معهد "كارنغي": الحظر لا يمكن أن يرغم إيران على الجلوس الى طاولة المفاوضات

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۳۶۸
تأريخ النشر:  ۱۵:۵۲  - الثلاثاء  ۱۹  ‫فبرایر‬  ۲۰۱۳ 
شكك معهد كارنغي الاميركي بجدوى الحظر الغربي المفروض على الجمهورية الاسلامية الايرانية مؤكدا انه لن يرغم إيران على الجلوس الى طاولة المفاوضات.
وتساءل خبير في معهد "كارنغي" الاميركي عن أنه "هل أنّ الحظر المفروض على إيران بكلّ فقراته يعدّ كافياً لإرغامها على التفاوض؟"، حيث اجاب من خلال مقاله الذي نشره المعهد قائلا: "لحدّ الآن لم يحصل ذلك".

وكتب "موزيس نعيم" أحد كبار خبراء برنامج "كارنغي" الاقتصادي الدولي والكاتب في مجلة "إل بانيس" مقالاً تحت عنوان (يحيا الحظر)، جاء فيه: البلدان القوية تستخدم الحظر بغية إيجاد تغييرات سياسية أو حتّى على مستوى القيادة في سائر البلدان، ولكنّ هذا الحظر نادراً ما يكون ناجعاً.

وتابع الكاتب إنّ كلمة (الحظر) هي كلمة مشؤومة حيث تتضمن عقوبات يفرضها شخص نافذ- كالوالدين والمعلم والرئيس والقاضي - على شخص أقل قدرة منه، فيصبح الأخير مضطراً لأن يعمل وفق ما يراد منه.

وهذا الحظر في العلاقات الدولية أيضاً يعدّ أمراً مشؤوماً للغاية، إذ إنّ البلدان القوية تستخدمه لإجراء تغييرات سياسية في بعض البلدان أو حتّى أنّها تغير من خلاله قيادتها.

وكما نعلم فإنّ الحظر قلما يحقّق أهدافه وبدل أن يكون له تأثير سلبي على الحكام المستبدّين، فإنّ الشعوب هي التي تدفع ثمنه. فالحظر غير المبرر والمدمر الذي فرضته الولايات المتحدة على كوبا مدّة نصف قرن يعتبر مثالاً صريحاً على ذلك، وكذا هو الحال بالنسبة للحظر الذي فرض على جنوب أفريقيا في أواسط عقد الثمانينيات؛ إلا أنّهما لم يحقّقا أهدافهما المنشودة إلا بنسبة ضئيلة. ومن هذا المنطلق فالحظر مرفوض بسبب فقدانه الإنصاف ولكونه يؤدّي إلى إيجاد نزعة استعمارية.

ويستفسر الكاتب قائلاً: ما هو رأيكم حول تطبيق نوع جديد من الحظر المؤثر والهادف ضدّ قادة بعض البلدان الذين يريد المجتمع الدولي تغيير سلوكهم؟ على سبيل المثال، ألم يكن من الأجدر أن يطبّق هذا البرنامج على نظام صدام حسين للحيلولة دون وقوع حرب ضروس؟ أليس من الأفضل استبدال الحظر المفروض على إيران ببرنامج يجبر الحكومة الإيرانية على تحديد نطاق برنامجها النووي في نشاطات سلمية لاجتناب وقوع حرب لا نتيجة لها سوى نتائج سلبية؟ وهذا بالتأكيد أفضل.

وافاد الكاتب بان الحصار المفروض على إيران يتضمن عدّة فقرات، منها حظر تصدير النفط وحذف البنوك الإيرانية من النظام المصرفي العالمي وتجميد الأموال الإيرانية مما يعرقل علميات انتقال البضائع والمسافرين والاستثمار في هذا البلد. كما أنّ بعض فقراته تستهدف القادة الإيرانيين وذويهم الذين لديهم نشاطات تجارية في داخل البلاد وخارجها.

واشار الى ان الحظر أثر على طهران تأثيراً بالغاً، حيث تراجعت نسبة الصادرات النفطية إلى النصف والعملة فقدت قيمتها التداولية إلى حدّ كبير والتضخّم بلغ ذروته، فضلاً عن الركود الاقتصادي الذي تعاني منه البلاد. ولكن هل أنّ كلّ ذلك كافٍ لإرغام إيران على التفاوض؟ فقد صرّح قائد الثورة الإسلامية آية الله على الخامنئي قائلاً: أنا لست دبلوماسياً، أنا رجلٌ ثوريٌّ أتكلم بصراحة وبشكل مباشر... إنّ الشعب الإيراني لا يتفاوض تحت الضغوط، فالمفاوضات المباشرة لا تحلّ المشلكة.

وعلى رغم كل ذلك فانه من المحتمل أنّ نتائج الحظر لم تظهر بشكل كامل بعد، وبالتالي سوف يضطر الإيرانيون للجلوس على طاولة المفاوضات، على عكس الحرب التي ستجعل الحكومة الإيرانية قويةً، لأنّ الهجوم العسكري الأمريكي الإسرائيلي على المنشآت النووية سوف يؤدّي إلى تعبئة الشعب الإيراني لصالح حكومته، كما أنّ العالم الإسلامي سوف يشهد موجة واسعة لنصرة طهران، حتى أنّه سيحرك الشعوب التي لا تربط حكومتها بإيران صلات وثيقة.
رأیکم