أمريكا تسير في خطين متناقضين في تعاطيها مع الأزمة في سورية

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۸۳۷
تأريخ النشر:  ۱۲:۴۱  - الأربعاء  ۰۶  ‫مارس‬  ۲۰۱۳ 
مجددا اعترف جون كيري وزير الخارجية الأمريكية أن بلاده أرسلت الأسلحة إلى المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية وأنها تسعى لإرسال المزيد منها وتدعم كل من يقوم بهذا لتغير ما سماه "الحسابات في الميدان" ويناقض نفسه بالتأكيد على أن بلاده تعتبر بيان جنيف هو الحل الأمثل للأزمة.

ومع أبرز داعمي الإرهاب والإرهابيين في سورية عقد رأس الدبلوماسية الأمريكية مؤتمرا صحفيا أمس جمعه بحمد بن جاسم وزير الخارجية القطري قال خلاله كيري:" قدمنا مساعدة مباشرة إلى المجلس العسكري وإلى المعارضة السورية وهذا أمر لم نقدم عليه في السابق ونؤيد من يدعمها.. وتطرقنا إلى أنواع الأسلحة التي ستنقل إلى سورية وللجهة التي يجب أن تستعملها".

وكان كيري أعلن تقديم بلاده 60 مليون دولار كمساعدات إضافية "للمعارضة المسلحة" ادعى أنها "لتأمين حاجاتها اليومية" في مؤتمر روما الأخير "لأعداء الشعب السوري".

وأقر وزير خارجية أمريكا "أن بلاده وقطر عملا بجهد لتقوية العقوبات الدولية المفروضة على النظام السوري ومساعدة المعارضة على بناء الفاعلية التي هي بحاجة إليها كي تحاول تغيير حسابات الرئيس الأسد في الميدان".

وكانت الولايات المتحدة وقطر من أبرز الدول التي سعت لفرض عقوبات اقتصادية أحادية الجانب على الشعب السوري وتعمل باستمرار لتوسيعها.

وكرر كيري ادعاءه المفضوح أنه "لا بد لنا من أن نضمن أن دعمنا انما يقوي المعارضة في جانبها المعتدل" متجاهلا أن من يقف معه في المؤتمر يدعم كل أشكال التطرف في المنطقة ويحتضن "اتئلاف الدوحة" الذي رفض إدراج أمريكا "جبهة النصرة" على لائحة الإرهاب وهي العمود الفقري لما يطلق عليه كيري "المعارضة المسلحة".

وتهربا من سؤال عن الضمانات لوصول الأسلحة إلى "المعارضة المعتدلة فقط" قال كيري بغموض متعمد:" أنا لا أفهم بالتحديد ما الضمانات التي تذكرها.. أنا لم أطالب بضمانات محددة لكن قلت إن الضمانات باتت أكبر اليوم بأن الأسلحة التي ستنقل سوف تصل إلى المعتدلين".

ومخالفا لمواثيق الأمم المتحدة والقوانين الدولية تدخل كيري في الشؤون الداخلية السورية وقرر نيابة عن الشعب السوري "فقدان شرعية" رئيسه وحكومته.. وفي تناقض واضح قال:" نحن ملتزمون التزاما قطعيا بحرية الشعب السوري واستعادة الشرعية لن تكون إلا من خلال بيان جنيف.. هذا ما التزمنا به وسنتابع على هذه الدرب" وفي مكان آخر أضاف:" نحن واضحون في موقفنا فثمة إطار لحل سلمي يمكن للإيرانيين وللروس أن يدعموه ويمكن للرئيس الأسد أيضا أن يدعمه.. هذه المعادلة حددت في إطار بيان جنيف".

ومظاهر التوافق الأمريكي الروسي الأولى بدأت في بيان جنيف العام الماضي وحاولت واشنطن الانقلاب عليه في حينه لكنها الآن تعود للعمل على أساسه والبيان يترك الخيار للشعب السوري في تحديد مستقبله دون إملاءات خارجية.

ومن عاصمة داعمي الإرهاب في الخليج العربي تباكى الوزير الأمريكي على "معاناة الشعب السوري" التي ساهمت بلاده بقيادتها للمؤامرة على سورية في تصعيدها لتطول كل فئات الشعب السوري.

وكانت الولايات المتحدة عرقلت إصدار قرار من مجلس الأمن يدين التفجيرات الإرهابية التي تعرضت لها سورية وآخرها تفجير شارع الثورة الذي ذهب ضحيته أطفال وطلاب على مقاعد الدراسة ومدنيون.

من جانبه لم يخف وزير الخارجية القطري سعادته بكلام كيري عن تسليح مرتزقته المرسلين إلى سورية معتبرا أنه "تغيير في الموقف الدولي والأمريكي" وقال:" هم يتكلمون عن أسلحة وكنا نتمنى أن يحصل هذا الموضوع منذ فترة أطول".

وبغباء النعاج شرح بن جاسم آل ثاني بيان جنيف دون أن يفهم أن البيان يؤكد على أن الخيار للشعب السوري دون تدخل خارجي.. مذكرا بالمبادرات العربية التي وضعها وجوقته النفطية بعد أن استولوا على الجامعة العربية كما أنهم من قاموا بأنفسهم بإفشالها متناسيا أنهم من سحب المراقبين العرب من سورية بعد أن صدر تقريرهم الذي لا يتناسب وأجندات الخليج وأسياده في القواعد الأميركية.

يشار إلى أن قطر لا تخفي دعمها اللامحدود للمجموعات الإرهابية المسلحة في سورية كما أنها تقود حملة اعلامية واسعة ضد سورية شعبا وحكومة وجيشا.

ماتيس يحذر من تقديم الأسلحة إلى "المعارضة السورية"

من جهته حذر قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال جيمس ماتيس من تقديم الأسلحة إلى المعارضة السورية مشيرا إلى أن الوضع معقد جدا الآن في سورية.

ونقلت "ا ب " عن ماتيس قوله خلال شهادة أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي:" إنه يخشى من أن يحصل أعداء الولايات المتحدة الأمريكية على السلاح الذي نقدمه إلى "المتمردين" الذين يقاتلون ضد الحكومة في سورية".
رأیکم