أكدت القيادة المركزية للقوات المسلحة الأمريكية أنها استخدمت 5265 ذخيرة محتوية على اليورانيوم المنضب في عمليتين خاصتين باستهداف صهاريج نفط تابعة لـ"داعش" شرق سوريا.
طهران-وكالة نادي المراسلين الشباب للانباء- قال المتحدث باسم القيادة المركزية، الرائد جوش تاكيتس، في تصريحات لقناة "RT"، مساء الثلاثاء 14 فبراير/شباط: "يمكنني أن أوكد استخدام اليورانيوم".
وأوضح تاكيتس أن هذه الذخائر تم استخدامها في عمليتين منفصلتين نفذت إحداها "في 16 نوفمبر/تشرين الثاني من العام 2015 بواسطة 4 طائرات هجومية من طراز A-10 أطلقت 1490 ذخيرة من عيار 33 مليمترا إلى جانب قنابل وصواريخ، ما أدى إلى تدمير 46 عربة تابة للعدو"، فيما نفذت العملية الثانية في 22 من العام ذاته "بواسطة 4 طائرات هجومية من طراز A-10 أطلقت 3775 ذخيرة من عيار 33 مليمترا إلى جانب قنابل ومقذوفات وصواريخ، ما أدى إلى تدمير 293 عربة للعدو".
وأشار المتحدث إلى أن "خليطا يتكون من ذخائر حارقة وخارقة للدروع ومن قذائف شديدة الانفجار تم استخدامه لضمان الاحتمال الأكبر لتدمير أسطول الشاحنات الذي استخدمه تنظيم داعش لنقل نفطه غير الشرعي".
وتمثل هذه التصريحات أول تأكيد لاستخدام القوات الأمريكية هذا النوع من الذخائر، منذ غزو الولايات المتحدة للعراق عام 2003، حيث جرى بشكل دائم استخدام الأسلحة المحتوية على اليورانيوم المنضب، ما أثار امتعاض وغضب السكان المحليين الذين قالوا إن هذه المادة السامة تسببت بوقوع حالات كثيرة للإصابة بمرض السرطان وعيوب خلقية للأطفال المولودين في مناطق استخدامها.
بعد النفي القاطع..
ومن الجدير بالذكر أن كلا من قيادتي التحالف الدولي ضد "داعش" والجيش الأمريكي نفتا في وقت سابق استخدام مثل هذه الذخائر المشعة في الحملة ضد التنظيم.
وقال المتحدث باسم التحالف جون مور، في شهر مار/آذار من العام 2015: "إن طائرات القوات الأمريكية والتحالف الدولي لم ولن تستخدم ذخائر اليورانيوم المنضب في سوريا والعراق في إطار عملية العزيمة الصلبة".
من جانبه، أوضح مسؤول من البنتاغون، في حديث لصحيفة "War is Boring"، في وقت لاحق من الشهر ذاته، أن الطائرات الهجومية الامريكية من طراز "A-10" المنتشرة في المنطقة غير مزودة بالذخائر الحارقة والخارقة للدروع والمحتوية على اليورانيوم المنضب، لأن "داعش" لم يمتلك الدبابات التي صممت هذه الأسلحة لتدميرها.
سابقة العراق
ولم يحدد الرائد جاكيتس المواقع التي طالتها العمليتان للتحالف في نوفمبر/تشرين الثاني من العام 2015 ، ولم يشر أيضا ما إذا كانت الضربات نفذت قرب مناطق سكانية، إلا أن المسؤولين العسكريين الأمريكيين أعلنوا آنذاك عن تنفيذ عمليات استهدفت البنية التحتية لـ"داعش" في سوريا وشملت أراض في محافظة دير الزور يوم 16 من نوفمبر/تشرين الثاني، وفي محافظة الحسكة في 22 من الشهر ذاته.
وقال المسؤولون أن الضربات طالت مناطق صحراوية، وليس من المؤكد ما إذا كانت هناك احتمالات لتأثير ذخائر اليورانيوم المنضب على السكان السوريين الذين كانوا يقيمون في مناطق قريبة من مواقع الضربات.
لكن في العام 2003، عندما أطلقت الولايات المتحدة مئات آلاف هذه الذخائر في عملياتها بالعراق، سقطت كميات ضخمة منها في مناطق ذات كثافة سكانية، ما دفع السلطات العراقية لاحقا إلى الإعراب النادر عن استيائها من تصرفات الولايات المتحدة.
وفي العام 2014، في تقرير صدر عن الأمم المتحدة بشأن الأسلحة المحتوية على اليورانيوم المنضب، ورد فيه أن الحكومة العراقية أعربت عن "قلقها العميق من التأثير الضار" لاستخدام هذه المادة في العراق من قبل القوات الأمريكية.
وأشارت بغداد إلى أن هذه المادة "تمثل خطرا على البشر وعلى البيئة"، داعية الأمم المتحدة إلى إجراء تحقيقات دقيقة بشأن استخدام اليورانيوم المنضب وآثاره.
وتجدر الإشارة إلى أن مثل هذه الدراسات والتحقيقات لم تنفذ حتى الآن، فيما يقول الأطباء والعلماء إن هذا يؤدي إلى غياب معطيات مباشرة حول انتشار الأوبئة تؤكد وجود تأثير سلبي ملموس لليورانيوم المنضب على صحة الناس.
روسيا حذرت
وكانت روسيا قد أعلنت، في وقت سابق، على لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية، ماريا زاخاروفا، واستنادا إلى خبراء مستقلين، عن استخدام الولايات المتحدة ذخائر عسكرية محتوية على اليورانيوم المنضب مرتين على الأقل في سوريا والعراق.
ودعت زاخاروفا، يوم 20 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، المجتمع الدولي إلى الاهتمام بالتقرير المشترك الصادر عن المؤسسة الهولندية غير الحكومية "مجموعة باكس للسلام" و"التحالف الدولي من أجل حظر أسلحة اليورانيوم" والذي تحدث عن استخدام القوات الأمريكية أنواعا من الأسلحة الممنوعة خلال حملتها في سوريا العراق.
وقالت زاخاروفا: "من الملفت للنظر أنه تم الكشف عن حالتين على الأقل لاستخدام الأمريكيين الذخائر القتالية المحتوية على اليورانيوم المنضب خلال تنفيذ ضربات جوية ضد داعش في سوريا والعراق".
وأشارت المسؤولة الروسية إلى أن "مؤلفي التقرير توصلوا إلى استنتاج مفاده أن العسكريين الأمريكيين خرقوا حتى قواعد الميثاق العسكري الخاص بهم، المتعلقة باعتماد مثل هذه الذخائر، لأنهم استخدموها لتوجيه الضربات إلى الأهداف غير المصفحة، بما في ذلك إلى القوات البشرية للعدو قرب وداخل مدن وبلدات، ما عرض السكان المدنيين للخطر".
وشددت زاخاروفا على تجاهل الإعلام الأمريكي لمثل هذه الحقائق، لافتة إلى أنه يركز على الدعاية الموجهة ضد سوريا وروسيا في ظل تنفيذ قواتهما عمليات عسكرية ناجحة ضد الإرهابيين وقوات المعارضة المسلحة في حلب.
(روسيا اليوم)