عبداللهيان: خروج ايران من سوريا غير مدرج في محادثات بوتين وترامب

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۲۵۶۴۳
تأريخ النشر:  ۲۱:۴۸  - الاثنين  ۱۶  ‫یولیو‬  ۲۰۱۸ 
اعلن مستشار رئيس مجلس الشورى الاسلامي للشؤون الدولية حسين امير عبداللهيان انه لا اميركا ولا روسيا ولا اي قوة اخرى في موقع يسمح لها باتخاذ قرار حول خروج المستشارين الايرانيين من سوريا .

طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء - وقال عبداللهيان في حوار مع قناة الكوثر الفضائية ان المسؤولين الروس فندوا مثل هذه الشائعات، واكدوا انها  لم تُدرَج على جدول محادثات ترامب وبوتن، والحقيقة هي، كما اشرت سلفا ان استمرار بقاء المستشارين الايرانيين في سوريا، يعود لقرار السيد بشار الاسد والحكومة السورية، وكذلك القرار الايراني، ونعتقد ان لا زملاءنا الروس، ولا أمريكا، ولا اي قوة اخرى، لم تكن بالمكانة التي تتحدث او تقرر حول خروج المستشارين الايرانيين من سوريا، لأن هذا القرار يبقى مرتبطا بالطرفين الايراني والسوري، ويتناسب مع مصالح البلدين والظروف التي تمر بها المنطقة.

وحول التواجد الايراني في سوريا قال عبداللهيان ان حضور وتواجد الجمهورية الاسلامية الذي يتمثل بمستشاريها المختصين بمكافحة الارهاب في سوريا، كان ولايزال بطلب من الحكومة والطاقم السياسي الحاكم، وخاصة شخص الرئيس الشرعي لسوريا السيد بشار الاسد، وقد اكدنا لزملائنا الروس وكل الذين يتحدثون عن موضوع حضور مستشارينا العسكريين في سوريا، بأن هذا الأمر يعود لقرار طهران ودمشق فقط. واننا سنواصل تواجدنا في سوريا ودعمنا الشامل لها في مكافحة الإرهاب، علما أن هذا الموضوع لم يكن مدرجا على جدول اعمال الطرفين في الوقت الراهن. وان ايران ستواصل دعمها الشامل لسوريا في مكافحة الارهاب، حتى تتمكن سوريا، من الوصول الى استتباب الأمن والسلام على كل اراضيها، خاصة و ان ذلك يساعد كثيرا على إستتباب الأمن والسلام في المنطقة.

وعن مؤامرات الكيان الصهيوني ضد ايران قال عبداللهيان  أولا علينا أن لاننسى ان علماءنا النوويين تم اغتيالهم عبر المؤامرات التي دبرها جواسيس الكيان الصهيوني المحتل، وأسياده الأمريكان، كما لا ننسى ان عملاء منظمة الموساد التجسسية، إستغلت عبور حدود بلدان الجوار لتتمكن من تنفيذ مهامها المشؤومة، كما لاننسى العديد من المؤامرات التي دبرتها هذه المنظمات وعملاؤها وإكتشفتها وزارة الامن الايرانية، و ونحن نعلم جيدا ان من يقف وراء كل هذه المحاولات الارهابية وارسال الجماعات الارهابية الى داخل ايران، هو الموساد والكيان الصهيوني. إذن فإن مثل هذه المعادلة لم تعد مقبولة، بأن الكيان يسمح لنفسه ان يستفيد من أراضي بعض بلدان الجوار ليوصل عملاءه الى داخل ايران، لينفذوا عمليات إرهابية فيها، ويهددوا أمنها، ثم يأتي ويطرح قضية حضور أو عدم حضور المستشارين الايرانيين، في بعض المناطق الحدودية لسوريا. فالجمهورية الاسلامية الايرانية، ومن أجل دعم سوريا، ودعم أمن المنطقة، ولضمان أمنها القومي، ستكون حاضرة في أي نقطة، يتم التوافق عليها بين مسؤولي ذلك البلد والمسؤولين في الجمهورية الاسلامية، حتى لو لم يعد الكيان الصهيوني يطيق هذا الحضور، لأننا ننظر الى أمن المنطقة، كما انها نظرة تشمل إفشال مخططات الكيان الصهيوني ضد العالمَين العربي و الاسلامي وكذلك لأمن شعوب المنطقة، كما اننا لانُفرِّط بالأمن الوطني الايراني، وفي هذا المجال لم نألُ جهدا مع اي طرف في المصارحة والشفافية.

وتابع انه ما يرتبط بالكيان الصهيوني، هو أنه يتصور، بأن ايران قد تقوم بمفاوضات سرية مع امريكا او روسيا أو اروبا أو اي طرف آخر، كي يصبح طرفا وسيطا بين ايران والكيان الاسرائيلي غير الشرعي، فهذا التصور هو تصور خاطئ من الاساس. تصوروا بعد أربعة عقود من انتصار الثورة الاسلامية الايرانية، مازالت ايران تدفع ثمن موقفها الثابت الذي يؤكد ان الجمهورية الاسلامية الايرانية لم ولن تعترف بالكيان اللقيط المحتل لفلسطين.

واوضح انه  فيما يخص امريكا فالحقيقة نحن، نعتقد اذا ما كان الحوار مع امريكا مبتنيا على الاحترام المتبادل، وإذا ما إلتزم الامريكيون بالتزاماتهم التي يوقعون عليها، فنحن لانعارض الحوار معهم، وقد تناولت بعض الدول وفي فترات مختلفة هذا الأمر حتى الآن، وآخر فرصة التي سنحت للامريكيين كي يتمكنوا من الدخول في حوار مع طهران، هي فترة الحوار حول الاتفاق على النشاطات النووية السلمية الايرانية، التي عُرفت بمحادثات "الاتفاق النووي"، وحتى في ذلك الوقت ايضا قام المسؤولون الايرانيون وبحضور ممثلي الدول الخمس الاخرى التي كانت تشارك في المفاوضات أن تلك الفترة هي أفضل فرصة لحوار الأمريكيين مع نظرائهم، كما تم التأكيد على ذلك في اللقاءات التي جمعت دبلوماسيي البلدين بشكل خاص، على هامش المفاوضات النووية، وقد اكدنا مرارا أن الامريكيين لو اثبتوا إلتزامهم بتعهداتهم، فمثل تلك المفاوضات ستكون أرضية جيدة وايجابية ولأول مرة، من أجل أيجاد أجواء تُمهد لتطبيع العلاقة بين واشنطن وطهران، لكن الامريكيين وحتى قبل مجيء السيد ترامب، اي حتى في زمن اوباما، أظهروا أنهم لم يكونوا جادين في عزمهم على الحوار مع طهران. وقد أثبتت أمريكا الترامبية وحتى بعد بدء رئاسة ترامب، بأنها لا تريد العلاقة مع طهران. وكل الإشارات التي تبعثها امريكا بين الحين والآخر، عبر وزارة خارجيتها، أو عبر المؤتمرات الصحفية التي تعقدها مع الاطراف الاخرى، فإنها تتلقى الجواب، بأن امريكا غير موثوق بها، وما دامت هذه النزعة الامريكية موجودة لدى المسؤولين الامريكيين، ولا يرى الشعب الإيراني ميول واشنطن حتى لوكان شيئا من الصدق ، في طلباتها للحوار مع ايران، فإن طريق الحوار معها ستبقى مغلقة.

وعن العدوان على اليمن والمستنقع الذي باتت تتخبط فيه السعودية قال عبداللهيان : في الحقيقة أنا أعتقد ان اليمن كان وحلا، إفتعله الكيان الصيهوني ليُغرق فيه السعودية بإعتبارها بلدا اسلاميا في المنطقة. فاللوبيات الصهيونية في امريكا والغرب وحتى داخل الكيان الصهيوني، كانوا يتحينون الفرصة لإشعال فتيل حرب جديدة في المنطقة، خاصة وانهم كانوا يتصورون ان البنى التحتية في سوريا قد تم القضاء عليها، كما ان العراق وبعد اكثر من عقد ونصف مازال الوضع غير مستتب فيه، وفي لبنان مازالت هناك الكثير من المشاكل، كما هو الحال في ملف القضية الفلسطينية، فهم ومن خلال هذه النطرة الشاملة كانوا يعتقدون بأنهم سيبقون مسيطرين على كل المنطقة إذا ما ورطوا السعودية في هذا الوحل، رغم ان السعودية تقدم لهم الكثير من الخدمات، لكن بالتالي هي الاخرى يجب ان تسير نحو التفكك والإندثار. كما انهم يُبيتون نفس المؤامرة لإيران، وتركيا ومصر. إذا فاللعبة التي ورطوا السعودية بها في اليمن، وخدعوا سلمان واسرته واوقعوهم في هذا الوحل، بحيث نزلت أسرة الملك سلمان كآلية امريكية اسرائيلية، إلى معركة اليمن، وهذا هو أحد أسرار هذه المحرقة.

وتابع عبداللهيان : عندما أتحدث عن مشروع صهيوني، في الحقيقة اتحدث عن مثلث مشؤوم تكون فيه السعودية وامريكا والكيان الصهيوني متورطين فيه، فالسعودية هي واجهة التنفيذ للمشروع، لأنها البلد الجار لليمن، لكن الاهداف الرئيسية و الاستراتيجية، ترتبط ارتباطا وثيقا بالصهاينة المتنفذين حتى داخل البيت الابيض، وفي الحقيقة هم الذين يتابعون تحقيق اهدافهم من خلال تطبيق هذا المشروع. لكن إذا ما اردتم النظر الى ارض الواقع والى ما يدور في الساحة اليمنية اليوم، هو نفس ذلك الأمر الذي قلته لوزير الخارجية السعودية عادل الجبير، عندما إلتقيته على هامش اجتماع منظمة التعاون الاسلامي الذي عقد في جدة بدايات العدوان السعودي على اليمن. حينذاك كان الجبير حديث العهد بالخارجية السعودية، وكان محمد بن سلمان يزحف على مراكز السلطة والقرار بشكل هادئ، ولا اخفي عليكم سرا ان قلت أن السلطة والخلافة في السعودية، كانت تنتقل بشكل سري من آل سعود إلى آل سلمان، حينها قلت للجبير، يا سعادة الوزير، لا حل لمشكلة اليمن إلا عبر الحوار السياسي، وإن العدوان العسكري على اليمن لن يجدي نفعا، لكن الجبير، رد علي وبالكبرياء والعنفة المعروفة عن حكام السعودية قائلا، يا أمير سترى، أننا سنبيد أنصار الله والحوثيين في اليمن خلال ثلاثة اسابيع فقط. وفي نفس الوقت أجبته بأننا ننظر لكل أبناء الشعب اليمني وكل التيارات اليمنية بعين واحدة ونعتقد بأن مستقبل اليمن يقرره كل أبناء اليمن. ويإبتسامة مُرة، قلت للسيد عادل الجبير، سننتظر ونرى المستقبل. وهانحن اليوم دخلنا العام الرابع لمقاومة وصمود الشعب اليمني ضد العدوان السعودي. لكن هذه الأيام حدث شيئ جديد، وبعد وقوع الاشتباكات بأحد القصور الملكية في الرياض، وبعد أن أجبر محمد بن سلمان على تقليل حدة إجتياحه للساحة والسلطة في السعودية، تغيرت الامور بعض الشيئ.

وعن اثار ما حدث داخل القصر الملكي بالرياض قال عبداللهيان: ان المعلومات الموجودة لدينا هي أن إشتباكا حصل داخل القصر الملكي، إحتجاجا على التعامل البذيئ والقرارات المتسرعة لمحمد بن سلمان، وبرامجه، وبشكل عام إشتملت الاشتباكات على كل تلك الخلافات الموجودة داخل اسرة آل سعود، وجسدت قمة الاشتباكات القبلية التي يتحلى بها آل سعود وآل سلمان. هذا هو اصل وجوهر الاشتباكات، فكم هو عدد الذين اصيبوا في تلك الاشتباكات ومن الذي أصيب؟ انا لا علم لي بتفاصيل ذلك.

لكن حصيلة كل تلك الاشتباكات، وعندما يحلل المراقبون تغيير السيرة لدى بن سلمان بعد تلك الاشتباكات، يرون بالرغم من ان بن سلمان مازال موجودا في السلطة، والملك سلمان أيضا مازال يمسك بقمة العرش، إلا ان القرارات المتسرعة لمحمد بن سلمان وتهوره في تطبيقها على الارض أعتراها التباطوء.

وما اريد قوله هو أن احد الآثار لتلك الاشتباكات، وجدنا في الاسابيع الأخيرة، وللمرة الاولى، وجدنا أن الإماراتيين ولأول مرة وجدناهم يتخذون قرار فرديا لقيادة حرب، تؤول الى تحرير الحديدة على حد زعمهم!!! ورغم كل الإتهامات التي كانوا يوجهونها للطرف الآخر، في حين انهم كانوا يتعاونون مع السعوديين والامريكيين، حتى قيل أن مستشارين فرنسيين كانوا يعملون الى جانبهم أيضا، كما أن وجود المستشارين الأسرائليين كان محرزا الى جانبهم، و المعلومات الواصلة من داخل اليمن تؤكد ذلك أيضا.

فهم كانوا يتصورون أنهم سيتمكنوا من الاستيلاء على ميناء ومطار الحديدة الدوليين خلال اسبوع واحد، وأن القبائل القاطنة في الحديدة سترحب بمقاتليهم، لكن النتائج جاءت عكسية تماما، فبالرغم من ان محمد بن سلمان بنفسه كان له الدور المؤثر في قيادة تلك الهجمات، والدور البارز للقوات الإماراتية لدعم هجمات العدوان، وبالرغم من تقاسم مسؤوليات العمل بين غريفيث ممثل الامين العام للامم المتحدة، لجني ثمار تلك العمليات السياسية، وجدنا الفشل يحيط بعملياتهم، لأن الشعب اليمني وسكان مدينة الحديدة، تصدوا لتلك الهجمات العدوانية، ولن يسمحوا لتنفيذها على ارض الواقع، وبالتالي لم يتمكنوا من السيطرة لا على الميناء ولا على مطار الحديدة الدوليين.

فالمعلومات التي وصلتنا تؤكد انهم فشلوا في ذلك، ولن تكن بالصورة التي نشروها في وسائل إعلامهم بأنهم كانوا يكادون يسيطرون على المدينة ومطارها ومينائها لكنهم تحاشوا ذلك تجنبا من وقوع قتلى وضحايا بين صفوف الابرياء!!! ليفسحوا المجال امام السيد غريفيث ليواصل سبيل الحوار، والدليل على ذلك، ان ماحدث على الارض، أن تلك الهجمات، تزامنت مع أيام الشهرالفضيل شهر رمضان المبارك، وقد شهد اليمن أعنف الهجمات العدوانية، حيث وسع نطاق الأزمة والشحة في المؤن والمواد الغذائية، إضافة الى إتساع رقعة الازمة الانسانية في اليمن. وهذا ما دفع بعض التيارات اليمنية للإبتعاد عن طاولة الحوار، وتصر على الأخذ بالثأر وطرد المعتدين، بقوة السلاح، في حين أننا مازلنا نؤكد ان السبيل الاوحد لحل الازمة اليمنية هو عودة كافة الاطراف اليمنية الى طاولة الحوار، وان مستقبل اليمن يرسمه كل أبناء الشعب اليمني، وبما أن انصار الله هم لديهم تأثير كبير في الساحة اليمنية حاليا، سيكون لهم دور أيضا في تقرير مصير اليمن، وهم بدورهم يعتقدون ان تقرير المصير يجب ان يتم عبر الحوار بين كل الاطراف اليمنية، وهم الذين سيسعون للتمهيد لذلك.

وعن موقف ايران من الازمة اليمنية قال عبداللهيان : نحن منذ اندلاع الازمة في اليمن، كان لنا رأي واحد، كما أكدنا منذ اندلاع الازمة في سوريا، أن هذه الازمة يجب ان تحل عبر الحوار والمفاوضات السياسية، وكان لدينا نفس الحل لدى الازمة  التي اندلعت في البحرين، وقلنا يجب ان تحل الأزمة بالحوار والتفاوض السياسي بين آل خليفة والمعارضة السلمية، كما ان الازمة اليمنية يجب ان تحل بنفس الطريقة. فالحوار والتفاوض السياسي هو السبيل الوحيد، لحلحلة الازمات. وأنا بإعتباري مساعد وزير الخارجية إبان العدوان السعودي على اليمن، حينها قلت لوزير الخارجية السعودي وبكل صراحة، ان الازمة اليمنية يجب ان تحل عبر الحوار السياسي، وانكم عبر الضغط العسكري، لايمكن ان تحققوا شيئا في هذا الإطار. لكننا مع ذلك خطونا خطوات عملية ايضا، وانا بنفسي قبل اقل من خمسة اشهر، طرحت نفس الامر في احد اللقاءات الإعلامية، لكن الخارجية السعودية سرعان ما فندت تصريحاتي، لكني من هنا وعبر قناتكم الموقرة، اقول لمشاهديكم، بأني وعندما كنت مساعدا لوزير الخارجية الايراني، بعد بضعة اشهر من لقائي مع عادل الجبير، إستلمت رسالة من قناة دبلوماسية رسمية، كان مفادها أن السعودية تريد، فتح باب الحوار السري مع الحوثيين، وبالرغم من أن الرياض قد قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع طهران، فهل بالإمكان ان تساعدونا في ذلك؟ ... عندها طرحت القضية مع كبار المسؤولين في الجمهورية الاسلامية، ومن اجل وضع حد لإبادة الابرياء في اليمن والسعودية، ودعما لإحلال الامن والسلام في المنطقة، كان ردنا إيجابيا، وجاء موفد من السعودية، وتحاورنا في طهران، وكنت أنا الطرف الايراني في الحوار، وبعد تلك الجولة من التفاوض والحوار، بات القرار أن يأتي جنرالا سعوديا رفيع المستوى ويتحاور مع احد كبار الشورى المركزية لأنصار الله، ويتحاورا في إحدى النقاط الحدودية للبلدين. وقد اشترطت السعودية الدخول في المفاوضات، ان تبقى العملية قيد الكتمان، وقد تم تنفيذ ذلك، وحصلت بعض التوافقات بين الجانبين، لكن بعض الأطراف السعودية أو الأطراف المرتبطة بها وشت بتلك العملية، ما حمل السعودية على اصدار بيان كاذب، اكدت فيه تفنيدها للحوار مع انصار الله، إلا أنها لم تستطع انكار لقاء بعض المسؤوليين السعوديين المحليين مع بعض زعماء القبائل الحدودية في اليمن، من أجل فرض الأمن على جانبي حدود البلدين. في حين أن الأمر لم يكن كذلك.

فقد قام جنرال من كبار ضباط الجيش السعودي، بالوصول الى نقطة حدودية والتقى احد كبار مسؤولي الشورى المركزية لأنصار الله اليمنية، وتحاورا وتوصلا الى اتفاقات على الارض، وكان للجمهورية الاسلامية الدور الوسيط والممهد للقاء، ورغم كل البيانات الكاذبة التي حاولت التمويه وتفنيد هذا اللقاء، الا ان هذه المزاعم أصبحت الارضية المناسبة للحوارات التي جرت في سلطنة عمان، وكذلك لجولات الحوار بين التيارات اليمنية في الكويت، إذا فأين تكمن المشكلة؟ المشكلة هي ان السعوديين عندما يحضرون الى طاولة المفاوضات، يريدون ان يخطفوا تلك الامتيازات التي لم يتمكنوا من تحصيلها بقوة السيف، والمدافع والدبابات والقصف الجوي.

وعن دور ادارة ترامب في التصعيد اليمني قال عبداللهيان ، بما أن المتشددين يمسكون بالسلطة في أمريكا حاليا، وبما أن السيد ترامب هو الموجود في الصدارة حاليا، وهو المعروف بعدم الإلتزام بقراراته، وان مكانته حتى في داخل امريكا غير مستقرة، فقد إعتمد في سياساته لمنطقة الشرق الاوسط على السعودية، التي هي الاخرى لم تشهد الاستقرار، ونفس محمد بن سلمان لا قرار له في السعودية ذاتها. لكن ومع كل الاحوال السعوديون والاماراتيون يعتقدون انهم يجب ان يستثمروا وجود ترامب في السلطة، وأن يحققوا انتصاراتهم عبر السبل العسكرية، في اليمن.

فالسعوديون مازالوا يحملون في أفكارهم، ما كان يحلم به عادل الجبير قبل أكثر من ثلاثة اعوام ونصف العام. حيث كان يقول أننا سنبيد الحوثيين وانصار الله في اليمن خلال ثلاثة اسابيع. فهم يريدون تحقيق هذا الحلم، لكن حتى اللحظة التي نتحدث فيها فإن الاوروبيين وحتى الامريكيين اكدوا للسعوديين مرارا ان الازمة اليمنية لاينفعها الحل العسكري. لكن السعوديين مازالوا يقولون لهم أمهلونا شهرين آخرين، وسنطيح بالحوثيين وانصار الله في اليمن.

وعن دور ايران لتسوية هذه الازمة قال عبداللهيان : في الحقيقة نحن نحاول وقف اي عمل يسهم في تعقيد الاوضاع في المنطقة، أي نحاول تجنب أي خطوة من شأنها أن تصب الزيت على النار وتزيد من حدة الاشتباكات في المنطقة. والإتهامات التي يلصقونها بإيران، على انها هي التي تمد اليمن بالصواريخ، هي مجرد اتهامات لا أساس لها من الصحة، لأننا لانؤمن بالحلول العسكرية لتسوية الازمة .... .

نعم يمكن  القول ان المقاومة اليمنية كانت مؤثرة على بعض النتائج، إلا أننا نشعر إن زعزعة الامن في اليمن أو ان زعزعة امن السعودية والإمارات سيقود الى تمدد الازمة الى كافة أنحاء المنطقة، ومن هنا نحن لن نرضى لأي طرف من الاطراف اليمنية، ان يسلك هذا السبيل، بل أننا نشجع ونعمل على التمهيد للحوار السياسي، وفي هذا الخضم نحن اكدنا مرارا للسعوديين والإماراتيين ان السبيل الوحيد لحل الازمة اليمنية هو الحوار السياسي، ويجب العودة الى طاولة المفاوضات، قبل ان تتسع رقعة الحرب والاشتباكات في المنطقة.

انتهی/

رأیکم