لبنان : لهذه الاسباب ما يزال احتمال التوافق على «الجنرال» عون قوي

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۴۵۲۹
تأريخ النشر:  ۰۶:۲۱  - الثلاثاء  ۲۰  ‫مایو‬  ۲۰۱۴ 
وكالة (نادي المراسلين) العالمية للأنباء :
«زلة» لسان النائب وليد جنبلاط في بلدة بريح اضفت على لقاء المصالحة أجواء «كوميدية»، بعد ان خرج من «الاحراج» امام الرئيس سليمان بأن طمأنه بانه لا يفكر في انتخاب «خصمه» اللدود الجنرال ميشال عون رئيسا للجمهورية.
وفقا لما اوردته وكالة (نادي المراسلين) العالمية للأنباء هل يمكن الركون الى اجابات من هذا النوع لتحديد مسار هذا الاستحقاق الداهم؟ وهل يمكن القول ان مرحلة البحث عن الرئيس العتيد قد بدأت فعلا وجميع القوى تتهيب «الشغور» وتسعى للوصول الى تفاهم قبل انتهاء المهل الدستورية؟

اوساط سياسية مطلعة على ملف الاستحقاق الرئاسي تنطلق من «مزاح» النائب وليد جنبلاط، لتؤكد ان الحديث عن دور فاعل وحاسم للقوى السياسية اللبنانية في تحديد هوية الرئيس مجرد «مزحة» تشبه الشكل «الكاريكاتوري» الذي تعاطى به «البيك» خلال مهرجان بريح، فالملف موجود اصلا خارج البلاد بفعل عدم قدرة القوى السياسية المحلية على حسم الملف بعد التفاهم الضمني على دستورية الثلثين المعطلة لجلسات الانتخاب، وهذا ما جعل كافة الاطراف في حال انتظار لكلمة «سر» اقليمية تحسم حالة الاستعصاء الداخلي، ولذلك فان النقاش الدائر حول مواصفات الرئيس المفترض لا ترتبط بمدى قوته مسيحيا اوقدرته على تشكيل حالة وسطية توافقية بين مختلف الاطراف، وانما البحث جار عن رئيس يمكن ان يشكل تقاطعا في المصالح الايرانية- السعودية بعد ان «غسل» الغرب «يديه» من هذا الاستحقاق، معللا ذلك بغياب القدرة على التأثير الفاعل لدى القوى المقررة والمؤثرة على الساحة اللبنانية.

وفي هذا السياق، لا ترى تلك الاوساط ان «طبخة» الحل قد نضجت بعد، وبرأيها فان مرحلة «المناورات» بالمواقف والاسماء لم تنته ايضاً، وما يحصل راهنا من لقاءات واتصالات في باريس والرياض يظل في سياق التشاور لتحديد استراتيجة التعامل مع الاستحقاق الرئاسي في فترة ما بعد الفراغ اذا ما اخفقت الجهود لانتخاب رئيس جديد قبل 25 ايار، والمشاورات تدور الان حول تحديد الارباح والخسائر، من خلال جوجلة الافكار وطرح الاسماء الممكن تبنيها للتفاهم عليها مع الفريق الاخر.

وبحسب المعلومات، فان الثابتة الوحيدة حتى الان تكمن في خروج رئيس القوات سمير جعجع من السباق الرئاسي، ويبقى التمسك بتبني ترشيحه مرتبط بهامش المناورة المتاح امام السعودية في التفاوض مع طهران، فحسم ملف اخراج هذه «الورقة» من التداول مرتبط بوصول الحوار المباشر او غير المباشر بين الدولتين الى نتائج ، لكن الخلاصة الموجودة لدى المسؤولين في السعودية ان هذا الترشيح استنفد الهدف من وراءه، وهذا ما يفترض ان يكون «الحكيم» قد تبلغه خلال رحلته الخارجية على ان يحدد موعد انسحابه على توقيت «الساعة» السعودية.

وفي المقابل، تشير الاوساط الى أن الاجواء والمناخات التفاؤلية في بيروت التي اشاعها التيار الوطني الحر حول امكانية حضور جلسة الانتخابات المقبلة بعد ان نجح الجنرال ميشال عون بتأمين اغلبية 65 صوتا، تحمل شيئا من المبالغة، وتدخل في سياق «لعبة» المناورة السياسية على عتبة الامتار الاخيرة للسباق، مع العلم ان امكانية التوافق على ترشيح «الجنرال» يبقى احتمال قائم في ظل عدم حسم الرياض لموقفها نهائيا من هذا الملف الموجود على «الطاولة» دون ان تتضح بعد وجهة استخدامه، فهل هو طرح جدي يحتاج فقط للتفاوض حوله مع الايرانيين؟ ام انه يستخدم في سياق «لعبة» ابتزاز سياسي بعد ان اقنع بعض الحلفاء في لبنان القيادة السعودية بان حزب الله «يناور» في ملف الرئاسة وهو يدعم عون «صوريا» فيما مرشحه الفعلي هو قائد الجيش العماد جان قهوجي؟

هذه الافكار المتداولة في «كواليس» النقاشات بين فريق 14 آذار والمسؤولين السعوديين دفعت القوى المؤثرة في القرار الى التوقف مليا بحسب الاوساط عن سؤال جوهري يتعلق بمدى القدرة على الاستفادة من تبنى الجنرال ميشال عون، اذا ما تأكدت فعلا المعلومات حول عدم رغبة الحزب في وصوله الى بعبدا؟ والسؤال يدور حول ما يمكن ان يقدم عليه «الجنرال» ويخشى منه حزب الله؟ خصوصا ان مراجعة سريعة لمواقف قائد الجيش اظهرت انه كان متعاونا جدا مع الحزب في ملف سلاح المقاومة، وفي تدخله بالحرب في سوريا ومواجهة الارهاب في الداخل، فهل بالامكان احراج الحزب من خلال تبني ترشيح عون واحراجه امام حليفه؟ وهل يمكن تجنب «الهزيمة» المعنوية المدوية من خلال الصورة التي ستتصدر المشهد عبر انتصار الخيار الايراني والسوري عبر حليفهم الجنرال عون؟

طبعا هذا «الجدل» القائم راهنا على «معطيات» خاطئة تشكك بنوايا حزب الله، تجعل حظوظ الجنرال عون متساوية لجهة التفاهم على ترشيحه او عدم الاتفاق على ذلك، تقول الاوساط ويبقى حسم هذا الملف رهن بالقرارالسعودي الايراني حول امكانية فصل هذا الاستحقاق عن القضايا الاخرى العالقة بينهما، تحت ضغط الشك في قدرة حكومة تمام سلام في ملء الفراغ الرئاسي مدة طويلة، والخوف من مخاطر امنية لا يريدها احد.

وفي هذا السياق، ترى تلك الاوساط ان الامر مناط بخروج السعودية من حالة ترددها وحسم خياراتها في كيفية التعامل مع طهران، فاذا لم تتخذ قرارا بفصل الملف اللبناني عن سائر الملفات الساخنة فهذا يعني ان البلاد مرشحة لفترة غير قصيرة من «الفراغ» في سدة الرئاسة بانتظار تبلور اكثر وضوحا للمشهد السوري.

ومن راقب خلال الايام القليلة الماضية حالة «الاستياء» التي عبر عنها كبار الكتاب السعوديين حيال التوقيت الخاطىء للدعوة السعودية للحوار مع ايران وتأكيدهم ان النتائج ستكون كارثية على المملكة اذا ما قبلت الجلوس على الطاولة «الان»، يدرك صعوبة هذه المفاوضات اذا ما قدر لها ان تبدأ، والبعض تنبأ بفشلها المحتم انطلاقا من تمسك الايرانيين بالرئيس بشار الاسد وعدم قبول السعوديين بمجرد النقاش في هذا الموضوع، وثمة تيار في السعودية لا يزال يعول على قدرة السعودية على تحقيق انجازات ميدانية في سوريا انطلاقا من الجبهة الجنوبية لتحقيق توازن ميداني قبل التفاوض مع إيران، وللمفارقة فقد وجدوا ضالتهم بالمدعو جمال معروف وهو عامل بناء سابق عمل مدة 20 عاما في قطاع البناء في لبنان، ليصبح بفعل الدعم السعودي واحدا من أقوى القادة العسكريين في المعارضة السورية.

اذا الرهانات السعودية لا تزال على حالها، تقول الاوساط رغم فشل المملكة في التاثير على السياسة الخارجية الأميركية التي تتسم بالتشتت وعدم الوضوح في سوريا، يبقى ان تنجح واشنطن في اقناع الرياض بضرورة البت في الملف اللبناني سريعا وعدم ربطه بالازمة السورية. في المقابل لا يشعر الايرانيون بضغط الوقت ويعتقدون انه يعمل لصالحهم سواء قبلت السعودية بمفاوضات جادة الان او بعد حين، فحسابات الربح والخسارة في لبنان مختلفة عند الايرانيين وانجازات حزب الله تتحدث عن نفسها، اما في سوريا ورغم الاقرار بطول الازمة وعدم وجود نهاية قريبة لها، تجاوز النظام مرحلة الخطر منذ مدة ولم يعد النقاش حول رحيله او بقائه يتناسب مع الوقائع، وبقاء الرئيس الاسد سيصبح امرا واقعا بعد الانتخابات الرئاسية، ولن تتاخر الإدارة الأميركية في «هضم» المعطيات الجديدة. وفي انتظار ان تقتنع الرياض بان «اللعبة انتهت» في سوريا لا يمانع الايرانييون في تحييد لبنان، وتبقى «الكرة» في «الملعب» السعودي؟ 
رأیکم