إرهابيون في باريس وثوار في دمشق.. فمن الضحية؟

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۵۹۹۶
تأريخ النشر:  ۲۳:۱۸  - الثلاثاء  ۱۳  ینایر‬  ۲۰۱۵ 
وكالة (نادي المراسلين) العالمية للأنباء :
تقف الدول ويقف الأفراد في المنطقة الرمادية حين يغيب القرار المستقل والرأي الحر، أو تغيب المعلومات والحقائق التي تساعد في تحديد المواقف والآراء.
وفقا لما اوردته وكالة (نادي المراسلين) العالمية للأنباء الوقوف في تلك المنطقة قد يكون مقبولا في الحوارات الفكرية، والمواقف السياسية، والخطط الاقتصادية، ولكنه غير مقبول على الاطلاق في قضايا الارهاب والعمليات الارهابية مهما كان مصدرها وفكرها وأهدافها.

إرهابيين في باريس معتدين في نيويورك ثوار في سوريا و ليبيا و حرب داخلية في الجزائر، العراق و لبنان هكذا يصفون الغرب الأزمة  التي يشهدها العالم و لا يعد هذا بالعنوان الغريب ولا هو لعب على الكلام هذا حال الواقع الدولي والإقليمي منذ اندلاع الحريق الكبير في الوطن العربي تحت اسم الربيع العربي ومازال مستمر حتى الأن.

فما أن تمت العملية حتى أعلن الرئيس الفرنسي بتوصيفها بالعملية الإرهابية ولسنا مختلفين على التوصيف ولكن هذا الوصف الجنائي لم يكن يوما ينطبق على ما حدث ويحدث في سورية طوال السنوات الأربعة وخصوصا ان الشعار الذي رفع في باريس لا يختلف عن شعارات ترفعها الجماعات الإرهابية في سورية بدء من النصرة وانتهاء بداعش .

ولكن الإصرار الغربي بالعام والفرنسي بالخاص يرفض توصيف تلك العصابات التي تقتل الشعب السوري، بوصفها الحقيقي وهو الإرهاب.

الإرهاب في سوريا

بل يعتبرها مجموعات ثورية ويصر على تسمية مجرميها الذين يديرون عملياتها من باريس وإسطنبول والدوحه بالمعارضين الذين يطالبون بحقوقهم .

وليس هذا بالغريب عن فرنسا او عن الغرب الذي طالما كال الأمور بعشرات المكاييل ووفق مصلحته وما يناسبه.

وما التسهيلات التي قدمتها وتقدمها فرنسا ومن معها لهذه الجماعات اما بتوصيل السلاح وتسهيل تنقلهم ودعم إيجاد كيان سياسي لهم من خلال دعم الذين يعيشون في باريس ويحملون الجنسية الفرنسية ويتقاضون اجورهم عن كل تصريح ضد وطنهم الأم سورية ،فالسياسة الفرنسية التي تسعى لخلق مستعمرات جديده بدأت في دعم الانفصاليين في ليبيه ودعم مشروع التقسيم الى سورية ولبنان من خلال العملاء الذين باعوا نفسهم للأمسيات الباريسية .

فمن ضرب فرنسا نفس الأدوات ونفس الفكر الذي يضرب في سورية والعراق والمنطقة العربية وهو نفس الفكر المصنوع والمدعوم غربيا "فلا يمكننا تجاهل الدور الأمريكي في صناعة القاعدة" ولا يمكننا تجاهل ان حلفاء اميركا والغرب في المنطقة وخصوصا السعودية هم المصدرون للإرهاب والإرهابيين فلم يعد مقبولا اليوم ان تتجاهل فرنسا ان اهم الحلفاء لها بالمنطقة كان اكبر ممول للإرهاب ومن الغريب ان يلتزم الشعب الفرنسي الصمت اتجاه حكومته التي تدعم الإرهاب من خلال التحالف مع مموليه.

وعلى المقلب الأخر خرج علينا ما يسمى أئتلاف ببدعة جديده أراد منها تقديم الولاء وتأكيد الطاعة لسيده في باريس وبنفس الوقت تثبيت دوره الغارق بالخيانة والمتاجرة بدماء السوريين فكان بيانة المكتوب بأيدي غارقة بالدم والعمالة موجها رسالتة الى القمة الاوربية طالبا من الاوربيين محاربة سورية واعتبارها مصدر الإرهاب، بعبارات تدل على مدى الانقياد والعماله، متناسي كاتب البيان أن فرنسا كما بريطانيا من قبلها احتضنت وتحتضن متطرفي الجزائر واكثر الذين قادوا عمليات عسكرية ضد الشعب و الجيش الجزائري فما الجديد اذن في ان تنفذ عمليات في قلب العاصمة الفرنسية ؟

ولم يخجل ما يسمى أئتلاف الدوحه من اصدار بيان الإدانة في وقت كان ومازال الإرهاب يحصد أرواح السوريين وطالما اختار هذا الكيان تسمية تلك العمليات الإرهابية بالعمليات العسكرية "فقطع الماء والكهرباء واغتيال المدنيين وقطع الطرق وسرقة البيوت" لم تحرك لدى هذا الكيان المشاعر الانسانيه وهو الذي يعلن ليل نهار انه يدافع عن الشعب السوري بل ويدعي انه ممثلا له.

ومع هذا الفصام الأخلاقي الذي يجتاح العالم قرر مجلس الأمن الوقوف دقيقة صمت حزينا على الضحايا الفرنسيين في وقت لم يكن هذا المجلس قادر على إيجاد صيغه تدين مصدري وممولي الإرهاب الذي يحصد أرواح الأبرياء في سورية ، ونفس الأرهاب الذي يحصد منذ عقود أطفال فلسطين على يد العصابات الصهيونية في فلسطين المحتله، متناسي هذا المجلس أن مئات الألاف من الأبرياء في الشرق هم ضحايا نفس اللإرهاب والفكر الذي ضرب قلب فرنسا وسوف يضرب قريبا في عواصم أخرى.

فما هو مصدر هذا الفصام الأخلاقي ؟

لن أكون متطرفا عندما أقول ان الغرب لا يقيم اعتبارا لدماء الضحايا في الشرق ولا يعنية العدد الذي يقتل، ولا يعنية من المنتصر بشرط ان يكون هذا المنتصر تابعا له وخادما وفيا لمصالحه، هذه النظرة لدى الغرب ناتجه عن تبعيتة العمياء للمشروع الصهيوني. الذي يسيطر على مفاصل الاقتصاد الأمريكي والاوربي ويمتلك اكبر الماكينات الإعلامية التي توجه عقل القارئ لما يخدم مصلحتها "فقتل الناس في سورية وسقوط الضحايا هو ثورة ".

اما في باريس هو إرهاب وإرهاب اسود وادين باشد العبارات وتكررت كلمة إرهاب الف مرة على لسان الإعلاميين والسياسيين خلال ساعات فقط من وقوع الجريمة بينما في سورية تصر فرنسا والغرب انهم لا يملكون معلومات دقيقة ويصرون على توصيفها بعمليات عسكرية متبادلة بين الجيش السوري والمعارضة "المعتدله ".

الكلمات الرئيسة
رأیکم