حماس تنقل عملياتها المسلحة إلى الضفة الغربية بقوة.. لماذا يشعر الإسرائيليون بالقلق والرعب

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۳۲۲۵۳
تأريخ النشر:  ۱۸:۴۸  - الخميس  ۱۳  ‫دیسمبر‬  ۲۰۱۸ 
بينما ينشغل الرأی العام بشقيه العربي والإسرائيلي بالعملية التي يشنها الجيش الإسرائيلي في شمال الجليل قرب الحدود اللبنانية للبحث عن أنفاق لحزب الله وتدميرها، تتجه الضفة الغربية نحو التسخين، وتقترب من مرحلة الانفجار عسكريا، الأمر الذي لو حصل، وهناك مؤشرات ترجحه، سيخلط الأوراق، وقد يُعيد سيناريو الانتفاضة المسلحة مجددا.

حماس تنقل عملياتها المسلحة إلى الضفة الغربية بقوة.. لماذا يشعر الإسرائيليون بالقلق والرعبطهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء -عمليّتان بثّتا الرُّعب والهَلع في أوساطِ قوّات الأمن الإسرائيليّة، الأُولى قَبل شهرين نَفّذها الشَّاب أشرف نعالوه في المِنطَقة الصناعيّة "بركان" داخِل تجَمُّع استيطانيّ قُربَ مدينة سلفيت شماليّ الضفّة الغربيّة المُحتلَّة، ممّا أدّى إلى مَقتلِ مُستَوطنتين وجَرحِ ثالِث، وما زال حُرًّا طَليقًا وفشِلَت كُل المُحاولات لتَحديد مكانه والقَبض عليه أو قتله، والثّانية نَفّذها قبل يومين مجموعة مِن المُسلِّحين قُرب مَستَوطنة "عوفرا" شمال مدينة رام الله عِندما هاجَموا مَوقِفًا للمُستوطنين، وأطلَقوا عليهم النّار وأصابُوا سَبْعَةً منهم وانسَحبُوا مِن المَكان بهُدوء ولم يتِم قتل أو اعتِقال أيّ منهم.

ما يُقلِق الإسرائيليين ليسَ استِخدام الأسلحة الناريّة فقط، وبهَذهِ الكثافة، وإنّما التَّخطيط الدَّقيق لهَذهِ العمليّات مِن حَيثُ الرَّصد والتَّنفيذ، فمُنَفِّذو عمليّة "عوفرا" لم يُخيفهم وجود وِحدَة مِن الجيش الإسرائيليّ تَحرُس هؤلاء المُستَوطنين، وبادَروا بإطلاقِ النَّار وِفقَ الخِطَّة المَوضوعة، ممّا يكْشِف عَن شجاعةٍ وجُرأةٍ غير مَسبوقَين.

مِن الواضِح أنّ هُناك استراتيجيّة تُنفِّذها حركة "حماس" لإشعالِ الضفّة الغربيّة، لتَخفيفِ الضَّغط على قِطاع غزّة أوّلًا، واستهداف المُستَوطنين فيها ثانيًا، وإحراج قُوّات الأمن الفِلسطينيّة المُتواطِئة مع الاحتِلال ثالِثًا.

غازي إيزنكوت، رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي حذَّر مجلس الوزراء المُصَغَّر في اجتماعِه الأخير قبل أيّام مِن أنّ حركة "حماس" نقَلت عمليّاتها العسكريّة إلى الضفّة الغربيّة، وقال أنّها نفّذت عشر هجمات مُنذ سبتمبر (أيلول) الماضِي، في أماكِنٍ مُتَفرِّقةٍ مِن الضفّة الغربيّة، وهذا رَقمٌ كَبيرٌ بالقِياس إلى مَرحلةِ الهُدوء التي سادَت لعِدَّةِ أشهُر.

الإحصاءات الرسميّة الإسرائيليّة تَكشِف أنّ عشرة مُستَوطنين إسرائيليين قُتِلوا و76 أُصيبوا في هَجَماتٍ نفّذتها المُقاومة الفلسطينيّة مُنذ مطلع هذا العام فقط، ممّا يَعكِس اختِراقًا أمنيًّا كَبيرًا، وتَقدُّم عمليّاتي في النّاحية الأُخرَى، أيّ في جانِب المُقاوَمة.

نجاح مُنَفِّذيّ عَمليتيّ "عوفرا" و"البركان" وتَمكُّنِهِم من البَقاء سالِمين أحرارًا، ربّما يكون مَصدَرَ إلهامٍ لآخِرين للسَّير على الدَّرب نفسه، كما أنّ استَخدام أسلحة ناريّة، إلى جانِب عمليّات الدَّهس، والطَّعن بالسَّكاكين، يُوحِي بأنّ عمليّات تهريب الأسلحة إلى الضفّة الغربيّة في ازْدِيادٍ مُضطّرد، ورُبّما تكون مُقدِّمة لنَقل تُكنولوجيا صِناعَة الصَّواريخ أيضًا.

خُذلان مُعظَم الحُكومات العربيّة للشَّعب الفِلسطينيّ وقضيّته، ومُجاهَرتها بخطِيئة التَّطبيع مع الإسرائيليين وفتح أبوابها، أمام نِتنياهو ووزرائه وفِرَقه الرياضيّة باتَ يُرسِّخ قناعةً مُتزايِدةً لدى الفِلسطينيين للاعتِماد على النَّفس، والعَودة إلى المُقاومة المُسلَّحة وتكثيفها في الضفّة الغربيّة خاصَّةً حَيثُ التّداخل البشريّ والجغرافيّ مع الاحتِلال ومُستَوطنيه، ولا نُبالِغ إذا قُلنا إنّ أرضَ المعارِك المُقبِلة ستَكون نابلس والخليل وجنين وطولكرم ورام الله وباقِي مُدُن الضفّة الغربيّة وقُراها، كرَدٍّ على هذا التَّطبيع.. والأيّام القادِمة ستُؤكِّد ما نَقُول.


"رأي اليوم"

الكلمات الرئيسة
رأیکم