أردوغان الحفيد وإسلام الجدود الجدود - المحامي منير العباس

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۸۶۷
تأريخ النشر:  ۱۸:۵۲  - الأربعاء  ۰۶  ‫مارس‬  ۲۰۱۳ 
منذ أن اعتلى أردوغان عربة الحكومة التركية أدار ظهره لإرادة الشعب التركيّ وهشَّ على خيوله العثمانية بسياط الاخوان المسلمين طامعاً بدخول أسوار الاتحاد الأوروبيّ .
 إلاَّ أنَّ الفرنسيين الذينَ خبروا أجداد أردوغان العثمانيين أدركوا الخديعة الأردوغانية وما تخفيه من طموح للدخول بالإخوانية إلى أوروبا ومنها إلى دول شرق الشرق الأوسط  فصفعوه ليردوه على أعقابه .

ولكن الجموح الإخوانيّ لدى أردوغان دفعهُ بذات العربة باتجاه الدول العربية التي سبق لأجداده من السلاطين العثمانيين أن غدروا بها وحكموها باسم الإسلام وهم أول من خالف الله والإسلام وكتاب الإسلام ،  وخير دليلٍ على ذلك قانون ” انتقال الأموال الأميرية ” الصادر عن السلطنة العثمانية والمعروف حالياً باسم ” الإرث القانوني ” أو ” الإرث النظامي ” والذي كانَ نافذاً في جميع الأقطار العربية والإسلامي التي كانَ يحتلها العثمانيون ولا زالت – وللأسف – نافذة في معظم هذه الأقطار .

فقد ساوى هذا القانون بين حصة الذكر وحصة الأنثى في الإرث خلافاً لشرع الله  ونصّ الكتاب لقوله تعالى في سورة النساء الآية 11 : (( يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ ))

كما أن القرآن الكريم اشترط حياة الوارث وقت وفاة المورث أو وقت الحكم باعتباره ميتاً وأوجب الوصية لأبناء الابن المتوفى قبل والده إن كانوا غير وارثين ، بينما خالف السلطان العثماني وأوجب الإرث بخلاف ذلك ،  وهذه المخالفات غيضٌ من فيض .

وأمّا دوافع الصفعة الفرنسية لحكومة أردوغان والحؤول بينها وبين الدخول بعربتها الإخوانية إلى العالمية عبر بوابة الإتحاد الأوروبي ، فللفرنسيين أيضاً تجربتهم في خداع العرب واحتلال أراضيهم ونهب ثرواتهم بذريعة حماية الإسلام والمسلمين .

هذه الصفعة الفرنسية آلمت أردوغان وجعلتهُ يقرأ التاريخ جيداً ويدرك كيف فشل الاستعمار الفرنسي – كما سالفه العثماني – في تحقيق أطماعه التي تحطمت على صخرة الصمود والإباء العربي الذي ما كانَ ليقبل القيود ولن يكون .

أردوغان  وبعد قراءتهِ للتاريخ أدركَ أنَّ أطماع حكومته العثمانية  الإخوانية لن تُصرف في بنوكنا العربية إلا أنَّه لم يستطع كبح جماح غرائزه الإخوانية التي تبرر كلَّ الوسائل لبلوغ غاياتها ولو اضطرت لتزوير القرآن أو على الأقل الخروج على أحكامه كما فعل أجداده ، لذلكَ بدأ تكتيكهُ المُخادع ، فابتدأ – وبالإتفاق مع أولي أمره من الصهاينة وأسياده الأمريكان  - بدأ بإطلاق رصاصه الخطابيّ الخلبي على الكيان الصهيوني وفي ذات الوقت لبسَ – وللضرورة فقط – عباءة المقاومة للكيان الصهيوني فتقرب من رموز المقاومة اللبنانية والفلسطينية بعد أن طرق أبواب القلاع المقاومة انطلاقاً من سوريا وإيران والعراق ولبنان حتى ظنَّ بعض المغفلين من العرب عموماً والمسلمين خصوصاً أنَّ صلاح الدين الأيوبيّ عادَ متقمِّصاً بأردوغان هذا .

ولم يطل الانتظار الأردوغاني الذي ركب موجة ما سميَ ( بالحراك الشعبي العربي ) ونجح في بعض الدول العربية بالإمساك بلجام هذا الحراك وحرفهِ عما يُفترض أنَّه مسارٌ ثوريّ وسار بهذا الحراك – وعبرَ عربة الأخوان المسلمين والخيول الصهيونية – إلى حيثُ يستطيع إشباع  غريزة الانتقام لأجداده السلاطنة العثمانيين الذين تمرغت أنوفهم على صخرة الصمود العربي ، هذا من جهة ومن جهة ثانية إلى حيثُ يستطيع تحقيق الأمن والأمان للكيان الصهيوني من خلال تفتيت الدول العربية وتدميرها ونهب ثرواتها ولاسيما الدول المقاومة منها وعلى رأسها سوريا وهكذا نرى كيفَ أنَّ التاريخ يعيدُ نفسه مع الطغمة الأردوغانية الإخوانيَّة المتسلطنة وأسيادها وأذيالها الذينَ يسعونَ نفاقاً باسم الإسلام و كذباً باسم الحريَّة إلى احتلال أرضنا وضمائرنا  .

 ولكن خسئوا و فَسدت تجارتهم وهم على أعقابهم سينقلبون ، وإن كانَ أردوغان قد وجدَ – ولظرفٍ ما – تربةً هشَّة في مكانٍ ما من أرض العروبة فحفرَ وكرهُ العثمانيّ الإخوانيّ فيها ، فلن يجد في قلب العروبة النابض سوريا تربةً هشَّة وهاهو ذا يقفُ في العراء محترقاً بشواظ الشعب السوري وجيشه وقيادته ، وهاهو ذا يُهزمُ من الدَّاخلِ التركي أولاً ومن المحيط العربيّ ثانياً وأخيراً هاهو ذا يقتلعُ أشواكَ تآمره السَّافرة على الشعب السوريّ و يُواجهُ مقتلهُ السياسي على يدِ الشعب التركيّ الصديق وقواه وأحزابه السياسيَّة التقدّميَّة كما ينتظر مقتلهُ الإنسانيّ والأخلاقيّ على يدِ الشعوب الإسلاميَّة عامةً والشعوب العربيَّة خاصَّةً وفي المقدّمة الشعب العربيّ السوريّ الذي كانَ وسيبقى يُفاخرُ بوحدته الوطنيَّة والتفافه حول جيشه وقيادته لبناء سوريا الدَّولة الحرَّة السيِّدة المستقلَّة القويَّة المُمانعة المقاومة .
رأیکم