خلاف الوزراء وتردد نتنياهو... كواليس قرار تجريد "حزب الله" من السلاح الأخطر

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۳۲۴۸۳
تأريخ النشر:  ۱۸:۵۷  - الاثنين  ۱۷  ‫دیسمبر‬  ۲۰۱۸ 
كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية تفاصيل النقاشات التي دارت بين أعضاء المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر وقيادة الجيش قبل تنفيذ عملية تجريد "حزب الله" اللبناني من سلاحه الأخطر.

خلاف الوزراء وتردد نتنياهو... كواليس قرار تجريد طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء - وبحسب الصحيفة، كان رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، على دراية بالصورة الأمنية التي عرضها الجيش الإسرائيلي في الأشهر الأخيرة بالنسبة لمشروع أنفاق "حزب الله" اللبناني في الشمال، لكنه كان مترددا بالنسبة للوقت الملائم للتحرك إزاء الخطر.

وقال مسؤولون إسرائيليون كبار تحدثوا مع الصحيفة، اطلعوا على النقاشات التي دارت بين أعضاء المجلس الوزاري المصغر وقيادة الجيش قبل الخروج للحملة بأشهر، إن الجلسات شهدت اختلافات حادة بين أيزنكوت وبين وزير الدفاع حينها، أفيغدور ليبرمان، ووزير التربية، نفتالي بينيت، بالنسبة لسلم الأولويات الأمني.

ففي حين طالب الوزيران بعملية عسكرية في غزة ضد حركة حماس، قال أيزنكوت إن العمل في غزة في ضوء وجود أنفاق عند الحدود الشمالية لإسرائيل فكرة غير جيدة. وطالب المستوى السياسي منح الضوء الأخضر للجيش للهدم هذه الأنفاق التي حفرتها حزب الله فورا.

ووصف أيزنكوت مشروع أنفاق حزب الله السري بأنه "عملية بارباروسا"، مقارنا بين مشروع حزب الله وبين العملية الألمانية المباغتة ضد الاتحاد السوفيتي خلال الحرب العالمية الثانية والتي كانت خطة سرية حتى عام 1941.

وضغط أيزنكوت على نتنياهو قائلا: "هذا المشروع هو الذراع الأهم بالنسبة لحزب الله في المواجهة القادمة.. حزب الله يسعى لتحقيق إنجاز نفسي من ورائه".

وجاء في تقرير "هآرتس" أن أيزنكوت عرض في إحدى الجلسات جوابا لقائد منطقة الشمال، الجنرال يؤال ستريك، يحذر تطورات كارثية في حال تم تأخير إطلاق الحملة العسكرية ضد الأنفاق.

وجاء في الجواب أن الجيش قد يفقد عامل المفاجأة وأن حزب الله قد ينفذ علمية هجومية قاسية ضد مواطني شمال إسرائيل. وطالب رئيس الأركان إدخال هذا الجواب إلى محضر الجلسة لكي يبين تحذيرات الجيش من خطر الأنفاق وينقل المسؤولية إلى المستوى السياسي في حال رفض الخروج إلى حملة عسكرية.

فأبدى نتنياهو عن امتعاضه من قرار إدخال تحذيرات الجنرال الإسرائيلي إلى محضر الجلسات بخصوص خطر الأنفاق، وحسب تقرير "هآرتس"، كان هذا ما رجح الكفة بالنسبة له لمنح الضوء الأخضر للجيش للتحرك ضد أنفاق حزب الله.

وتطرق تقرير "هآرتس" إلى الشرخ الذي نشأ بين رئيس الدفاع ليبرمان وبين قيادة الجيش على خلفية مواقف الجيش الإسرائيلي إزاء الوضع في غزة وحركة حماس، ففي حين كان ليبرمان يطالب بضربة قاضية ضد حماس في غزة من الجو، كانت القيادة الأمنية الإسرائيلية تعارض ذلك وتدعم خطوات تخفف الحصار على سكان غزة، فوصل حد أن وصف ليبرمان مشاوراته مع قيادة الجيش بأنها جلسة مع منظمة "سلام لآن"، وهي منظمة يسارية.

وفي إحدى الجلسات وصف رئيس الأركان ضغوط الوزير ليبرمان والوزير بينيت بالعمل ضد حماس، الأول في عملية من الجو والثاني في عملية برية، بأنها "قلة مسؤولية" على خلفية استعداد الجيش للخروج لعملية ضد أنفاق حزب الله. أما نتنياهو، فدعم موقف الجيش بالنسبة للتعامل مع الوضع في غزة.

وختمت "هآرتس" التقرير برد مقربي ليبرمان الذين رفضوا ما ورد في التقرير قائلين إنه تقرير غير صحيح ولا يمثل الحقيقة وإنما يمثل مواقف المسؤولين الذين سربوا هذه المعلومات.

وعلى صعيد أخر أكد نتنياهو أن عملية "درع الشمال" الهادفة الى تجريد "حزب الله" من سلاح الأنفاق تتقدم متعهدًا بمواصلتها إلى أن تنجز أهدافها.

وخلال كلمة ألقاها في جلسة مجلس الوزراء الأسبوعية، الأحد، قال نتنياهو بهذا الخصوص إن جيش الدفاع اكتشف نفقا إرهابيا أخر حفرته هذه المنظمة، وفقا لهيئة البث الإسرائيلية "مكان".

وفي سياق متصل، ذكر الموقع الاستخباراتي الإسرائيلي "ديبكا"، مساء السبت، أن كثيرا من الدول الأوروبية ترى في العملية العسكرية الإسرائيلية "درع الشمال" جزء من سياسة العقاب الأمريكي على إيران، أو حلقة من مسلسل فرض العقوبات الأمريكية على طهران.

وأوضح الموقع الإلكتروني العبري أن هذه الدول هي، إيطاليا، وفرنسا، وألمانيا، وإيرلندا، والنمسا، وهولندا، وإسبانيا. 
 
وأفاد الموقع الاستخباراتي الإسرائيلي بأن مجلس الأمن الدولي سيناقش الأربعاء القادم مقترحا أمريكيا إسرائيليا مشتركا حول إدانة "حزب الله" ولبنان، بشأن تدشين "الأنفاق" على الحدود اللبنانية الإسرائيلية المشتركة، وكذلك إعلان الحزب اللبناني "منظمة إرهابية"، وبأن الحكومة اللبنانية تنتظر رد قوات اليونيفيل للرد على المقترح الأمريكي الإسرائيلي المشترك.

ورجح الموقع الإلكتروني الاستخباراتي أن لا يقبل مجلس الأمن الدولي فرض قرار على حزب الله اللبناني، والمتعلق بوصفه "منظمة إرهابية"، في حين يمكن للمجلس الأممي مطالبة الطرفين، الإسرائيلي وحزب الله اللبناني، من المناوشات العسكرية، والذي يمكن أن يمتد لطلب مجلس الأمن من إسرائيل وقف عملية "درع الشمال".

انتهى/

الكلمات الرئيسة
رأیکم