الصينيون ينافسون الكربلائئين على صنع رايات عاشوراء

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۳۳۲۱
تأريخ النشر:  ۱۷:۰۵  - الأَحَد  ۲۴  ‫نوفمبر‬  ۲۰۱۳ 
وكالة (نادي المراسلين) العالمية للأنباء :
تتجاور مئآت الآلاف من الأعلام على سطوح المنازل وفي الشوارع العامة لمدينة كربلاء مع حلول العام الهجري من كل عام وتمتزج ألوان تلك الأعلام مع نغمات الحزن الذي يخيّم على المدينة.
وفقا لما اوردته وكالة (نادي المراسلين) العالمية للأنباء كربلاء بدأت منذ سنوات باستيراد أعلامها من الصين ليتم رفعها فوق سقوف منازلها وفي شوارعها العامة، حيث تصل أعدادها إلى أكثر من مليوني علم بألوان مختلفة هي الأحمر والاخضر والاسود فهي تحمل شعاراً أو مقولة أو صورة معبرة لأحد ضحايا الواقعة التاريخية المعروفة بواقعة "الطف".
أحجام الأعلام الحسينية أو "الرايات" كما يسميها السكان محلياً تختلف من منزل إلى آخر فبعض الكربلائيين يفضلون رفع الرايات ذات الحجم الكبير وآخرون يرفعون الرايات الصغيرة.
الحاج كريم الأنباري المسؤول عن وحدة الدوشمة والتطريز في العتبة الحسينية قال لموقع "نقاش" الإلكتروني إن هذه الوحدة تقوم بصناعة وتطريز الرايات الحسينية بقياسات مختلفة حيث يكتب عليها عبارة "يا حسين" بخط النسخ العربي الأصيل وتكون على لونين هما الأحمر والأسود فضلا عن تطريز لوحات أخرى خاصة بالمناسبات الدينية.
ويؤكد أن أحجام الرايات تراوح بين 3-10 أمتار حيث يتم ارسال أعداد من الرايات المطرّزة إلى الجوامع والحسينيات في دول العالم كهدايا لتعليقها في مناسبات شهري محرم وصفر.
الأنباري أشار إلى أن تصنيع الرايات واللوحات المطرّزة هو لغرض الاستثمار حيث يكون البيع مباشر عن طريق قسم الهدايا والنذور ويكون ريع إيراداتها لدعم مشاريع العتبة الحسينية.
صفاء الخفاجي أحد التجار الذين يستوردون الرايات من دول أخرى مثل إيران والصين التي اشتهرت بتوريدها ملايين الأعلام إلى مدينتي كربلاء والنجف سنوياً.
يقول الخفاجي "مع بداية كل عام هجري نستورد عدد من الحاويات الخاصة بالرايات بمختلف أنواعها وأحجامها من دولة الصين الشعبية وإيران لبيعها على المواكب والهيئات الحسينية، وأحياناً نقوم بتوزيعها مجاناً على الزائرين من قبل متبرعين من التجار وكبار مسؤولي الدولة، وأسعارها تراوح بين 1000- 4000 دينار (75 سنت إلى 3 دولار) وهي مصنوعة من أقمشة رديئة ويتم استخدامها مرة واحدة فقط.
تصنيع هذه الرايات يتم محلياً أيضاً كما يقول محمد الصيكل صاحب محل تطريز، ويضيف "نقوم بتصنيع رايات وأعلام وبيارق للمواكب الحسينية من الأقمشة من نوع قديفة ونطرِز عليها عبارات مثل 'يا حسين' و'لبيك يا حسين' و'يا ثأر الله' وهذا النوع من التطريز يكون عالي الدقة لما تحتويه من خطوط عربية جميلة ونستخدم فيها أجود انواع الخيوط مثل البريسم والحرير".
ألوان تلك الرايات تتنوع بين الأخضر والأحمر والأسود مثلما تتنوع أحجامها واسعارها التي ترواح بين 80 و100 دولار وهي ذات نوعيات جيدة وتُستخدم لفترات طويلة ولعدة أعوام من قبل المواكب والهيئات، وليست مثل النوعيات الصينية الرديئة.
جعفر الموسوي صاحب محل للتطريز يقول إن هذه المهنة الفلكلورية تكثر في المدن المقدّسة ومنها كربلاء التي تضم محلات كثيرة متخصصة في صنع الرايات الحسينة المستخدمة في شهري محرم وصفر من السنة الهجرية.
ويضيف "ورثت المهنة عن آبائي وأجدادي وأصبحت هي المصدرالرئيس لمعيشتنا ومعيشة أبنائنا فهي مهنة قديمة تحاكي الزمن ودقيقة في عملها ولا تخلو من لمسة حزن ولمسة فن في آن واحد".
ويؤكد الموسوي وجود عشرات المحلات في منطقة "المخيّم" وسط كربلاء والتي تمارس هذه المهنة القديمة لكنها بدأت تنحسر بسبب أستيراد التجار للبضائع من دول العالم.
أعداد الرايات والبيارق التي تُستخدم من قبل الزوار لا يمكن احصائها بدقة لكن عباس الطائي مسؤول إدارة الهيئة المشرفة على المواكب الحسينية يقول "في كل عام يستخدم الزائرين أنواعاً وأحجاماً مختلفة من هذه الأعلام والبيارق والرايات وتصل أعدادها بشكل تقريبي الى أكثر من مليوني تعلّق بعضها على واجهات السرادق والمخيمات ومدن الزائرين والسيارات الخدمية وغيرها".
وعن سر الراية الحمراء التي تعلو قبة مرقد الأمام الحسين يقول السيد نعمه الياسري أحد الباحثين في مجال التاريخ "كان العرب قديماً عندما يُقتل شخص ولا يؤخذ بثأره يضعون على قبره علماً أحمر ولا يُرفع العلم إلا بعد أخذ الثأر،فهو تقليد قديم متوارث من العصور السالفة".
كربلاء التي تشهد مناسبتين كبيرتين على مدار السنة هي العاشر من محرم ذكرى معركة الطف التي قُتل فيها الإمام الحسين والعشرين من صفر ذكرى مرور 40 يوماً على وفاته يفد إليها حسب التقديرات الرسمية أكثر من ثمانية ملايين زائر.
وتتحول المدينة الى مايشبه المسرح الجوال حيث تقوم فرق دينية بعرض مسرحي لتفاصيل معركة الطف يطلق علية الكربلائيون تسمية "التشابيه" وهي لن تستغني عن العلّم الذي بات اليوم وسيلة ربح جيدة للكثيرين من التجار والعاملين في المهنة ورمزاً دينياً معبراً للسكان.

 

رأیکم