خاشقجي يضع أمريكا والسعودية أمام خيارين .. أحلاهما مُر

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۲۹۸۶۷
تأريخ النشر:  ۱۷:۵۷  - الأَحَد  ۲۱  ‫أکتوبر‬  ۲۰۱۸ 
بعد إنكار دام اكثر من اسبوعين ، ومن أعلي المستويات ، إعترفت السلطات السعودية أخيرا ، بقتلها للصحفي جمال خاشقجي ، في قنصلية بلاده في اسطنبول ، عبر رواية ، استفزت حلفاء السعودية والراي العام العالمي ، أكثر مما استفزهم صمت ومن ثم إنكار السعودية.

طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء - كل زعماء الدول الغربية ، دون استثناء ، عدا الرئيس الامريكي دونالد ترامب طبعا ، رفضوا الرواية السعودية ،ليس بسبب تهافتها فقط ، بل لإستهبالها الراي العام العالمي ، بهدف تضييع المزيد من الوقت وصولا الي تمييع القضية برمتها واستنفاد كل زخمها.

يبدو ان ترامب، الذي لا يقلقه في الامر سوي صفقات الاسلحة التي ابرمها مع السعودية ، هو الذي اقترح هذه الرواية للسعوديين ، عندما تطوع للدفاع عن السعودية ، وابعاد اي مسؤولية عن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ، من خلال اتهام 'عناصر غير منضبطين' بانهم وراء الجريمة ، كما اوفد وزير خارجيته مايك بومبيو الي السعودية لكي يشرح لهم تفاصيل المخرج الذي اقترحه ،والذي ظهر اول امس علي شكل بيان رسمي سعودي مفاده ان خاشقجي قتل خلال شجار مع احد الاشخاص ،بعد وصول معلومات عن نيته للعودة الي الوطن!!.

علي الفور اعلن ترامب ان الرواية السعودية موثوقة ، مع تكرار الثابت الوحيد في كل تصريحاته منذ بداية ازمة اختفاء خاشقجي ، وهو عدم الغاء صفقات الاسلحة مهما كلف الامر ، في المقابل رفض الغرب كله هذه الرواية ،حتي اغلب اعضاء الكونغرس الامريكي ، الي جانب الصحافة الامريكية.

الملفت ان ترامب وبعد ساعات قليلة من تصريحه الاول عن الرواية السعودية ، قال انه غير راض عن الرواية السعودية ، وطالبها بتوضيحات ، دون ان ينسي تكرار موقفه الثابت ،وهو عدم الغاء صفقات الاسلحة ، في موقف ادخل المشرعين والصحفيين والراي العام الامريكي في حالة من الحيرة ، ازاء هذا التقلب السريع في الراي الي حد عدم الاتزان.

من الواضح ان التقلب الحاد في مواقف ترامب ازاء قضية قتل خاشقجي ، مرده ان الجريمة واضحة وبشعة في نفس الوقت ، وانه من الصعب جدا دفنها ، ما دام هناك طرف ثالث وهو تركيا ، الذي وقعت علي ارضها الجريمة ، مازال ، علي الاقل الي هذه اللحظة ، لم يتناغم بعد مع الموقفين السعودي والامريكي ، ويصر علي كشف حقيقة ما جري بالتمام
والكمال.
تقلب ترامب الغريب في مواقفه ، يثير العديد من الشكوك حول حقيقة موقفه من هذه القضية ، فهناك من المشرعين الامريكيين من اتهم صهره جاريد كوشنر بانه متورط في الجريمة ، الي جنب محمد بن سلمان ، ودعا الي التحقيق مع كوشنر للوصول الي الحقيقة ، الامرالذي افقد ترامب توازنه في التعامل مع الازمة.

كان وضحا استعجال ترامب لاغلاق ملف خاشقجي بتاييده الكامل للرواية السعودية ،دون ان يتساءل ، عن سبب شجار خاشقجي ، وهو الذي كان يفكر بالعودة الي الوطن ، حسب الرواية السعودية ؟ ، ومن هذا الشخص الذي قتل خاشقجي؟ وما هو دور الفريق الامني ، المؤلف من 15 عنصرا ، الذي جاء من خارج تركيا وكان في داخل القنصلية عندما دخلها خاشقجي؟ ، ولماذا كان الفريق يحمل منشار لقطع العظم معه؟ ، وكيف يمكن ان يأتي الفريق الامني المقرب من ابن سلمان ، بهذا العدد الكبير ، الي تركيا ويقتلوا صحفيا معروفا ،ويعرضوا سمعة السعودية للخطر ، دون ان يكون للرجل الاول في السعودية ، اي علم بالقضية ؟ ، واخيرا اين اختفت جثة خاشقجي؟.

هذه الاسئلة وغيرها الكثير ، مثل انكار السعودية علي مدي اكثر من اسبوعين لوقوع جريمة في قنصليتها ، وتاكيدها ان خاشقجي غادر القنصلية، ومسرحية القنصل السعودي محمد العتيبي عندما كان يبحث امام الكاميرات في الخزانات والادراج ، ومغادرة العتيبي تركيا في ذروة التحقيق في الجريمة.

يبدو ان وضع الشجار مكان المنشار ، لن يغير في حقيقة ما جري ، فقتل خاشقجي حصر امريكا والسعودية بين خيارين احلاهما مر ، اما خيار انهاء الحياة السياسية لولي عهد السعودية محمد بن سلمان والي الابد ، واما وضع حد لمزاعم امريكا وتبجحاتها الفارغة ، بشأن رفعها رايات حقوق الانسان وحرية التعبير والديمقراطية. 

المصدر: شفقنا

انتهي/

رأیکم