المتابع للقاءات ومواقف وتصريحات زعماء امريكا و”اسرائيل” والسعودية وتركيا، وتهديداتهم العلنية والمتكررة ضد “ايران” هذه الايام والتي تحولت الى موضة، يستشعر ان الحرب واقعة لا محالة، لاسيما بعد ان تم الكشف حتى عن اسماء اعضاء “المحور السني الاسرائيلي” الذي سيتصدى لـ”ايران” وشيعة المنطقة!.
طهران-وكالة نادي المراسلين الشباب للانباء- الملفت ان هناك اخطبوطات اعلامية سعودية وقطرية وعلى راسها قناتي "العربية” و "الجزيرة” ، تعمل وبعيدا عن اي مسؤولية اخلاقية اسلامية وانسانية، تنفث ليل نهار بسمومها الطائفية والفتنوية، فهي تنقل على مدار الساعة تهديد ووعيد الثلاثي الذي اخذ منذ الان يدق طبول الحرب، وهم السعودي عادل الجبير، والتركي مولود جاويش اوغلو، و”الاسرائيلي” افيغدور ليبرمان، ضد ايران التي "تهدد امن واستقرار السعودية واسرائيل وتركيا”.
قائد الاوركسترا الذي يعزف هذه الايام سمفونية "الخطر الايراني” و "الخطر الفارسي” و”الخطر الشيعي” وضرورة مواجهته بـ”تشكيل محور سني اسرائيلي”، هو الرئيس الامريكي الجديد دونالد ترامب، الذي الهب مشاعر اعضاء الاوركسترا، خاصة السعودية وتركيا، اللتان ارادتا من خلال الانضمام الى هذا المحور الى جانب "اسرائيل” اثبات ولاء الطاعة للسيد الامريكي، ووقف "التمدد الشيعي” في "البلدان السنية”!!.
رغم ان اغلب الشعوب العربية والاسلامية، ليست مقتنعة بالكذبة الامريكية الاسرائيلية السعودية التركية عن وجود "خطر ايراني او خطر شيعي” يتهددها، فهذه الشعوب لا تعرف من عدو الا "اسرائيل”، حتى لو تحالفت معها كل الحكومات السنية في العالم، ولكن لنفرض ان ما يقوله زعماء السعودية وتركيا صحيح، اي ان هناك "خطرا فارسيا او شيعيا”، ترى هل التحالف مع "اسرائيل” عدوة العرب والمسلمين، هي الوسيلة المنطقية لمواجهة هذا "الخطر”؟، الا يؤكد تهافت السعودية وتركيا للتحالف مع "اسرائيل”، ان لا وجود للخطر "الشيعي والفارسي” اصلا ؟، الا يؤكد هذا التحالف ان ايران مستهدفة لانها تشكل خطرا على "اسرائيل” و”اسرائيل” فقط؟، الا يؤكد هذا التحالف ان تركيا والسعودية يتعرضان لابتزاز امريكي "اسرائيلي” واضح لاستخدامهما في المواجهة مع ايران، رغم ان ايران لا تشكل اي خطر على هذين البلدين الجارين؟.
من الواضح ان السعودية وتركيا تحالفتا مع "اسرائيل” لاسباب عديدة منها ما هو خارج عن ارادتهما، فهما تنفذان ما تؤمران به، ولكن هناك اسباب اخرى وراء تحالفهما مع "اسرائيل” ومنها "التصدي للشيعة والتشيع”، وهو سبب قد يكون مقنعا للبعض لاسيما اولئك المشحونين طائفيا كاتباع المذهب الوهابي، وبعض السذج من السنة، ولكننا نقول لزعماء السعودية وتركيا، انتم بتحالفكم مع "اسرائيل” وامريكا، ضد المسلمين الشيعة في ايران والعراق ولبنان وسوريا واليمن، ستزيدون من لهيب جذوة حب ايران وحزب الله والشيعة في قلوب المسلمين السنة في كل مكان، الذين سيرون ايران وحزب الله والشيعة، مستهدفون من محور يضم حكومات تدعي انها "سنية” بينما تقوده "اسرائيل”، المغتصبة لفلسطين ولاقدس مقدسات العرب والمسلمين، عندها سينقلب السحر على الساحر.
اخيرا، كل الذي قيل ويقال عن المحور "السني الاسرائيلي”، لا يمكن ان يغير من واقع الامر شيئا، فـ”اسرائيل” تبقى عدو العرب المسلمين حتى لو زحف بعض الزعماء العرب اليها زعما قاصدين كسب ودها، ومقدمين ولاء الطاعة لها، ويبقى تحرير القدس هو امل العرب والمسلمين يعيشون معه كما يعيشون على الهواء، وتبقى الجمهورية الاسلامية في ايران بلدا شقيقا لكل المسلمين في العالم وخاصة الشعب الفلسطيني المظلوم، ويبقى حزب الله القوة التي قهرت "اسرائيل” ومرغت انفها بالتراب، ويبقى الشيعة المسلمون جنبا الى جنب مع اخوانهم السنة يعيشون متحابين متآلفين بين بعضهم كما كانوا منذ القدم، ولن تتجرأ "اسرائيل” على ان تفعل ما يحلو لها في المنطقة لمجرد انها وجدت حليفا او حلفين بين الحكومات التي ترفع زورا لواء السنة، فالذي سيقف في وجه هذا المحور ويتصدى له ويُفشل كل مخططاته هم المسلمون السنة، وفي مقدمتهم الشعوب العربية، هذه الشعوب التي لم يحسب لها من خططو للمحور "السني الاسرئيلي” حسابا، هي التي ستقبر محورهم ، فهذا الشعوب ومنذ اكثر من ستين عاما، اعتادت ان تعرف الحق من الباطل بالقضية الفلسطينية، فكل من ابتعد عنها وحاول النيل منها فهو خائن وعميل يجب تعريته والتصدي له، وكل من اقترب منها وتبناها فهو صديق وشقيق يجب الوقوف معه ودعمه.
المصدر : شفقنا