هل انتصرت "أوبك" على ترامب في معركة أسعار النفط؟

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۳۸۶۱۰
تأريخ النشر:  ۱۵:۵۴  - الأربعاء  ۲۰  ‫مارس‬  ۲۰۱۹ 
في خطوة من شأنها بقاء اتفاقية خفض إنتاج النفط كما هي حتى حزيران/ يونيو القادم على الأقل، أعلنت منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" ومنتجي الخام من خارجها إلغاء الاجتماع المخطط إقامته في نيسان/ أبريل المقبل.

هل انتصرت طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء - وحثت أوبك كافة الدولة الأعضاء على الالتزام بمستويات تعديل الإنتاج بمقتضى قرار الاجتماع رقم 175 في 6 كانون الأول/ ديسمبر الماضي والاجتماع الوزاري للمنتجين من غير الأعضاء بالمنظمة في اليوم التالي.

وبدأت أوبك في كانون الثاني/ يناير الماضي جولة ثانية من تخفيض مستويات إنتاج النفط بمقدار 1.2 مليون برميل يومياً لمدة 6 أشهر، بعد أن بدأت هذه الاتفاقية بشأن خفض الإمدادات في يناير 2017.

وصعدت العقود الآجلة لأسعار النفط الخام في التعاملات الصباحية، اليوم الأربعاء، وسط توقعات منظمة "أوبك" بتراجع المعروض العالمي بفضل اتفاق خفض الإنتاج.

وبحلول الساعة (07:24 تغ)، ارتفعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت تسليم مايو/ أيار بنسبة 0.27 بالمائة أو 18 سنتا إلى 67.80 دولار للبرميل. بينما صعدت العقود الآجلة للخام الأمريكي نايمكس تسليم أبريل/ نيسان بنسبة 0.05 بالمائة أو 3 سنتات إلى 59.33 دولار للبرميل.

 

فشل تهديدات ترامب

وقال خبير النفط العالمي الدكتور ممدوح سلامة، إن منظمة أوبك ألغت الاجتماع المقرر لأن اللجنة المسؤولة عن دراسة تأثير اتفاق خفض الإنتاج على أسعار النفط قررت أن الوقت قصير جدا لبدء مفعول خفض الإنتاج الذي لم يمضي ثلاثة أشهر على تطبيقه.

وأضاف في تصريحات لـ "عربي21": "صحيح أن الاتفاق قد بدأ يعطي ثماره، لكنهم يحتاجون إلى ثلاثة أشهر أخرى لمعرفة تأثير خفض الإنتاج على الأسعار، ومن المتوقع أن يتخذوا قرارا في حزيران/ يونيو المقبل بشأن اتفاق خفض الإنتاج سواء بإيقاف العمل به أو تمديده".

وأشار سلامة إلى أن السعودية، التي تتصدر الدول المنتجة للنفط من أعضاء أوبك تسعى بشكل كبير إلى العمل على امتصاص التخمة الموجودة في السوق كلية خلال الربع الثاني من هذا العام، مستطردا: "إذا شعروا أن اتفاق خفض الإنتاج لم يحقق الهدف المرجو منه وهو ارتفاع الأسعار وإزالة التخمة من السوق فقد يضطرون إلى تمديد هذا الاتفاق في حزيران/ يونيو المقبل.. والعكس صحيح".

وفيما يتعلق بتهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتكررة لمنظمة أوبك وحثها على خفض أسعار النفط، قال سلامة، إن "تهديدات ترامب أصبحت لا تعني شيئا، ولم تنجح في خفض الأسعار"، لافتا إلى أن منظمة أوبك لديها القوة النارية القادرة على إيذاء الولايات المتحدة سواء عن طريق خفض الإنتاج بحيث ترتفع الأسعار وترتفع بالتبعية أسعار الوقود في الولايات المتحدة، أو عن طريق اتخاذ قرار بتسعير البترول باليوان الصيني بدلا من الدولار وهو ما قد يؤثر بشكل كبير -إذا حدث- على المركز المالي للولايات المتحدة".

وأوضح، أن "السعودية ترى أنها أخطأت باستجابتها للضغط الأمريكي، وخفض إنتاجها إلى أكثر من 400 ألف برميل في حزيران/يونيو من العام الماضي، ما أدى إلى انخفاض أسعار النفط بما يزيد عن 40 بالمئة، من 87 دولار في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي إلى 50 دولار في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، ومن المتوقع ألا تكرر السعودية هذا الخطأ مرة ثانية".

وأردف: "لهذا السبب الرئيس الأمريكي، الذي يريد أسعار الوقود في الولايات المتحدة منخفضة من أجل إعادة انتخابه بعد عامين يبذل كل جهد لخفض الأسعار، وليس أمامه سوى إنزال كمية من النفط الأمريكي المخزن، أو إيقاف تصدير بعض الكميات من النفط بالغ الخفة".

 

5 عوامل ترجح ارتفاع الأسعار

وأكد خبير النفط العالمي، خلال حديثه لـ "عربي21"، وجود 5 عوامل ترجح بقاء أسعار النفط في الاتجاه الصاعد، وقد تتجاوز حاجز الـ 80 دولارا للبرميل الواحد قبل نهاية هذا العام، على خلفية تحسن أساسيات سوق النفط، وتتمثل هذه العوامل في التالي:

- توقعات ارتفاع معدلات نمو الاقتصاد العالمي هذا العام بين 3.5 و 3.6 بالمئة.

- وجود تزايد ضخم في الطلب العالمي على النفط هذا مقارنة بالعام الماضي، ومن المتوقع أن يزداد الاستهلاك العالمي 1.5 مليون برميل يوميا.

- ارتفاع كبير في واردات الصين من النفط، حيث ارتفعت في كانون الثاني/يناير وشباط/ فبراير إلى 10.5 مليون برميل في اليوم، وسط توقعات بأن تصل إلى 11 مليون برميل في اليوم، خلال الفترة المقبلة.

- هناك دلائل مشجعة على أن الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية في طريقها إلى الانفراج.

- أثير العقوبات الأمريكية على إيران لم تعط ثمارها، ولم تخسر إيران برميلا واحدا من صادراتها، وكذلك الحال بالنسبة للعقوبات الأمريكية على فنزويلا، حيث أن توقف الولايات المتحدة عن استيراد ما يقرب من 500 ألف برميل يوميا من فنزويلا لم يؤثر من قريب أو بعيد على سوق النفط، لأن فنزويلا ستبيع هذه الكميات إلى الهند أو الصين أو حتى روسيا، كما أن أسواق العالم وضعت في اعتبارها على مدار العامين الماضيين أن فنزويلا تعاني من انخفاض الإنتاج.

 

الأسواق مشبعة

ومن ناحيته، قال الخبير في شؤون النفط والطاقة نهاد إسماعيل، إنه على الرغم من أن أسواق النفط لا تزال مشبعة، إلا أن الأسعار تتجه نحو الصعود، لافتا إلى أن "أوبك حاليا في موقف صعب فهي لا تريد أن يستمر اتفاق خفض الإنتاج طويلا خشية الغضب الأمريكي، وفي نفس الوقت لا تريد زيادة الإنتاج حتى لا تنخفض الأسعار".

وقال إسماعيل في تصريحات لـ"عربي21": "لا حاجة لأوبك الآن بأخذ قرار مبكر في إعادة النظر في السياسة الإنتاجية لسببين، الأول هو أن الأسعار تتعافى، والثاني هو عدم استفزاز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب".

وتابع: "أوبك تريد أسعار بحدود 70 إلى 80 دولارا للبرميل الواحد، والسعودية تحتاج إلى أسعار فوق 80 دولارا للبرميل لتغطية العجز في الميزانية وتمويل حرب اليمن، ولكنها في حيرة بين تخفيض الإنتاج وإثارة الغضب الأمريكي، أو رفع الإنتاج الذي سيؤدي إلى انهيار الأسعار".

وأوضح إسماعيل أنه "على المدى البعيد سيرتفع الإنتاج الأمريكي البالغ 12 مليون برميل يوميا إلى 20 مليون خلال 5 سنوات" مؤكدا أن هذا الارتفاع "سينسف كل المعادلات وكل خطط أوبك وهنا يكمن الخطر الحقيقي".

وأشار إلى أن صناعة النفط تحتاج إلى استثمارات بحدود 5 ترليون دولار في العشر سنوات المقبلة، متسائلا: "من أين ستأتي الأموال إذا كانت الأسعار منخفضة بحدود 50 دولار للبرميل أو اقل؟". وأردف: "لذا من مصلحة العالم أن تكون الأسعار فوق 60 دولارا للبرميل".

واستطرد: "ما دامت أوبك تتمسك بسياسة التخفيض، وما دامت العقوبات سارية على إيران وفنزويلا ستبقى الأسعار في أواخر الستينات وقد تتجاوز السبعينات قريبا".

 

انتهی/

رأیکم