شريعتي بذل جهودا لايجاد حوار بين العالم الحديث والتقليدي

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۴۴۲۹۱
تأريخ النشر:  ۱۵:۱۱  - السَّبْت  ۲۲  ‫یونیه‬  ۲۰۱۹ 
اشار استاذ جامعة طهران والكاتب " بيجن عبدالكريمي" الى اهمية التعرف على افكار الدكتور على شريعتي وقال ان اهم ما ميز افكاره هو ايجاد حوار بين العالم الحديث والعالم التقليدي فهو لايريد تفوق العالم الحديث على التقليدي ولا التقليدي على الحديث بل حالة من التوازن بينهما.

شريعتي بذل جهودا لايجاد حوار بين العالم الحديث والتقليديطهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء- على شريعتي هو من الاسماء اللامعة في مجالات الفكر والاجتماع و التاريخ و التاليف والخطابة و شخصية كان لها التاثير الكبير في الحياة الفردية و الفكر المعاصر في ايران.

فكان الدكتور علي شريعتي ( 1933-1977) خبيرا في التاريخ والعالم الاسلامي فهو خريج علم الاجتماع ويعرف الادب الفارسي والعربي جيدا وله قلما مبدعا فكان عاشقا للتعلم والتعليم ويشهد له بذلك جميع من عاصروه واطلعوا على مؤلفاته وخطاباته.

وبمناسبة الذكرى الاربعين لرحيل الدكتور علي شريعتي تحدث الاستاذ في جامعة طهران الدكتور بيجن عبد الكريم في حوار مع مراسل ارنا الثقافي عن ضرورة الاهتمام بافكار شريعتي وقال ان سبب انقياد الشباب خلف افكار شريعتي هو لانه كان انسانا منفتحا على الجميع وكان يسعى لربط العالم الحديث بالعالم التقليدي فكريا .

تأثر شريعتي منذ نعومة أظافره وخلال مراحل التعليم، بالأفكار الاسلامية العميقة، حيث كان معارضا لأي ظلم أو استبداد في العالم، مستلهما هذا النهج من التعاليم الاسلامية، واتخذ شريعتي خطوات مجدية من أجل شرح التعاليم الاسلامية للوصول إلى مجتمع مسالم ويتمتع بحرية.

واعتبر شريعتي الدين الاسلامي بأنه الطريق الوحيد للتحرر وتكمن فيه سعادة الدنيا والآخرة، معتقدا أن المكاتب الاشتراكية والرأسمالية والليبرالية تحذو على الطريق الخطأ.

وسعى الدكتور شريعتي إلى تقديم الاسلام بأنه أيديولوجية شاملة وثورية وإظهار تفوقه على الأيديولوجيات الغربية الحديثة مثل الماركسية والليبرالية.

وكان يعتقد أن جميع المثل والطموحات الانسانية المعاصرة تستلهم من التراث الاسلامي الثري وأن الاسلام تطرّق إلى القيم والتطلعات الانسانية أكثر من كل الايديولوجيات والمكاتب الغربية، وكان يأمل من خلال هذه الطريقة إلى جلب التفات المفكرين والشباب الايراني إلى هذا التراث الثري الاسلامي ومنعهم من التقليد العشوائي لمعيشة الغربيين.

واشار استاذ الفلسفة الى اسئلة  شريعتي المهمة بالنسبة للتاريخ التقليدي و العقلانية الحديثة واضاف ان هذه الاسلئة هي من الاسئلة المهمة بالنسبة للمجتمع والتي لازالت تطرح ولكننا لم نستطع الوصول الى اجوبة لها مبينا ان شريعتى ساعدنا في التعرف على الافكار التاريخية التقليدية والعقلانية الحديثة والعلاقة بينهما فهو واجه العقلانية الحديثة وفي هذا الشأن لم ينصاع الى منطق الامبريالية الشرقية والغربية.

ويضيف الدكتور عبد الكريمي ان افكار شريعتي كانت سابقة لعصره وان القول ان افكاره ذهبت مع التاريخ  يتنافى مع الواقع لان  افكاره جمعت بين الماضي والحاضر والمستقبل.

كثيرًا ما كان يقول شريعتي بحرقة "كلّ مصائبنا حدثت من أنّ جيلنا القديم ابتُلي بالتحجّر وابتُلي جيلنا الجديد بالعبث والخواء"، أي لا إلى دين ولا إلى إلحاد، فهو جيلٌ دون اتجاه، دون أيديولوجيا ودون مبدأ عقائدي ودون شخصية ودون تعصب ودون هدف، لا شيء بالمرّة، ، وكان يقول إن الدين التبريري والدين التخديري والدين الرجعي والدين الذي لا يهتم بأمور الناس هو الذي حكم المجتمعات البشرية عبر التاريخ.

إذًا لابدّ أن تصدّق الذين قالوا أنّ الدين هو وليد المخاوف والإقطاع وأنه تخديري ورجعي لأنهم استنبطوا ذلك من التاريخ، غير أنّهم لم يعرفوا الدين حقّ معرفته لأنهم لم يكونوا متخصّصين بمعرفة الدين، بل كان حقل تخصّصهم التاريخ، وكلّ من يراجع التاريخ يرى هذه الحقيقة متجلّية في الأديان جميعًا، سواء تلك التي حكمت باسم دين التوحيد أو تلك التي حكمت بصراحة باسم دين الشرك.

الدكتور شريعتي جاء في اللحظة الكونية الإلهية المناسبة، وفِكر الدكتور شريعتي جاء فكرًا نهضويًا نضاليًا ثوريًا فلسفيًا دينيًا، والأهمّ من كلّ ذلك إنسانيًا، فالهمّ للإنسان والغاية الإنسانية كانت في الحقيقة الفصل المشترك والقاسم المشترك في كلّ منظومة فكر شريعتي. شريعتي لم يكن يشبه أحدًا شبهًا كبيرًا ولا يشبهه أحدٌ من المفكّرين القدماء والجدد، له مشروعه الإنساني الحضاري الذي في أقل التقدير في مدى استقرائه للمفكرين ومشاريعهم، لا يشبهه المفكرون الآخرون.

المشكلة الكبرى هي أنّ شريعتي قرئ فكره وقرئت أطروحته قراءات اجتزائية اختزالية. العلمانيون أعجبوا بشريعتي مع أنّ شريعتي لم يكن علمانيًا، شريعتي كان يدعو إلى أنسنة وأسلمة الفكر السياسي أيضًا، لكن برؤية مختلفة تمامًا عن الرؤية الفقهائية. إذًا لم يكن وليس مشروع شريعتي في صالح سلّة ورصيد الفكر العلماني.

كان فقيهًا في الكلام وفقيهًا في فلسفة الدين. كان في الحقيقة هو فيلسوف الدين ينظر إلى الدين كحقيقة إلهية توحيدية كونية، له مقاصد على خلاف القراءات الدينية التي كانت تقتل المقاصد، كلّ مذهب بطريقته. لذلك بإمكاننا أن نعتبر الشريعتي هو الحدث الأهم في القرنين الماضيين على صعيد العلاقة بين الفكر والأيديولوجيا والإنسان والدين.

انتهى/

رأیکم