لبنان بين المطرقة والسندان - شاكر كسرائي

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۹۴۴
تأريخ النشر:  ۱۵:۵۳  - الاثنين  ۱۱  ‫مارس‬  ۲۰۱۳ 
يتعرض لبنان منذ عامين لضغوط من الخارج والداخل حيث يخضع لابتزاز مجلس التعاون في الخليج الفارسي، فقد قام المجلس أخيرا بارسال امينه العام الى لبنان للضغط على الرئيس اللبناني ميشال سليمان من أجل الاستجابة لمطالبه غير المشروعة، ومنها الضغط على حزب الله واتخاذ موقف عدائي تجاه سورية.

جاء هذا الضغط بعد أن فشلت جهود دول مجلس التعاون في تأزيم الاوضاع في العديد من دول المنطقة، وخاصة وان  لبنان وقف في وجه ضغوط جامعة الدول العربية وأمينها العام .

مجلس التعاون هدد الرئيس اللبناني بانه سوف يقطع المساعدات الاقتصادية عن لبنان اذا لم يرضخ الرئيس والحكومة اللبنانية لضغوطه، كما هدده بمنع رعاياه من السفر الى لبنان ، وايجاد ازمة إقتصادية لهذه الدولة.

وعلاوة على ذلك ومن اجل ابتزاز الدولة اللبنانية، هدد مجلس التعاون لبنان بطرد اللبنانيين المقيمين في هذه الدول اذا لم يستجب لبنان لطلباته كما وردت انباء عن نية السعودية سحب ودائع لها في المصارف اللبنانية.

في هذه الحالة ، ماذا سيكون موقف الرئيس اللبناني والحكومة اللبنانية من ضغوط  دول مجلس التعاون ؟

اذا رفض لبنان طلبات مجلس التعاون فسيواجه ازمة اقتصادية وستزيد هذه الازمة أزماته المتعددة ومنها ازمته السياسية الحالية الناجمة عن تحديد لقانون انتخاب جديد يختلف اللبنانيون حتى الان حوله.

مجلس التعاون اصبح  بلاءا يفتك بالشعوب العربية والاسلامية وها هي البلدان العربية والاسلامية ومنها افغانستان وباكستان وسوريا والعراق واليمن وغيرها تواجه عمليات ارهابية مستمرة من قبل تنظيم القاعدة والمنظمات الارهابية  التي تمولها دول مجلس التعاون ،  يسقط اثرها في كل عملية العشرات وحتى المئات من الابرياء ضحايا لنزوات حكام هذه الدول ، الذين يتفاخرون ويعلنون على الملأ بانهم يمولون العمليات الارهابية ،  وهم بذلك يريدون ان ينصبوا انفسهم زعماء على جماجم الشعوب العربية والاسلامية.

ومن المؤسف جدا أن المنظمات الدولية ومنظمات حقوق الانسان،  تقف متفرجة أمام هؤلاء الحكام الذين يمولون الارهاب والارهابيين بالمال والسلاح ، ويشكلون جيوشا من المرتزقة والارهابيين ويجمعونهم من البلدان العربية والاسلامية والاوروبية ويرسلونهم تارة الى افغانستان ومرة الى  العراق واخيرا الى سوريا ويعبؤون هؤلاء المرتزقة بعد اصدار فتاوى جاهزة للجهاد في سبيل دعم هؤلاء الحكام لكي لا تمتد ثورات الربيع العربي الى دولهم.

المنطقة العربية والاسلامية إبتليت بهؤلاء الحكام الذين لا يفكرون بقضايا شعوبهم ،  بل يسحقون اي تحرك في الداخل ، و يصرفون اموال شعوبهم في قضايا لا يستفيد منها الا الاعداء وخاصة الولايات المتحدة واسرائيل ، انهم لم يفكروا يوما في دعم الشعب الفلسطيني الذي يواجه القمع المستمرمنذ اكثر من ستين عاما ، ويخضع للحصار والسجن ويواجه الازمات الاقتصادية بإستمرار، ولا يمر يوم الا وتقوم القوات الاسرائيلية بقتل الفلسطينيين وسجنهم وتعذيبهم  بسبب مقاومتهم للاحتلال الذي ما كان يرسخ سلطته وجبروته لولا وجود حكام يمدون ايديهم للصهاينة ويعملون ضد شعوبهم.

لبنان يواجه ضغطا متزايدا من أشقائه العرب، لانهم  يعلمون ما يواجهه هذا البلد من وضع سياسي واقتصادي سيء ، فبدلا من مساعدته وأخذ يده لحل أزماته الاقتصادية والسياسية ، فإنهم يزيدون الضغوط عليه،  لكي يستسلم لهم وينفذ تعاليمهم ، مهما كلفه الامر من دمارخراب ،  وهناك جهات لبنانية تساند مشاريع السعودية ودول الخليج الفارسي وتضغط على الحكومة لكي تستسلم للضغوط أو تستقيل لكي يصل انصار النظام السعودي الى الحكم وبهذه الطريقة يقع لبنان في احضان النظام السعودي واشقائه من جديد.

 

رأیکم