الغني سيدفع فاتورة مزعجة جداً، وهو ما قد تكشفه الأسابيع المقبلة مع المتحور الجديد". ويتوقع ظهور "متحورات جديدة سريعة الانتشار، ولهذا نتائج كارثية على المجتمعات الفقيرة التي لا تستطيع اقتصاداتها تحمّل تأمين اللقاحات".

وفي سبتمبر/أيلول الماضي، أعلنت الدول الغنية، وبشكل رئيسي أميركا وكندا ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا واليابان، عن توجهها لأن يصل مخزونها في نهاية العام الحالي إلى 1.2 مليار جرعة، الأمر الذي دفع منظمة الصحة العالمية إلى انتقاد سياسة هذه الدول، باعتبار أنّ التخزين غير مقبول ولا يضمن المساواة. وفي النتيجة، عدلت أميركا موقفها ودعت الاتحاد الأوروبي إلى رفع احتكار إنتاج اللقاحات ليتمكن سكان جنوب الأرض من إنتاجها.

وحققت شركات الأدوية الرئيسة المنتجة للقاحات أرباحاً هائلة خلال العام الحالي. وأشارت تقارير إلى أنّ شركة "موديرنا" حققت للمرة الأولى أرباحاً بعدما ظلت تعاني عجزاً لسنوات. وأعلنت بعد أيام قليلة من انتشار "أوميكرون" أنّها ستسعى إلى أن يكون اللقاح المضاد للمتحور جاهزاً بداية العام المقبل، أي بعد نحو شهر من الآن.

المصدر: العربي الجديد

رأیکم