الهجوم على القرداحة: هكذا إنقلبت المعادلة جحيماً على الارهاب في سوريا !

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۲۸۲۳
تأريخ النشر:  ۰۷:۵۷  - الأربعاء  ۱۴  ‫أغسطس‬  ۲۰۱۳ 
وكالة (نادي المراسلين) العالمية للأنباء :
هؤلاء الذين هلّلوا وكبّروا لهذه المعركة، وحشدوا لاجلها القنوات والشاشات والتحليلات.. اين اصبحت اليوم؟
"الهجوم على القرداحة”، "نجو السيطرة على القرداحة”، "السيطرة على القرداحة تعني طعن النظام في مقتله”… كلها عناوين اطلقها المعارضون قبيل ما اسموه "معركة السيطرة على القرداحة”.

بنظرة سريعة على الواقع الميداني من اشتباكات في منطقة ريف اللاذقية الشمالي، وريف الشرقي ايضاً، نجد انّ المعركة التي ارادها المعارضين على تخوم مدينة القرداحة مسقط رأس الرئيس الاسد، قد إبتعدت عنها بكثير، وتحولت هذه المعركة إلى تخوم المناطق التي سيطر عليها المعارضون في حزيران 2012، اي أنقلب السحر على الساحر وفق التحليل الميداني للوقائع على الأرض، وإنتقلت المعارك إلى الريف اللاذقاني بدل ان تكون في القرداحة.

في نظرة سريعة ايضاً نجد، ان الاشتباكات تحولت لمحيط مدينة سلمى في جبل الأكراد في الريف الشمالي للاذقية، والتي تعتبر المعقل الابرز في تلك المنطقة لهذه المعارضة المكونة من خليط من التنظيمات التفكيرية التابعة للقاعدة، ومن مسلحين أجانب وعرب اتوا من هذه الدولة إنطلاقاً من تركيا، ومرّوا نحو اللاذقية وريفها إنطلاقاً من مناطق إدلب، التي تشهد إنتشاراً وظهوراً كثيفاً لارهابيي القاعدة فيها. سلمى المدينة المعارضة، ليس الوحيدة التي إنتقلت اليها الاشتباكات، بل ايضاً توجهت نحو قرى الريف الشمالي ككل، خصوصاً في  اوبين ومحيط جبل النبي اشعيا والحمبوشية وبيت الشكوحي وبارودة والقرى التي تعتبر مزارع صغيرة، بالاضافة إلى القرى في اقصى الريف ككسب مثلاً، التي تشهد حرب إستنزاف منذ ما يقارب العام.

في الاسبوع الماضي تحدثت المعارضة عن اشتباكات تدور رحاها على بعد نحو 25 كلم إلى الشرق من "القرداحة”، وبناءً عليه، حشدت اللجان الشعبية في المدينة قوتها واتى إلى مسلحون موالون للنظام من القرى القريبة. اخطأت هنا المعارضة خطئين:

الأول: انها رغمت على وسائل الاعلام التي تدعمها بأنها إقتربت من القتال إلى حدود القرداحة، مع انها كانت بعيدة عن ذالك، وإن حصلت اشتباكات في المناطق القريبة من القرداحة فهي كانت عبارة عن "مناوشات” لا اشتباكات. حيث ادى هذا الزعم لحشد المقاتلين في المدينة الاسدية، ونحو القرى القريبة.

الثاني: انّ المعارضة وميليشياتها لم تحسب جغرافياً صعوبة تضاريس تلك المنطقة ووعورتها، ولم تحسب انّ مقاتليها وان عبروا هذه القرى وهذه الصعوبات الطبيعية، سيصلون منهكين إلى القرداحة المدينة وسيتم القضاء عليهم في الداخل.

الجهل هذا في الواقع الجغرافي، كما الطبيعة العسكرية للمعركة، وايضاً نشر الاكاذيب على الشاشات بمحاولة تحوير الصراع ونقله لـ "علوي – سني”، ادى إلى سقوط المعارضة في ريف اللاذقية سقطت مدوية، وبالتالي كشف كذبها بما خصّ معركة "القرداحة” وإبتعادها عنها، هذا فضلاً عن نقل المعركة إلى تخومها ومدنها التي سيطرت عليها بدل ان تكون هذه المعكة في القرى التي يُسيطر عليها النظام كما قالو!.

الخطأ القاتل التي وقعت فيه المعارضة، ادى لتراجعها بعد يومين فقط من بدء ما اسمته "معركة تحرير الساحل”، او "معركة احفاد عائشة”، حيث استدرك الموقف النظام السوري المتمثل باللجان الشعبية والجيش، ولم ينجرّ نحو الفتنة التي كان يتم العمل عليها في الساحل إنطلاقاً من المجازر التي حصلت، حيث تحوّلت هذه القوى العسكرية الموالية سريعاً من موقع الدفاع، إلى موقع الهجوم، ولم تفلح محاولات المعارضة تشتيت إنتباه هذه القوى العسكرية نحو القرداحة التي زعمهوا بأنهم اصبحوا قربها.

كان يراد من معركة "القرداحة” هذه القوال بأنن اصبحنا هنا، ذلك يؤدي لتفريغ مناطق الساحل ككل إجمالاً خصوصاً الريفية التي تدور فيها إشتباكات من العنصر العسكري، وذلك عبر نقله (وفق نظرة المعارضة) الى المدينة للدفاع عنها، و بالتالي تسنح الفرصة هنا للمعارضة بالانقضاض على مناطق الريف الشرقي والشمالي من اللاذقية وتسيطر عليها وترتكب ما ترتكب من مجازر. سقط هذا المشروع، وإنقلب السحر على الساحر، وتحوّلت المعارضة إلى طريدة بدل ان تكون الصياد بسبب الحسابات الخاطئة.

"أين اصبح هجوم المعارضة على القرداحة اليوم”؟ بكل صراحة اصبح في خبر كان، أي انه اصبح بعيداً كل البعد عن المدينة، مسقط رأس الاسد، وكاد الهجوم ان ينقرض عن وسائل الاعلام التي إتجهت لبث إنتصارات وهمية اخرى تغطية للفشل الذي ظهر جلياً في المدينة.

إذا معركة "القرداحة” اليوم، "بـح”، وفق التعبير القروي او العامي، اي ان معركة "القرداحة” هذه إنتهت قبل ان تبدأ، ووجهة صفعة إلى المعارضة التي لم تتعمل بأن المعارك لا تُدار فقط عبر الاعلام، بل عبر الواقع العسكري على الارض.

رأیکم