الاسد يؤكد ان الغرب سيدفع ثمن دعمه لتنظيم القاعدة في سوريا

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۱۸۲۷
تأريخ النشر:  ۱۳:۰۹  - الخميس  ۱۸  ‫أبریل‬  ۲۰۱۳ 
وكالة (نادي المراسلين) العالمية للأنباء :
اكد الرئيس السوري بشار الاسد الاربعاء ان الغرب سيدفع ثمن "تمويله" لتنظيم القاعدة في سوريا، في "قلب اوروبا وقلب الولايات المتحدة"، مشددا ان لا خيار لنظامه الا "الانتصار" في المعارك القائمة في بلاده، والا "تنتهي سوريا".
وفقا لما اوردته وكالة (نادي المراسلين) العالمية للأنباء لم يغير الاسد قيد انملة في الخطاب الذي ينتهجه منذ اندلاع الازمة قبل سنتين، محذرا مرة جديدة من امتداد "الحريق" الى الجوار وخصوصا الاردن، ورافضا التفاوض مع المعارضة السورية المعترف بها من جامعة الدول العربية والغرب.

كما جدد تأكيده بان المعركة الاساسية في سوريا حاليا هي معركة مع تنظيم القاعدة، مستفيدا من اعلان جبهة النصرة التي تقاتل في سوريا الى جانب المعارضة المسلحة، اخيرا مبايعتها لزعيم القاعدة ايمن الظواهري.

وقال الرئيس السوري في مقابلة تلفزيونية مع قناة "الاخبارية" السورية استمرت ساعة كاملة "كما مول الغرب القاعدة في افغانستان في بدايتها، ودفع الثمن غاليا لاحقا... الآن يدعمها في سوريا وفي ليبيا وفي اماكن اخرى، وسيدفع الثمن لاحقا في قلب اوروبا وفي قلب الولايات المتحدة".

وجدد الاسد موقفه لجهة المضي في القتال ورفض التفاوض حول التنحي، قائلا "لا يوجد خيار لدينا سوى الانتصار. ان لم ننتصر، فسوريا ستنتهي، ولا اعتقد ان هذا الخيار مقبول بالنسبة الى اي مواطن في سوريا".

واضاف "الحقيقة ان ما يحصل هو حرب بكل ما للكلمة من معنى".

وقال الرئيس السوري الذي كان يتحدث لمناسبة عيد الجلاء في سوريا (ذكرى جلاء آخر جندي فرنسي العام 1946)، ان "سوريا بمثل هذه الظروف التي تمر بها تتعرض لمحاولة استعمار جديدة بكل الوسائل ومختلف الطرق".

ورأى ان "هناك محاولة لاحتلال سوريا من الناحية الثقافية، اي الغزو الفكري في اتجاهين: اما من اجل ان تذهب سوريا باتجاه الخنوع والخضوع للقوى الكبرى والغرب او باتجاه الخضوع للقوى الظلامية والتكفيرية".

وانتقد تقديم الغرب مساعدات الى المعارضة، معتبرا ان "مصطلح المقاتلين المعتدلين هو مصطلح اميركي" يستخدم لتبرر الولايات المتحدة امام شعبها تقديمها الاسلحة.

ويرفض الغرب حتى الآن تسليح المعارضة وتقتصر مساعداته على الدعم اللوجستي، خشية وقوع هذه الاسلحة في ايدي المجموعات الاسلامية المتطرفة التي قال الاسد انها العنصر الاساسي الذي يحاربه حاليا في سوريا.

واكد الرئيس السوري ان "هناك مجموعة من اللصوص، وهناك مجموعة من المرتزقة تاخذ الاموال من الخارج مقابل اعمال تخريبية معينة. وهناك التكفيريون او القاعدة او جبهة النصرة الذين يقعون كلهم تحت مظلة فكرية واحدة. اليوم نواجه بشكل اساسي تلك القوى التكفيرية".

واشار الى ان "القاعدة هي الحالة الطاغية في سوريا"، مؤكدا ان بلاده لا تقوم بعملية "تحرير للاراضي السورية"، بل ب"القضاء على الارهابيين".

كما انتقد مقولة "التدخل الانساني" في سوريا حيث يوجد ملايين النازحين والمحتاجين الى ماء وغذاء، مشيرا الى ان مثل هذا التدخل ادى الى ملايين القتلى خلال الحرب الكورية. وقال "اعتقد ان التدخل الانساني هدفه الوحيد تدمير الانسان السوري".

واضاف "يجب ان نعلم ان هذه المصطلحات تكرس بالنسبة الينا شيئا معاكسا، وان نقول لا للخنوع لا للتبعية لا للاستسلام لا للانهزام".

وجاء كلام الاسد ليؤكد تراجع كل مبادرات الحوار التي حكي عنها خلال الاشهر الماضية بين النظام ومعارضيه. ومما قاله في هذا الاطار، ردا على الدعوات العربية والغربية لتنحيه عن السلطة، ان "ما يقرره الشعب في هذا الموضوع هو الاساس بالنسبة الى بقاء الرئيس او ذهابه".

في الوقت نفسه، شكك ب"وطنية" المعارضة، متسائلا "كيف يكون (الشخص) وطنيا اذا كان هناك من يدفع له؟"، ومعتبرا ان "كل معارضة تجلس في الخارج طوعا لا يمكن ان تكون وطنية".

واضاف "بالمعنى السياسي في كل دول العالم، المعارضة هي معارضة منتخبة لها قاعدة شعبية. اين هي الانتخابات التي حددت حجم هذه المعارضة؟".

واشار الى وجود "احزاب ناشئة في سوريا لكنها احزاب وطنية لا تتلون ولا ترهن نفسها للخارج وقوى وطنية في الداخل" يمكن التفاوض معها.

وتابع "لا تتوقف القضية على من نصب نفسه بموقع المعارضة الوطنية التي تمثل الشعب ونحن نعلم انهم لا يمثلون غير انفسهم".

على صعيد آخر، حذر الاسد من امتداد الحرب المستمرة في سوريا منذ اكثر من سنتين الى الاردن.

وقال "راينا ان الالاف من المسلحين والارهابيين مع سلاحهم وذخائرهم يأتون من الاردن"، مشيرا الى ان حكومته استوضحت السلطات الاردنية حول هذا الامر، وان الاردن نفاه.

واضاف "من غير الممكن ان نصدق بان الالاف يدخلون مع عتادهم الى سوريا في وقت كان الاردن قادرا على ايقاف او القاء القبض على شخص واحد يحمل سلاحا بسيطا للمقاومة في فلسطين".

وتمنى "من بعض المسؤولين الاردنيين الذين لا يعون خطورة الوضع في سوريا وما يعني بالنسبة الى الاردن ودول اخرى، ان يكونوا اكثر وعيا في هذا الشيء لان الحريق لن يتوقف عند حدودنا. والكل يعلم ان الاردن معرض كما هي سوريا معرضة".

وتابع "نتمنى ان يتعلموا (...) ما تعلمه المسؤولون العراقيون الذين يعون تماما اهمية الاستقرار في سوريا و(...) ان الحريق في سوريا لا بد ان ينتقل الى دول الجوار".

وقبل اسابيع، استولى مسلحو المعارضة السورية على شريط بطول 25 كلم تقريبا في جنوب سوريا يصل الى الحدود الاردنية. واتهمت دمشق الاردن بالسماح لمسلحين قالت انهم يتدربون على الاراضي الاردنية بدخول الاراضي السورية لمقاتلة الجيش.

وفي واشنطن تباحث الرئيس الاميركي باراك اوباما مع وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل في البيت الابيض الاربعاء في الاوضاع الاقليمية ولا سيما الملف السوري، كما اعلنت الرئاسة الاميركية. وقالت المتحدثة باسم مجلس الامن القومي في البيت الابيض كيتلين هايدن ان "الرئيس والامير سعود جددا التأكيد على الشراكة الصلبة بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وتباحثا في الوضع في المنطقة بما في ذلك النزاع في سوريا".

وفي اسطنبول، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاربعاء ان مجموعة اصدقاء سوريا تلعب دورا "سلبيا" في النزاع السوري، وذلك قبل ثلاثة ايام من اجتماع مرتقب للمجموعة في المدينة التركية.

وانتقد لافروف ما اسماه "عزل احد الاطراف" في الازمة، ما يعقد عملية الحوار.

ميدانيا، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن مقتل 124 شخصا في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا الاربعاء، بينهم 35 قتلوا في مناطق في محافظة حمص (وسط)، لا سيما في ريف القصير الحدودي مع لبنان حيث تدور معارك عنيفة يشارك فيها بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان عناصر من حزب الله اللبناني الى جانب قوات النظام.

رأیکم