العيد 18 للتحرير..إحصاء جماهير المُقاومة أسهل من تعداد الصواريخ

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۲۳۳۵۴
تأريخ النشر:  ۲۲:۳۱  - الجُمُعَة  ۲۵  ‫مایو‬  ۲۰۱۸ 
جاءت نتائج الإنتخابات النيابية في لبنان صادمة في أوساط الخارجية الأميركية، وداخل أوكار الإستخبارات العسكرية الإسرائيلية، وليس هناك أسهل علي العدو قبل الصديق، من إحصاء حجم جماهير المقاومة عبر النتائج التي أفرزتها صناديق الإقتراع، سواء ضمن البيئة الحاضنة لهذه المقاومة، أو الفوز الذي حقَّقته مع حلفائها، ليس فقط بعدد النواب المُنتخبين، ولا بعدد الناخبين، بل حتي في كل قلم اقتراع، وهذه التفاصيل ليست خافية علي أحد، لأن بعضها نُشِر والبعض الآخر سوف تنشره مؤسسات الأبحاث المعنية بالإنتخابات.

طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء-وإحصاء الجماهير الداعمة لمعادلة الجيش والشعب والمقاومة مسألة بسيطة، لأن مواصفات الناخب، أن يكون لبنانياً منذ أكثر من عشر سنوات، والناخبون في علم الحسابات الإنتخابية يعكسون حجم الجماهير الشعبية، وأسهل علي الإسرائيلي الذي أمضي حتي الآن 18 عاماً من تاريخ دحره وسحقه، إحصاء الجماهير ذات المواصفات المحددة “لبناني منذ أكثر من عشر سنوات”، بَدَل أن يُدخِل نفسه في تعداد الصواريخ التي تمتلكها المقاومة، وتعقيدات مواصفاتها وقوَّتها ومستوي تحليقها وسرعتها ومداها، من القصير الي المتوسط الي بعيد المدي، طالما أن لدي المقاومة كل المواصفات الردعية الحاسمة لكل منطقة في إسرائيل في حال ارتكبت أية حماقة.

تطرَّقنا الي نتائج الإنتخابات النيابية في لبنان، لأن هذه النتائج هي الرسالة الأنجع في العيد الثامن عشر للمقاومة والتحرير، ولِلرَدّ عبر موقع إعلام المقاومة، علي صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية التي اعتبرت أن فوز حزب الله في الإنتخابات يعني أن لبنان والحزب واحد من وجهة النظر الإسرائيلية، وعلي مجلة “ذي أتلانتيك” الأميركية التي نشرت تقريراً يتناول الأسباب الكامنة وراء تفوُّق حزب الله في الإنتخابات النيابية، خاصة أن رايات الحزب للناخبين كانت تحمل شعار “نحمي ونبني”.

لصحيفة “يديعوت أحرونوت” نقول، أن القراءة الشمولية للأمور بأن لبنان وحزب الله واحد، تقتضي التفصيل أن المقاومة والجيش والشعب اللبناني “ثلاثة بواحد”، وأن ثلثي الشعب اللبناني علي الأقل مع هذه المقاومة طالما أن لبنان مُهدَّد بوجوده وسيادته وكرامته، ويجب الفصل بين الهيكلية الحكومية للدولة التي ما سعي حزب الله يوماً لأن يكون بديلاً عنها، وبين الثقافة الوطنية للشعب اللبناني، وأن إسرائيل التي تستنفر أبرز إعلامييها وخبراء لغة الجسد لديها لقراءة كل إطلالة لسماحة السيد نصرالله، وتحليل مستوي اللهجة الخطابية لديه، وحركة اليد وضمّ القبضة ورفع السُبابة، إسرائيل هذه، ترتعد من داخلها، ومشكلتها عندها وفي مجتمعها المذعور، خاصة أن ما من مُناورة عسكرية تُجريها منذ اقتلاعها من لبنان عام 2000 وهزيمتها عام 2006، إلَّا ويطلع مُحلِّل عسكري ويقول ما معناه: لسنا بكامل الجهوزية لأية مواجهة مع حزب الله في لبنان، الي أن تطوَّر مستوي الذُعر مؤخراً، ليقول أحد المحلِّلين الإسرائيليين أن أية حربٍ مع حزب الله قد تحصل في الداخل الإسرائيلي.

صحيفة “ذي أتلانتيك” الأميركية، التي تتساءل عن أسرار فوز حزب الله في الإنتخابات، وعن ماهية شعار “نحمي ونبني”، إضافة الي ما تُهدِّد به الخارجية الأميركية من عقوبات مالية واقتصادية علي لبنان والتخوُّف من القوَّة التمثيلية لحزب الله داخل الحكومة المُقبلة، فلهذه الصحيفة نقول:

أسرار فوز حزب الله، ليست سراً علي أحد، لأن هذا الحزب هو إبن بيئته اللصيقة، التي تحمِل من مئات السنوات ثقافة مواجهة الظلم، وهذه الثقافة لا تتوقَّف علي الأشخاص بل علي العقيدة الإيمانية والإنسانية الشاملة، والتمييز بين الجناح السياسي والجناح العسكري لحزب الله هو غباء، ربما لأن الأميركيين اعتادوا علي الأجنحة العائلية في السعودية، وعلي نظام “مات الملك عاش الملك”، ومات عبدالله …وأطاح بن سلمان بمتعب بن عبدالله، وببن نايف وبن فهد!

وأسرار فوز حزب الله، أن البيئة اللبنانية الشعبية الأوسع علي امتداد الخارطة اللبنانية، تُصدِّق مَن دائماً “وُعودهم صادقة” ومِن حق الجماهير اللبنانية علي اختلاف تلاوينها من حلفاء وخصوم أن تُصدِّق، بأن هذه المقاومة سوف تكون وفيَّة لشعار “نحمي ونبني”، لأن المؤتمن بجدارة علي الأرض والسيادة بدماء الشهادة، من السهل عليه أن يكون المُساهِم الأكبر في عملية بناء الدولة ومؤسساتها بكل شفافية ونزاهة من منطلق أن الدولة هي هيكل إدارة الوطن وشؤون الناس، وقبل أن يضع وزير الخارجية الأميركية الجديد “مايك بومبيو” فيتو علي مشاركة وزراء من حزب الله في الحكومة اللبنانية العتيدة، عليه أن يحتسب كم صَمُد سلفه “ريك تيلرسون” مع دونالد ترامب، وكم يصمُد أي وزير أو مستشار مع هذا “الكاوبوي” المُتطيِّر، ونصيحة للأميركيين خلال عرض سياستهم الخارجية، عدم تناول لبنان وكأنه ولاية أميركية أو جمهورية موز، بل كشعبٍ مقاوم يحمل ثقافة كرامة ترجمها في صناديق الإقتراع، من خلال انتخابات ديموقراطية لا تعرفها جمهوريات الموز ولا الممالك والإمارات العائلية.
المصدر: المنار

رأیکم