رسالة للغرب تؤكد تمسك ايران بحقوقها النووية السلميةـ مختار برتو

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۱۷۴۸
تأريخ النشر:  ۲۱:۲۹  - الأربعاء  ۱۰  ‫أبریل‬  ۲۰۱۳ 
وكالة (نادي المراسلين ) العالمية للأنباء :
في التاسع من أبريل عام الفين وستة اعلنت ايران انها توصلت الى امتلاك تقنية تخصيب اليورانيوم، وقامت بتدشين سلسلة التخصيب في منشأة نطنز. وتقديراً لجهود العلماء الشباب في جمهورية ايران الاسلامية تم اعلان هذا اليوم يوماً وطنياً للتقنية النووية.
وتشمل هذه التقنية مجموعة كبيرة من العلوم الهندسية والأساسية التي يمتلكها عدد قليل من دول العالم. وأهمية امتلاك مثل هذه التقنية أنها تقود الى قفزة علمية في مختلف المجالات العلمية والصناعية في ايران.

ويعود سبب النجاحات التي حققتها ايران في مجال التقنية النووية الى قرارات حكيمة اتخذتها القيادة الإيرانية منها والاتكال على قدرات العلماء والكوادر العلمية الايرانية في المجال النووي.

وتزامن اليوم الوطني للتقنية النووية هذا العام مع انتهاء محادثات آلماتا2 بين ايران ومجموعة 1+5، مع إعلان طهران على لسان رئيسها محمود أحمدي نجاد خلال احتفال بهذه المناسبة "ان ايران أصبحت دولة نووية، ولا أحد بامكانه ايقاف العجلة النووية الايرانية السلمية".

وفي هذا اليوم أزاحت طهران الستار عن جهاز مسرع صناعي إلكتروني فائق القوة ويعد الاول في البلاد كما افتتح منجم ساغند لليورانيوم بمدينة يزد وسط ايران. وافتتح أيضا في مدينة أردكان، وجهاز مسرع في مدينة تفت بيزد. وفي سياق الاحتفال بهذا اليوم تم افتتاح خمسة مشاريع للأدوية المُشعة في منطقة الشهيد شهرياري في ضواحي العاصمة طهران أيضا.

ويأتي الاعلان عن هذه الانجازات عقب انتهاء جولة محادثات ألماتا 2 ليأخذ شكل رسالة موجهة للغرب تؤكد استمرار طهران في سعيها للحصول على مزيد من التقنية النووية السلمية. قبل ثلاثة أعوام، أرسل أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني سعيد جليلي رسالة إلى دول مجموعة 1+5 معلناً حاجة بلاده لشراء وقود لمفاعل طهران البحثي (للانتاج الطبي)، ولكن الدول الغربية آنذاك رفضت بيع الوقود لايران، ومن ثم اقترحت ايران عليهم بيع الأدوية المشعة التي كان يتم انتاجها في هذا المفاعل حيث كان يستفيد من هذه الأدوية أكثر من 850 ألف مريض ايراني ولكنهم رفضوا مجدداً. لذلك اعلنت طهران آنذاك أنها ستقوم بإنتاج وقود مفاعل طهران البحثي وذلك من خلال تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% وهو الأمر الذي واجهه الغرب باستهزاء لاعتقاده بان ايران لا تمتلك القدرات اللازمة للقيام بمثل هذه الخطوة.

أما اليوم، فمجموعة خمسة زائد واحد تفاوض إيران من أجل وقف تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% ، وهم يعرفون تماماً أن ايران مستمرة في مسيرتها العلمية من أجل الحصول على التقنية النووية السلمية، وليس أمام الغرب من سبيل إلا بناء الثقة والاعتراف بحقوق ايران، وكما قال كبير مفاوضي ايران في الملف النووي سعيد جليلي إن طريق بناء الثقة ذو اتجاهين، فلإيران تجربة مرة في بناء الثقة من جانب واحد، حيث قامت قبل عشرة أعوام بوقف التخصيب لفترة 26 شهراً ولكن بدلاً من أن تتلقى معاملة مماثلة من قبل القوى الغربية تم إصدار قرار جائر ضدها في مجلس الأمن الدولي!.


ويعتقد العديد من المراقبين أن إيران ونظراً لسرعة التطورات العلمية التي تشهدها خصوصاً في المجال السلمي للطاقة النووية، لا خيار أمام الغرب سوى الاعتراف بحقوقها النووية في إطار معاهدة الـ "إن.بي.تي" وإذا لم يأخذوا بجدية المقترحات التي قدمتها طهران خلال مفاوضات موسكو، فإنهم سيفقدون فرصة ثمينة ولا بد لهم من أن يأتوا لاحقاً لمناقشة مقترحات موسكو.

وتقول بعض المصادر الإعلامية التي حضرت مفاوضات آلماتا2 إنه كان واضحاً أن الفريق الغربي المفاوض كان لا يملك القرار، لأنه عندما قدمت ايران مقترحاتها قالوا إن عليهم الرجوع الى قياداتهم ومن ثم يردون على المقترحات".

اليوم، تبدو الجمهورية الاسلامية مستمرة في برنامجها النووي وفقاً لما تقتضيه مصلحتها وحاجتها الداخلية حيث تؤكد وثيقة الخطة العشرينية للبلاد أنه على الحكومة أن تنتج خلال هذه الفترة نحو 20 ألف ميغاوات من الكهرباء وان تنشئ أربعة مفاعلات نووية بحثية في مختلف المناطق الايرانية.

وما يمكن استنتاجه من اعلان هذه الانجازات، ان طهران مستمرة وبقوة في نشاطاتها النووية السلمية وهي تريد تكريس حقها المعترف به في القوانين الدولية.
رأیکم