مع مرور عامين على توقيع اتفاقيات التطبيع بين الاحتلال وعدد من الدول العربية، سادت في الآونة الأخيرة أجواء إسرائيلية متشائمة من عدم تحقيق قفزات كانت متوقعة لدى إبرام تلك الاتفاقيات، في ظل عدم استقرار سياسي إسرائيلي داخلي.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء- فالمغرب ينتظر الاعتراف الإسرائيلي بسيادته على الصحراء الغربية، كما وعدت "إسرائيل" بذلك، لكنها لم تنفذ، والإمارات تعيد سفيرها إلى طهران وسط تهديدات من تل أبيب للأخيرة، وسلطنة عمان تعيق خطوة تقصير الرحلات الجوية الإسرائيلية إلى الشرق الأقصى.
مع العلم أن مرور عامين على توقيع اتفاقيات التطبيع تزامن مع حالة من عدم الاستقرار السياسي في دولة الاحتلال، ما قد يكون ألقى بظلاله السلبية على إعاقة تنفيذها، الأمر الذي اعترفت به أوساط سياسية إسرائيلية، وأكدت أن هذه الاضطرابات عملت على تأخير تطور العلاقات مع الدول العربية.
وذكر شاحار كلايمان في مقال بصحيفة "إسرائيل اليوم"، أن "التحضيرات الإسرائيلية لخوض الانتخابات الخامسة تركت تبعاتها بعيدة المدى على عدم التحرك المتسارع في تنفيذ اتفاقيات التطبيع، بل أوجدت حواجز لا يمكن إزالتها بسهولة طالما أنه لا توجد هنا حكومة إسرائيلية مستقرة، لا تستطيع الإقدام على خطوات سياسية".
وأوضح أن "منها مثلا المطلب المغربي الذي بات ملحّاً في الآونة الأخيرة من "إسرائيل" بضرورة الإيفاء بتعهدها إبان إبرام اتفاق التطبيع معها حول اعترافها بسيادة الرباط على الصحراء الغربية، الأمر الذي سيترك تبعات سلبية على علاقات الجانبين".
وأضاف أن "التباطؤ في التطبيع وصل أيضا إلى الإمارات، التي أعلنت بصورة مفاجئة لإسرائيل عن عودة سفيرها لطهران بعد ست سنوات حافظت فيها على قناة أمنية مع إيران، ويبدو أنها تفضل عدم قطع العلاقات مع جارتها شمال الخليج (الفارسي)، حتى لو لم تكن إسرائيل راضية عن ذلك، فضلا عن توتر ثنائي آخر يتعلق بالتحديد بالتدفق الكبير للسياح من "إسرائيل"، بما يحمل آثارًا سلبية ويلقي بظلال من الشك على الثقة بينهما".
وأكد أن "الإحباط الإسرائيلي امتدّ لسلطنة عمان، التي رفضت فتح مجالها الجوي أمام الرحلات الجوية الإسرائيلية إلى الشرق الأقصى، ويبدو أنها تراهن على الحصان الإيراني".
فيما تمثلت خيبة الأمل الإسرائيلية في "عرقلة اتفاقات التطبيع، في عدم تحقيقه مع "درة التاج" وهي السعودية التي أعلنت إجراءها محادثات مع إيران لتجديد العلاقات الدبلوماسية، ما قد يجعل دولة الاحتلال تكتفي في الوقت الحالي من العلاقات الاقتصادية والأمنية مع الدول العربية، وفي أسوأ الحالات تشير إلى بداية تراجع في قبولها في المنطقة".
ويتداول الإسرائيليون انطباعات مغربية عن خيبة الأمل من التباطؤ في الاعتراف بسيادته على الصحراء الغربية، ولعل الرباط بانتظار بيان رسمي من رئيس الوزراء الإسرائيلي بذلك، وليس فقط تصريحات وزارية للترضية.
وهناك تسريبات عن نية ليائير لابيد زيارة المغرب قبل الانتخابات، دون التأكد أنها ستؤتي ثمارها، مع شكوك كبيرة فيه أن قرارا كبيرا مثل الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء يمكن اتخاذه خلال فترة انتقالية في دولة الاحتلال، الأمر الذي يفسره المغرب بتشويش متعمد.
في الوقت ذاته، وطالما أن دولة الاحتلال تعاني من حالة عدم الاستقرار السياسي الذي يكشف عن ضعفها، فإنها لا تستطيع التوصل مع الدول العربية المحيطة إلى اتفاقات بعيدة المدى، خاصة أن الأخيرة تعلم تماما أن الحكومة الإسرائيلية الانتقالية قد يتم استبدالها في غضون أشهر قليلة، ما يدفعها لأن تفهم الرسالة السياسية القاسية، ومفادها أنه ليس من المؤكد أن العائد الذي سيحصلون عليه من التطبيع مع الاحتلال يستحق المخاطرة التي يخوضونها.
المصدر: عربي 21