دون دعم واشنطن، "إسرائيل" دولةٌ خاويةٌ

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۵۲
تأريخ النشر:  ۲۰:۰۷  - الأربعاء  ۳۰  ینایر‬  ۲۰۱۳ 
اعرب مراسل صحيفة هاآرتس الإسرائيلية السابق عن قلقه من قرار واشنطن بتقليص مستوى العلاقات مع الكيان الاسرائيلي، وأكّد أنّ "إسرائيل" القوية هي التي تعتبرها بلدان الجوار حليفةً لأعظم قوة في العالم، وليس "إسرائيل" التي لها سلطة خاوية.
نشر موقع "إلمانيتور" التحليلي مقالاً تحت عنوان (هل سيأتي يومٌ يخبر فيه أوباما رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو بأنّه وحيدٌ؟) بقلم "آكيوا إيلدار" الصحفي السابق في صحيفة "هاآرتس" الاسرائيلية.
وقال كاتب المقال: عندما بثّ المذياع جواب بنيامين نتنياهو الوطني للنقد غير المتوقع الذي وجّهه له باراك أوباما، كنت واقفاً في طابور طويل خلف إشارة المرور الحمراء، وكانت على يساري لوحة إعلانية كبيرة فيها صورة لنتنياهو وقد كتب عليها: "قائدٌ قويٌّ لشعب مقتدر"!.
ويضيف الكاتب: ولو أنّ ما نقله أحد الصحفيين الأمريكان من حديث خاص لأوباما كان صحيحاً، وذلك عندما انتقد نتنياهو بالقول "جبان سياسي"، ووصف "إسرائيل" بأنّها "لا تعرف مصالحها الهامّة"؛ ولو أخبر أوباما نتنياهو بأنّه وحيدٌ، فما الذي سيحدث يا ترى؟
وقال: طبعاً هنا لا نتحدّث عن مجرّد أفكار، لأنّ التصريحات التي يدلي بها الأمريكان تشير إلى أنّ أوباما قد تعب من جدله مع نتنياهو. فالرئيس الأمريكي قد استسلم لزعيمنا وهو على وشك اتّخاذ قرارٍ حاسمٍ أكثر خطورة من أيّ شيءٍ آخر. فهو تقبّل تأنيب نتنياهو المتواضع، ودعا إلى التوقّف عن التدخّل في الشأن الإسرائيلي، وخاطب الإسرائيليين، قائلاً: ليريحكم زعيمكم من شرّ مجلس الأمن ومنظّمة الأمم المتّحدة والاتّحاد الأوروبي (...) لا تعتمدوا عليّ فقط (...) عندي مشاكلي الخاصّة.
ويرى الباحث الاسرائيلي انّ "سيناريو حكومة نتنياهو دون أوباما في العام الماضي، قد ظهرت ثماره عندما قرّرت منظّمة الأمم المتّحدة قبول فلسطين كعضو مراقب فيها، وبالطبع فإنّ هذا القرار في لحظة إصداره قد قسّم "إسرائيل" إلى دولتين. فأوباما لم يضغط على ألمانيا والبلدان الأوروبية لمخالفة هذا القرار فحسب، بل إنّه أخبرهم بشكل سري بعدم اعتراضه على امتناعهم عن التصويت عليه أو تأييد فلسطين".
ويضيف كاتب المقال متسائلا: ما الذي سيحدث لو أنّ حكومةً يمينيةً بقيادة نتنياهو تقرّر بناء المستوطنات على نطاق واسع أو أنّها تبني مستوطنات شرق بيت المقدس؟
فيجيب قائلا: إنّ نتنياهو في ولايته الرئاسية الأولى كان يعلم بأنّه يمكن أن يعتمد على أوباما في الفيتو التلقائي عند إدانة "إسرائيل" في مجلس الأمن الدولي. عندما يسحب أوباما يده عن الدفاع عنّا، فهو يمكن أن يكتفي بإخبار سفير أمريكا في الأمم المتّحدة بأن لا يحضر الاجتماع، ولو استلزم الأمر يمكن أن يتذرّع بعذر طبي! وهو أيضاً لا يحتاج لأن يرغّب الأوروبيين بشكل سري كي يلمّحوا لنتنياهو من هو الأقوى.
ويعتقد الباحث انه في الوقت الراهن يقوم الأوروبيون بدراسة قضية حظر البضائع التي تنتجها "إسرائيل" في المستوطنات اليهودية، وان بعض البلدان الأوروبية تدرس مسألة إلزام الإسرائيليين الذين يريدون السفر إليها مع أبنائهم بأخذ تصريح دخول (فيزا).
ويختم الكاتب الاسرائيلي المقال بقوله: إنّ "قدرة "إسرائيل" الحقيقية ليست في مفاعل "ديمونا" النووي كما يدّعي البعض، بل إنّ قدرتها الحقيقية في قلب واشنطن. فـ "إسرائيل" المقتدرة هي التي تعتبرها بلدان الجوار حليفةً لأعظم قوة في العالم، وليس "إسرائيل" الخاوية التي يرى الناس قدرتها على لوحة الإعلانات".
رأیکم