العوامية تحت الحصار بقلم ليالي الفرج

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۴۷۲
تأريخ النشر:  ۱۰:۴۰  - الخميس  ۲۱  ‫فبرایر‬  ۲۰۱۳ 
لم يكن صباح يوم الثلاثاء التاسع عشر من فبراير2013 م ـ في بلدة العوامية شرق السعودية كباقي الصباحات، و لم يكن يوماً اعتيادياً كباقي الأيام. لم يكن للسكينة و الهدوء محفل.
فبعد سماع الأهالي لصوت انفجار هائل ، أتبعها بدقائق دويّ إطلاق رصاص غزير و متلاحق، لتعّم الحيرة والارتياع في نفوس قاطنيها.
 
لم يحتاج الأهالي مزيداً من الوقت لأن تطول حيرتهم أو لوضع فرضيات لهذا الحدث، إذ لم يشطح ظنهم بعيداً عن كون ذلك الصوت ما هو سوى تقصّد لشباب قائمة 23 , و ماهي إلا فترة وجيزة و أصبح الجميع يُتابع الحدث و مُجرياته من خلال وسائل التواصل الاجتماعي و الهواتف الذكية ببرامجها التقنية كالواتساب  و كان للصور المُلتقطة بحذر و الشحيحة- قياساً بما هو على أرض الواقع- نصيب في ذلك التناقل و النشر المُباشر , ليتحول الكثير من أهالي العوامية  لمراسلين و محللين للمجريات، إذ انتشرت المدرعات المصفحة و سيارات رباعية الدفع المُدججة بالرشاشات و سيارات  من نوع يوكن ، و طوقت الأحياء ومداخل العوامية، و رغم اعتياد الأهالي على مثل تلك الإجراءات بين الفينة و الأخرى  من إطلاق الأعيرة النارية و تجوال المدرعات بين الأحياء، إلا أن للحدث هذه المرَّة حكاية أخرى , و النفسُ تأبى الركون للصمت حين يُعتدى على العرض و يُهتك الستر و يُشهر السلاح في وجوه النساء و الصغار وبينهم من ذوي الاحتياجات الخاصة.    والسؤال القاسي : في أي عصر نحنُ كي تُنتهك حرماتنا، وتروع نساؤنا وأطفالنا في مشهد بربري همجي حاقد، تحت مرأى ومسمع الجميع دون أن يصغي لنا مُجتمع دولي أو جهة حكومية مُنصفة. أين مُنظمات حقوق الإنسان عمّا يحدث و أين الضمير الحي ؟ في أي مُنتجع توسَّد وسادته؟!!
 
و أين من يروي ظمأ الحائرين بكلمة حق لا يشوبها دنسُ المصالح و قُبح النفاق المُتسلق إلى شاهقات المصالح؟
 
تحدثت مريم آل زايد عبر رسالة الكترونية وصفت فيها قبح ما حدث لمنزل الناشط الاجتماعي فاضل الصفواني، حيث تربطها بهم علاقة عائلية فصاحبة البيت المُنتهك هي أخت زوج آل زايد كان نص حديثها المصدوم والمرتاع:  (بيت الصفواني بيت حماتي تم تكسير الباب وهتك ستر البنات وتوجيه السلاح عليهم وعلى العاملة وتم تفتيش البيت وترويع من فيه ويوجد فتاة وولد معاق فكشف ستر بناتنا وزوجة عمهم خرجت تصرخ تستنجد بأبناء عوام الغيارى أغمي عليها داخل البيت من هول الصدمة الله يلعن الظالمين لا يستطيع حتى من هول الصدمة البكاء وضربوا الباب بساطور ودخلوا وهم حاملين الساطور والجدار كله آثار من الرصاص وحتى بيت مرسي الربح تم تكسير الباب وتكسير البيت ) كان حدثاً لا يتقبله الفرد , تُكسّرُ أبواب المنازل و يكشف ستر النساء و يُشهر السلاح في وجوههن , و يُعبث في الممتلكات الخاصة و يُنهبُ أصحاب المنزل مقتنياتهم وتُسرقُ أموالهم.
 
 تحتُ أي غطاء و أيُ عقيدة ما حدث؟ و كذلك منزل الناشط الاجتماعي مرسي الربح لم يسلم من تلك الإجراءات العبثية ,وكذلك منزل الناشط محمد عيسى لباد .
 
كان للحدث نصيباً هائلاً من ردات الفعل المختلفة من خلال التغريد عبر موقع التويتر
رفضاً لسياسة هتك ستر النساء و التعرض لهن تحت أي ظرف، و حمل الهاشتاق عنوان: #العوامية_تحت_الحصار، وفيما يلي نستعرض بعضاً من هذه التغريدات:
 
عبدالعزيز آل زايد:- الأعراض خط أحمر و هتك الحرمات و التهجم على البيوت الآمنة فعل مشين و ساقط دينياً و أخلاقياً و اجتماعياً و لا يقبل به أيُ مسلم.
- كلنا نستنكر ترويع الآمنين وهتك الحرمات وليعلم من تسول له نفسه أن يتهجم على الأعراض أن الإسلام يخولنا أن نرد هذا الاعتداء
 
منير الجصاص:-وهل هو جائز و مصرح اقتحام المنازل و مداهمتها بالسواطير هل فعل يدل على الأمن أم الرعب و الإرهاب ؟
 
الشيخ حسين النمر:-الهتك الذي حدث اليوم يعتبر هتكاً لكل بيوت الشرفاء و لا يرضاه إلا فاقدي الغيرة و الشرف .
 
علاء السادة: - أي قلب تحمل يا من تكسر الأبواب على أصحابها , فتروع النساء و الأطفال .ألم تفكر لحظة ماذا لو كان هؤلاء هم عائلتك؟ أين ضميرك؟
 
الشيخ عبدالله آل نمر:-هل الأمن و الأمان الذي يتحدثون عنه يحتاج إلى الدخول على النساء المخدرات و كشف سترهن؟!
عادل آل سعيد:-ما جرى اليوم مؤشر و تطور خطير و لعله جس نبض لأعمال إجرامية أخرى قد ترتكبها السلطة في المستقبل القريب إن لم ترى من يلجمها.
أم باقر: - دائماً ينتهجون مبدأ المباغتة لترويع الآمنين و المبالغة في حشد الجيوش حتى يشعر المرء أنه في خطر و يجب أن يكون على حذر.
نايف الغامدي :-عندما تهتك الأعراض و تداهم منازل الحرائر فالويل من المستبد
-الإنسانية وحقوق المواطن حق على الجميع..وعندما تهتك الأعراض وحرمة المنازل تسقط القوانين.
حسن آل حمادة: - حفظ الله أحبتنا في العوامية من الهمجية! الحلول الأمنية لن تجدي نفعاً ..
مهدي الزاهر:-لكل فعل ردة فعل فلا يتوقع من يقتحم المنازل بأن تقدم له الورود و أن يغرد بالثناء عليه , بل المجتمع غاضب و من حقه أن يغضب.
 
لا يوجد إلا في شريعة الغاب مثل هذه الممارسات والانتهاكات للآمنين، ولا يفعل مثل هذا الإجرام إلا من لا يحمل أدنى معنى من معاني الإنسانية..
أليس حرمة الإنسان المؤمن عند الله أعظم من حرمة الكعبة كما تحتشد الكتب  بالروايات والنصوص الإسلامية التي تصرح بذلك وعلى أكثر من موقف ؟!!
وقد ورد عن الرسول الأكرم  وأهل بيته  أحاديث كثيرة في عظمة حرمة المؤمن ومن هذه الأحاديث :
نظر رسول الله  إلى الكعبة فقال : "مرحباً بالبيت ما أعظمك وأعظم حرمتك على الله، والله لَلْمؤمن أعظم حرمة منك، لأنّ الله حرّم منك واحدة ومن المؤمن ثلاثة: ماله ودمه وأن يظن به ظن السوء".
وجاء في كتاب مشكاة الأنوار للطبرسي في ص 71، عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام: "المؤمن أعظم حرمة من الكعبة".
جاء في  السلسلة الصحيحة للألباني رقم : 3420 : في إسناده عن الرسول صلى الله عليه وآله:
(مرحباً بكِ من بيتٍ، ما أعظمَكِ، وأعظمَ حرمَتَكِ! وللمؤمنُ أعظمُ حرمةً عند اللهِ منكِ، إن اللهَ حرّم منكِ واحدةَّ، وحرّمَ مِنَ المؤمنِ ثلاثاً: دمَه، ومالَه، وأن يُظَنَّ به ظنُّ السُّوءِ) .
وبصيغة قطعية، لا يتحقق العدل و السلام على أي بقعة في هذه المعمورة دون اتباع ما خطته لنا المنهجية المحمدية و التي كرمت الإنسان من براثن المنهجية الجاهلية المُتعجرفة , هذا ما كشفت أبعاده النصوص السابقة، وسبرت أعماقه في تأكيد على كرامة المسلم، وأهمية الذود حرمة المسلم عند الله , وهذا ما ترتضيه الفطرة الإنسانية .
 

رأیکم