كل الدول العربية المعارضة لعودة علاقاتنا مع مصر لديها سفارات في طهران

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۳۴۰۷
تأريخ النشر:  ۰۸:۰۷  - الجُمُعَة  ۰۶  ‫دیسمبر‬  ۲۰۱۳ 
وكالة (نادي المراسلين) العالمية للأنباء :
أتمنى أن يرى "الحسين ثائرا" النور في صورة عمل مسرحي ليس صحيحا ما يتداول في الإعلام عن فتح حسينيات في مصر نظام الإخوان أرسل المقاتلين إلى سوريا الشيعة ملتزمون بفتاوى مراجعهم بتحريم سب الصحابة وأمهات المؤمنين البكاء على نبينا محمد ليس بدعة وإنما سنة نبوية مبرهنة بأدلة تجار الفتنة الطائفية يروجون أننا نحاول نشر التشيع في المنطقة العربية هناك جهات معروفة تسترزق من مائدة الحرب بين المذاهب الإسلامية القوى الاستكبارية الغربية والجماعات التكفيرية تعمل على منع عودة العلاقات أمريكا وإسرائيل تخافان من تحالف مصر وإيران يوجد في السعودية جناح معتدل يرحب بالحوار والتعاون مع طهران إيران لم تشكل طوال تاريخها تهديدا لأمن الخليج التقدم التسليحي لإيران دفاعي بحت وهدفه ردع تهديدات أمريكا وإسرائيل
وفقا لما اوردته وكالة (نادي المراسلين) العالمية للأنباء في حوار لـ"فيتو" تم طرح بعض الاسئلة على الشيخ غريب رضا أحد الأصوات الإيرانية المهتمة بوحدة المذاهب الإسلامية، ومدير أحد المراكز المتخصصة وهو مركز الحوار الديني بمدينة "قم" الإيرانية.

- ماذا تمثل مصر بالنسبة لإيران؟
بلدة طيب وشعب كريم، فمصر لها باع طويل في التاريخ الإسلامي، وبلد عاشق لأهل البيت النبي، وأرض شرفت بأضرحتهم مثل ضريح السيدة زينب والسيدة نفسية، وهو بلد متحضر ومتمدن وسابق في الحضارة والمدنية على الكثير من البلدان العربية والإسلامية، ولطالما كان هو قائد العالم العربي، ويجب أن يعود مجددا إلى هذه المكانة، إلى جانب ذلك فمصر يكره أهلها إسرائيل بشدة، وكانت ولا زالت تعاني المؤامرات الإسرائيلية، ولذلك نجد الصهاينة الآن في حالة رعب من أن ينال شعب مصر استقلاله السياسي، والمصريون يمتلكون القدرة على إحداث تغيير في موازين القوى لصالح العالم العربي والإسلامي، ونحن دائما ما نتطلع إلى هذه القدرة.

- ما مصير الصداقة المصرية الإيرانية التي تفاءل الكثيرون بها بعد الخطوات القليلة التي اتخذت؟
في اعتقادي أن الدولتين الإيرانية والمصرية يجب أن تعملا على إيجاد فضاء مشترك للقيام بأنشطة مشتركة ثقافية وجامعية، وافتتاح جمعيات أهلية تهتم بالعلاقات المشتركة. ويجب أن يبدأ البلدان العمل معا في البرامج الاجتماعية والخيرية، ويتم تبادل زيارات بين الشخصيات العلمية والدينية. وأتساءل ما المانع من أن يقوم التجار المصريون والإيرانيون بإجراء تبادل تجاري فيما بينهما في هذه الظروف التي يحتاج فيها كل منا إلى الآخر؟، وفي اعتقادي أن مسألة العلاقات المصرية الإيرانية خرجت عن حدود المنطق وعن الأعراف الدبلوماسية الدولية، وهما مثل قصة صديقين يريدان أن يعملا معا ولكن الآخرين يمنعونهما من ذلك. في وجهة نظري هناك ضغوط قادمة من ثلاث جهات من أجل منع إعادة العلاقات المصرية الإيرانية وهي: القوى الاستكبارية الغربية، وبعض دول المنطقة والجماعات التكفيرية، والتي تعمل على منع عودة العلاقات من منطلقات مذهبية، ولا نحتاج إلى توضيح لماذا تخاف أمريكا وإسرائيل من اتحاد وتحالف مصر وإيران؟، أيضًا التيارات التكفيرية تستخدم ذرائع مذهبية من أجل تأمين مصالح بعض دول المنطقة من خلال منع عودة العلاقات بين مصر وإيران، هذه التيارات فقدت مكانتها الآن في الشارع المصري، وأن دلائل بعض الدول الأخرى في عدم موافقتها على عودة العلاقات الإيرانية المصرية هي مجرد ذرائع وليست موانع حقيقية بل وتعتبر تدخلا في الشئون السياسية للدولتين، وهل كانت إيران طوال تاريخها تمثل تهديدا لأمن الخليج؟ الجميع يعلم جيدا أن التقدم التسليحي لإيران هو دفاعي بحت، ومن أجل هدف حصري وهو ردع تهديدات أمريكا وإسرائيل، وبکل أمانة عودة العلاقات المصرية الإيرانية لا تمثل تهديدا إلا لإسرائيل فقط. ومما يدعو للتعجب أن الدول العربية الأخرى التي تقف في وجه عودة العلاقات كلها لديها سفارات في طهران، وتمتلك علاقات دبلوماسية كاملة مع إيران ولها معنا روابط تجارية واسعة جدا.

- ماذا تستطيع مصر أن تلعب من أدوار للتقريب بين السعودية وإيران؟
نحن نعلم جيدا أنه يوجد في السعودية جناح معتدل يرحب بالحوار والتعاون مع إيران، ولكن هذا الجناح ضعيف بالمقارنة مع التيار المتطرف في الحكومة، بعبارة أخرى نقول: إن هذا الجناح يحاول فقط الاحتفاظ بمكانته وليس لديه القدرة على مجابهة تيار الصقور المعادي لإيران داخل الحكم، وفي حال استطاعت مصر الحصول على استقلال قرارها السياسي في المجتمع الدولي، ومن ناحية أخرى استطاع التيار المعتدل داخل السعودية الوقوف في وجه التيار المقابل في هذه الحالة سوف تقترب السعودية من إيران، وسوف تستطيع مصر لعب دور الوسيط بين الطرفين، أما في حالة عدم حصول هذين الأمرين لا أعتقد أن وساطة ما ستكلل بالنجاح.

-    ما تقييمك للتقارب المصري الروسي وهل تعتقد أنه سيحمل تأثيرا على تقارب مصر وإيران؟
روسيا تتطلع إلى تأمين مصالحها الوطنية على الصعيد العالمي وكان لها دور إيجابي في الأحداث التي جرت في المنطقة خلال السنوات الأخيرة، فمواقفها في الأزمة السورية والمسألة النووية الإيرانية ومحادثات مجموعة 5+1 كلها جيدة وتستحق التقدير، ومن الطبيعي أن تواجه مصر محاولات أمريكية لإفساد التقارب المصري الروسي؛ لأن أمريكا تريد أن تظل مصر منطقة نفوذ لها ولا تقبل أن يقترب غريمها التاريخي - أعني روسيا - من مصر، وإذا استطاعت الدولة المصرية تبني إستراتيجية جديدة ومبتكرة في سياستها الخارجية سوف تستطيع الاستفادة جيدا من قدرات روسيا غريم أمريكا التقليدي في تحقيق مصالحها القومية، وسوف تغير وضع المنقطة على الساحة الدولية مما يؤثر إيجابيا في قضية عودة العلاقات بين إيران ومصر.

-    كيف ترى الدور المصري في الأزمة السورية ومدى قربه من الرؤية الإيرانية الداعية للحوار بين المعارضة والنظام؟
من الواضح أن الحكومة المصرية الجديدة أقامت علاقات مناسبة مع النظام السوري وهذه خطوة إيجابية، عكس ما فعلته الحكومة السابقة من غلق السفارة السورية وتحويلها إلى المعارضة أو تسهيل إرسال المقاتلين إلى سوريا، هذه خطوة إيجابية لكن لا أدري حجم تأثير الحكومة المصرية على المعارضة السورية ومدى تقبل التيارات المعارضة هذه الوساطة.

-    ما رأيكم في دعوة البعض بمصر لإقامة حسينيات شيعية وإقامة مراسم عزاء "في ضوء رفض بعض الشيعة المصريين وقبول بعضهم"؟
أولا ثورة الحسين حاضرة في وجدان الشعوب ولا يمكن أن ينسى التاريخ لا سيما محبي أهل البيت ماذا جرى في كربلاء الإباء على ريحانة الرسول وسيد شباب أهل الجنة. والبكاء على فلذة كبد نبينا محمد (ص) ليست بدعة خاصة بمذهب معين وإنّما سنة نبوية مبرهنة بأدلة وروايات صحيحة في المصادر الحديثية من الفرقتين، إضافة إلى أنّ عرض مظلومية أهل البيت عليهم السلام ليس جديدا على الشعب المصري بل هو جزء من الثقافة الشعبية الدينية المتجذرة في مصر، والشعب المصري تربى في ربوع أضرحة أهل البيت، ومودة القربى وآل الرسول عليه وعليهم السلام جزء من هويته، فهذا هو عبد الرحمن الشرقاوي - رحمه الله - يقدم على ساحة الفن المصري رائعته باسم الحسين ثائرًا وشهيدًا... كنا نتمنى أن يرى هذا الإبداع الفني النور في صورة عمل مسرحي وأن يبقى إنتاجًا فريدًا في تاريخ الفن المصري يعبّر عن عمق وجدان الشعب في إظهار الولاء لأهل بيت الرسول - عليهم السلام -، وكذلك الكاتب الفذ خالد محمد خالد الذي اشتهر بمؤلفاته السلسة والخفيفة على النفس في كتابه (أبناء الرسول في كربلاء) يسرد لنا قصة مظلومية أهل البيت وبطش النظام الأموي بهم، وكذلك عباس محمود العقاد؛ حيث يعرض في كتابه الشهير (الحسين أبو الشهداء) مأساة وما جرى في كربلاء، أما ما يتداول في الإعلام من فتح الحسينيات فأعتقد أن هناك تضخيما في الموضوع من جانب تيارات معادية لهم مذهبيا أو سياسيا، وأحب أن أوضح أن مدرسة أهل البيت تربي أتباعها على الأخلاق المحمدية الأصيلة، والشيعة ملتزمون بفتاوى مراجعهم وفقهائهم في تحريم سب الصحابة وأمهات المؤمنين وكل من يخالف ذلك فلا يمثل مدرسة أهل البيت، بل إن الوحدة الإسلامية هي مبدأ نابع من صميم تعاليم القرآن والسنة النبوية الشريفة وروايات أهل البيت.

- ماذا تقول فيما يسميه البعض محاولات إيران لتشييع المنطقة العربية؟
هذا حديث العجائز وتجار الفتنة الطائفية لكن هناك جهات معروفة تسترزق من مائدة الحرب بين المذاهب الإسلامية لتحقيق مصالحها السياسية والفئوية ويدعم التيارات التكفيرية أمنيا وعسكريا وفكريا ليفجروا أنفسهم بين الأبرياء ويهدموا صوامع وبيع ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرًا، هؤلاء الذين رجعوا إلى الجاهلية الأولى بتكفيرهم المسلمين الأبرياء الذي يصلون إلى قبلة الإسلام، على أساس اجتهادات خاطئة وأدلة ظنية لا ترتقي إلى إخراج أتباع نبينا محمد من الملة، يضربون رقاب المسلمين وينتهكون حرمة دماء وأعراض وأموال أهل القبلة، هؤلاء خطر على هوية الأمة الإسلامية ومستقبلها، هم يرتكبون المجازر ويتهمون إيران بالطائفية.
رأیکم