أردوغان: اتخذنا مع فرنسا خطوات في الاتجاه الصحيح

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۱۷۷۰۳
تأريخ النشر:  ۱۱:۱۴  - الجُمُعَة  ۰۵  ینایر‬  ۲۰۱۸ 
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن بلاده اتخذت مع فرنسا مؤخرا "خطوات في الاتجاه الصحيح بخصوص العلاقات الإقليمية والثنائية".

أردوغان: اتخذنا مع فرنسا خطوات في الاتجاه الصحيحطهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء- جاء ذلك في تصريحات أدلى بها خلال حوار أجرته مع أردوغان، قناتا "تي ف1"، و"إل سي آي" الفرنسيتين، عشية زيارة يجريها إلى فرنسا، الجمعة، تناول خلالها العديد من الموضوعات الإقليمية والدولية، ولا سيما العلاقات الثنائية بين البلدين.

وأضاف الرئيس التركي أن أنقرة وباريس دخلتا مرحلة جديدة من حيث علاقات تركيا مع الاتحاد الأوروبي، مبينًا أنه متفائل من سياسات نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وفيما إذا كانت زيارته إلى باريس، تعتبر بمثابة تقرب من أوروبا من عدمه، قال أردوغان: "سأجري أول زيارة خارجية في أوروبا إلى فرنسا لعام 2018، وسألتقي صديقي (إيمانويل) ماكرون".

وأضاف: "بالطبع هذه الزيارة لها أهمية مختلفة جدا، لأنه هناك خطوات ينبغي اتخاذها بين البلدين في مجالات متعددة وعلى رأسها السياسية والاستراتيجية والاقتصادية، وأنا أولي أهمية بالغة لهذه الزيارة".

وأوضح الرئيس التركي أن زيارته تستغرق يوما واحدا، مبينًا أنها ستكون الخطوة الأولى لسلسلة زيارات أخرى.

وفيما إذا كانت فرنسا ستؤدي دور قاطرة الاتحاد الأوروبي، في ظل التحديات التي تواجهها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أوضح أردوغان، أنه "قبل كل شيء فرنسا لديها وضع مختلف".

وتابع "طيلة 15 عاما ودون انقطاع توليت منصبي رئاسة الوزراء ورئاسة الجمهورية (التركية)، وتسنى لي متابعة المجريات داخل الاتحاد الأوروبي".

ومضى قائلاً: "طوال 15 عاما، كان لدينا علاقات سلسة مع (الرئيس الفرنسي الأسبق)جاك شيراك، بعدها انتقلنا إلى فترة أخرى في عهد نيكولا ساركوزي".

ولفت الرئيس التركي إلى مساهمة فرنسا في تعزيز علاقات تركيا مع الاتحاد الأوروبي.

وأردف: "دخلنا في مرحلة جديدة مع السيد ماكرون، وحققنا انطلاقة جيدة، والخطوات التي نتخذها تتطور بشكل جيد للغاية وخصوصا على الصعيدين الإقليمي والثنائي".

أردوغان، لفت إلى أن مباحثاته مع ماكرون ستتناول المجال الأمني.

وبيّن أن تركيا تولي أهمية بالغة لمكافحة تنظيم "داعش" الإرهابي، والمقاتلين الأجانب.

وحول موضوع المقاتلين الأجانب، شدد أردوغان على قرار تركيا الحازم، في منع مرورهم عبر أراضيها، مؤكدًا استعداد أنقرة لدعم كافة الدول الراغبة بالتعاون في مكافحة هذه الظاهرة.

وأضاف أن موضوع المقاتلين الأجانب لم يعد يشكل مصدر قلق كبير، واستشهد بإلقاء تركيا القبض على الكثير ممن كانوا يحاولون التوجه إلى سوريا على سبيل المثال، وتسليمهم لبلدانهم التي جاؤوا منها.

وكشف أردوغان أن بلاده ألقت القبض على نحو 5 آلاف و600 مقاتل أجنبي ورحلتهم، فضلا عن حظر دخول 54 ألفا إلى أراضيها.

وفي معرض رده على سؤال فيما إذا كان يعتبر بقاء بشار الأسد في منصبه، رغم مطالبة فرنسا وتركيا برحيله، فشلا أم لا، أجاب أردوغان: "من المهم جدا أننا نشاطر مع فرنسا نفس الرأي في هذا الموضوع".

وتابع "نتحدث عن رئيس دولة تسبب في مقتل نحو مليون من مواطنيه، هذا الوضع غير مقبول بالنسبة لنا نحن القادة الذين يناضلون من أجل السلام والإنسانية".

وأشار أردوغان، إلى أن سوريا باتت شبه مقسمة في الوقت الراهن.

ونوه أن السبب الوحيد لتعاون تركيا وإيران وروسيا، هو جلب السلام إلى سوريا، وطرد المنظمات الإرهابية منها.

مكافحة التنظيمات الإرهابية

وشدّد أردوغان، على ضرورة محاربة كافة المنظمات الإرهابية، وعدم إمكانية مكافحة "داعش"، بالتعاون مع منظمة إرهابية أخرى.

وأعرب عن استيائه من تعاون الولايات المتحدة مع تنظيم "ب ي د"، الذراع السوري، لمنظمة بي كا كا الإرهابية، بذريعة مكافحة داعش.

ولفت إلى أن الولايات المتحدة رغم أنها تعتبر شريكة استراتيجية لتركيا، إلا أنها ساهمت في تمركز "بي كا كا" في سوريا من خلال أذرعها "ب ي د" و"ي ب ك".

وأشار إلى أن الولايات المتحدة أرسلت لتلك المنظمات الإرهابية، 3 آلاف شاحنة محملة بأسلحة، بما فيها دبابات وناقلات مدرعة.

وذكر أنه سأل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: "لماذا تواصلون هذه المواجهة بالتعاون مع منظمات إرهابية؟"

وأضاف: "للأسف لم نصل إلى نتيجة".

وحول ادعاءات ممارسة تركيا القمع، عقب محاولة الانقلاب الفاشلة في منتصف يوليو/ تموز 2016، أكد أردوغان ضرورة عدم اعتبار الوضع على أنه قمع، قائلًا: "إن فرنسا أعلنت حالة الطوارئ عقب هجمات إرهابية وليس محاولة انقلاب".

وشدد على أن كل من ارتكب جريمة (في إشارة لعناصر منطقة غولن الإرهابية)، سيسلّم للعدالة مهما كان العدد، وأن تركيا تقوم بذلك.

وأضاف" المسألة بأسرها، هي أننا نقوم بما يتوجب في إطار القانون، لأننا دولة قانون".

وأوضح أنه ينبغي عدم المقارنة بين الأعمال الإرهابية في فرنسا ومحاولة الإنقلاب في تركيا، وبيّن أن نتائج محاولة الانقلاب على الدولة يجب أن تكون شديدة للغاية.

وشهدت تركيا، في 15 يوليو/تموز 2016، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش تتبع منظمة "غولن" الإرهابية، حاولت خلالها السيطرة على مفاصل الدولة ومؤسساتها الأمنية والإعلامية.

كما وأشار أردوغان إلى وجود أشخاص منضوين في منظمات إرهابية تحت غطاء الصحافة.

وقال بهذا الصدد، " إن من تقولون عنهم صحفيون معظمهم متورط بأعمال إرهابية، يعني هل نترك من تورط بعمل إرهابي حتى وإن كان صحفيا؟ فإذا كان إرهابيًا يجب سجنه".

وفي رده على سؤال حول مزاعم تروج في الغرب على أنه زعيم قمعي، قال أردوغان، "لا يهمني ما يقوله الغرب بخصوص هذا الموضوع، وإنما ما يعنيني هو ما يقدره شعبنا".

وردّ أردوغان على الانتقادات الغربية تجاهه، عبر الديمقراطية الراسخة في تركيا ونسبة المشاركة في الانتخابات.

وقال في هذا الخصوص "إذا كان أردوغان ينتخب رئيسا بالحصول على 52% من أصوات الشعب، فكيف للغرب أن يقوم بكل أنواع عدم الاحترام تجاه أردوغان، فهل هذا من الممكن؟ نحن لسنا حزبا جاء إلى رأس عمله عبر قوة السلاح أو ما شابه ذلك".

وأضاف أن حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يترأسه، حصل على قرابة 50% من أصوات الشعب خلال الانتخابات الأخيرة.

وقارن أردوغان المشاركة في الانتخابات بين بلاده وفرنسا، مبينا أن نسبة المصوتين في الانتخابات بتركيا تصل إلى 85%.

وأفاد في هذا الخصوص "بلادنا لديها خاصية، نحن لسنا مثل فرنسا، عندما ننظر إلى نسبة المشاركة في الانتخابات عندنا نرى بأنها تصل إلى 85%. لا توجد دولة أخرى قوية في ديمقراطيتها كالتي عندنا. فأنا انتخبت للرئاسة بـ52% وحزبي بـ50% من بين أصوات 85% من المشاركين في الانتخابات".

وفي رد على سؤال حول نيته الترشح للانتخابات الرئاسية في 2019 من عدمه قال أردوغان "من سيموت ومن سيحيى إلى ذلك الحين. إذا بقي حزبي حيا ورأينا تلك الأيام، وقرر حزبي ترشيحي، فلم لا".

 

 

انتهی/

رأیکم