السيد نصر الله: المقاومة تطورت كما ونوعا والعدو اليوم يخشاها اكثر من اي وقت مضى

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۴۵۶۲۴
تأريخ النشر:  ۰۰:۰۰  - السَّبْت  ۱۳  ‫یولیو‬  ۲۰۱۹ 
قال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله إن المعادلات التي تحققت وأنجزت في حرب تموز 2006 ما زالت قائمة وتم تثبيتها. وتابع “لبنان منذ العام 2006 في مأمن وهناك أمن في الجنوب على الحدود وعلى مستوى كل لبنان، لا احد اعطى لبنان هذا الامن انما هو حققه بدماء شهدائه”.

طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء- ولفت السيد نصر الله في مقابلة له على شاشة قناة المنار بمناسبة الذكرى الـ13 لعدوان تموز 2006 مساء الجمعة الى ان “الردع القائم هو بين قوة شعبية ودولة تعتبر نفسها قوة عظمى في المنطقة وهذه المعادلة يعترف بها العدو بقادته ومسؤوليه واعلامييه”، واضاف “بحمد الله ان المقاومة اليوم اقوى من اي زمن مضى”.

واوضح السيد نصر الله انه “خلال 13 عاما المقاومة تطورت كما ونوعا وهذا ما يسلم به الاسرائيلي ويتحدث به، النمو في القدرة البشرية كان كبيرا جدا فالاعداد تضاعفت بشكل مضاعف وايضا البناء من خلال الميدان لا سيما ما حصل في سوريا، بالاضافة الى القوة الهجومية على مستوى المشاة(القوة البرية) مسلحة على مستوى عال ولديها التجربة والخبرة وتراكم التجربة، بالاضافة الى تطور القوة والقدرة الصاروخية نوعا وكما لاسيما الصواريخ الدقيقة والمسيرات من الطائرات، وايضا في بقية المجالات هناك تطور على الصعيد المعلوماتي وغيرها من الاسلحة بالاضافة الى اننا نريد ان نترك ونخبئ شيئا للعدو”، واكد ان “العدو اليوم يخشى المقاومة اكثر من اي وقت مضى”، وتابع “قد يكون لدينا او لا صواريخ لاسقاط الطائرات، هذه من المساحات الغموض البناء بمواجهة العدو”.

وقال السيد نصر الله إن “كل ما اقدم عليه الاسرائيلي بعد حرب تموز لترميم الثقة فشل”، وتابع “العدو حصل على اسلحة متطورة من الاميركي واقام الكثير من المناورات وهو لديه كان خلال عدوان تموز الكثير من الامكانات ومع ذلك وصل الى ما وصل اليه”، واضاف “اليوم انصح الاسرائيلي ان لا يعيد ادبيات انه سيرجع لبنان الى العصر الحجري، لان فيه استخفاف بلبنان”، واوضح “لنطرح الى اين يمكن ان نعيد او نوصل اسرائيل ومستوطنيه”، وذكر بما سبق ان قاله في العام 2000 في بنت جبيل ان “اسرائيل اوهن من بيت العنكبوت”، وأكد ان “اليوم لديه قناعة اكثر انها اوهن من بيت العنكبوت”.

ولفت السيد نصر الله إلى ان “المقاومة قادرة ان تطال كل المساحة الجغرافية في فلسطين المحتلة، شمال فلسطين تحت مرمى نيراننا لاي فترة زمنية يريدونها”، وتابع “بخصوص الخط الساحلي في الكيان الغاصب من نتانيا الى اشدود(60 الى 70 كلم بعمق 20 كلم) جزء كبير من المستوطنين موجود بهذه المنطقة وفيه الكثير من الاهداف ككل مراكز الدولة الاساسية، وزارة الحرب، مؤسسات اخرى، مطار بن غوريون، مطارات داخلية، تجمعات صناعية وتجارية، بورصة اسرائيل، محطات انتاج وتححويل رئيسية للكهرباء، محطات للمياه والنفط وغيرها من المراكز”، واوضح “نوع من الصواريخ يتكفل بالشمال وبعض الصواريخ الى اماكن اخرى”، وسأل “هل يستطيع الكيان ان يصمد؟”، وتابع “هنا يمكن ان نشاهد العصر الحجري”، وذكر بما سبق ان تحدث عنه من “قدرة المقاومة على استهداف حاويات الامونيا”، وتابع “هنا لا اتحدث عن حرب برية ودخول الى حيفا وشمال فلسطين المحتلة”، واكد ان “هذا الكيان مردوع من الذهاب الى حرب وهو يمتنع من القيام بغارة على لبنان، هو خائف من المقاومة في لبنان وانا ليس لديّ الكلمة المناسبة للتعبير عن المشهد والدمار الهائل هو الحد الادنى للتعبير”.

وقال السيد نصر الله إن “هناك الكثير من السيناريوهات الموضوعة الجاهزة للتنفيذ في اي حرب قد تقع”، وتابع “انا استبعد قيام العدو ابتداء بالحرب نتيجة ردع المقاومة، لان العدو يدرك ان النصر السريع لن يتحقق وهو يعرف ما يمكن ان يحل بهم في اي حرب التي ستضع اسرائيل على خط الزوال”، واضاف “حزب الله لم يكن في يوم من الايام مرتبط بشخص، دماء الشهداء تعطي دفعات كبيرة لهذه المسيرة كدماء السيد عباس الموسوي والحاج عماد مغنية والسيد ذوالفقار، فالمقاومة هي مؤسسة حيث هناك قيادات ومسؤولين وانا واحد منهم، لكن لكل شخص تأثيره الخاص لذلك ان رهان العدو على اغتيالي لا يمكن ان يصنع نصرا من خلاله بل ان الدماء عندنا تعطي الاندفاعة لكل المجاهدين وواجبنا ان لا نقدم صيدا سهلا لعدونا”، وشدد على “يقينه بتحقيق النصر على العدو في اي حرب مقبلة وعلى كل الصعد، ونحضر كل اسباب النجاح خاصة اننا لا نقاتل من اجل الدنيا والسلطة بل نقوم بهذا كله في سبيل الله ورضاه”.

وأشار السيد نصر الله الى انه “بحسب المنطق والزمن وليس بعلم الغيب لدينا فرصة كي أصلي في القدس، سابقا لم يكن لدينا عرب وانما كان هناك انظمة عربية متخاذلة بالاضافة الى الدعم الاميركي هذه العناصر تعطي القوة لاسرائيل وليس قوتها الذاتية، لذلك سبق ان طلبنا من العرب ان لا يتأمروا على فلسطين والمقاومة ويتركونا فقط كي نواجه العدو”، واكد ان “كيان العدو غير قابل للبقاء”.

ولفت السيد نصر الله الى “اهمية دور الاعلام في كل شيء ولا سيما في الحروب وفي صنع النتائج وليس فقط في نقل الاحداث”، وتابع ان “الاعلام المقاومة تأثيره عال بسبب الاخلاص من قبل العاملين فيه وبسبب المصداقية، ولذلك تم استهداف قناة المنار واذاعة النور والمهم ان هذا الاعلام يجب ان يستمر”.

وحول “صفقة القرن”، رأى السيد نصر الله ان “هذه الصفقة ستفشل لان عوامل نجاحها غير متوافرة واهم هذه العناصر هو موضوع القدس على اهمية الملفات الاخرى، قد تجد(في اسوأ الاحتمالات) بعض الفلسطينيين او العرب او المسلمين من يجد حلا غير مناسبا للاجئين او السيادة او حتى احياء القدس الشرقية، لكن مسألة القدس والمسجد الاقصى لا احد يقدر ان يقبل بذلك، وهذه نقطة ضعف اساسية في هذه الصفقة”، ولفت الى ان “الاستكبار الاميركي هو الذي انهى صفقة القرن واطلق رصاصة الرحمة عليها وكل المحالات التي تجري اليوم هي لانعاشها”، وتابع “من العوامل الاساسية لانتهاء صفقة القرن الموقف الفلسطيني الموحد وصمود ايران وهي الداعم شبه الوحيد(في العسكر والدعم اللوجستي) والانتصار في سوريا وفشل المشروع الاميركي الاسرائيلي هناك والانتصار في العراق، بالاضافة الى الصمود والانتصار في اليمن، قوة محور المقاومة وعدم وجود دولة عربية قوية ان تحمل صفقة القرن”، وسأل “من يجرؤ من الملوك والحكام العرب ان يخرج في العلن ليحمل صفقة القرن؟ اي انه لا يوجد رافعة عربية وان كانوا تحت الطاولة يتآمرون على فلسطين”.

ولفت السيد نصر الله الى ان “بعض الدول العربية كالاردن قلقلة من صفقة القرن بالاضافة الى الارتباك الاسرائيلي وكل هذه وقائع موجودة ولذلك هذه الصفقة لا افق لها”، وتابع “هناك كلام منقول عن كوشنير الذي قال ان مؤتمر البحرين فشل”، واشار الى ان “موقف السلطة الفلسطيني ضد ضفقة القرن ليس مفاجئا رغم تعرضه للضغوط الهائلة كما كل الفصائل الفلسطينية، وسوف يتعرضون ايضا الى ان ييأس الاميركي بفشل هذه الصفقة”، واضاف ان “موضوع التوطين لا تتعلق بارادة ترامب ولا كوشنير ولا اميركا وانما يرتبط بارادة الدولة المضيف وبارادة الفلسطينيين انفسهم”، واوضح انه “في لبنان الفلسطينيين يرفضون التوطين وايضا الارادة اللبنانية الجامعة ضد التوطين، كل ذلك يعني ان التوطين لن يمر مع العلم انه لا يجب ان تستمر اوضاع اللاجئين الفلسطينيين المأساوية على نفس الطريقة”، وتابع “هذا الامر ينسحب الى الدول الاخرى”، ورأى ان “الاميركي سيحاول الضغط على لبنان من باب الديون التي ترهق كاهل الدولة ولكن هذا الامر مقدور عليه لان هناك اجماع لبنان على رفض التوطين من اقصى اليمين الى اقصى الشمال الى الوسط خاصة اذا لم يتم اللعب بهذه الارادة اللبنانية من باب التوهين والتخويف”، واكد انه “كما واجهنا بارادة جامعة في لبنان عدوان تموز يمكننا ان نواجه التوطين”.

وحول مسألة ترسيم الحدود في البر والبحر مع فلسطين المحتلة، قال السيد نصر الله إن “الاسرائيلي لا يريد ان تكون الامم المتحدة هي الراعي لمسألة المفاوضات حول النفط وترسيم الحدود، بل العدو يريد ان يكون الاميركي هو الراعي”، وتابع “لذلك لبنان يصر على ان تكون الامم المتحدة هي الراعي”، واضاف ان “بعض الخبراء لفتوا الى ان تعبير ترسيم الحدود البرية هو خاطئ لان الحدود البرية مرسمة مسبقا ويبقى ترسيم الحدود في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وهذا مع سوريا”، واوضح “يمكن ان يكون هناك كشف تقني للحدود بل ان العدو يحاول خداع اللبنانيين لتبادل اراضي معينة في هذه المنطقة او تلك، هذا غير الموضوع المبدئي”، وأوضح “في البحر لا يوجد ترسيم والرئيس نبيه بري يصر على تلازم بين البر والبحر وهذا له سبب طبيعي بأن ترسيم البحر يبدأ من البر، فإذا كنا مختلفين على هذه النقطة في الناقورة كيف سنتفق على ترسيم البحر؟”، وتابع ان “اي خلاف في تحديد النقطة بالناقورة ستنعكس على البحر”، ونبه من ان “الاسرائيلي يصر على التهميش المعيب للامم المتحدة ويصر على فصل مسارات الترسيم ولذلك القرار عند الدولة اللبنانية”.

وأكد السيد نصر الله ان “لبنان قادر على الاستفادة من ثروته النفطية، هناك حرب ارادات وعندما يقول لبنان ان هذه ارضنا او بحرنا لن يجرؤ العدو على الدخول لان لبنان قوي في هذه المعادلة، ولذلك يمكن البدء بآلية التلزيم”، وتابع “البعض يقول ان الشركات سترفض العمل في هذه المنطقة التي يدعي لبنان انها له، وانا اتعهد ان آتي بشركة لتتلزم هذا الامر وليس شرطا ان تكون ايرانية”، وشدد على ان “الاسرائيلي مردوع وهناك من يراهن على هذا الامر وسيأتي ليعمل في مجال النفط في لبنان”، واوضح ان “الرئيس بري صاحب القضية في هذا الموضوع ولا يحتاج تفويض من حزب الله او غيره”.

وبخصوص الملف السوري، أكد السيد نصر الله ان “ما جرى هناك هو انتصار لسوريا وكل محور المقاومة بمقابل الفشل للمحور الآخر”، ولفت الى ان “الدولة السورية تتعافى وهناك بعض الملفات العالقة كشرق الفرات وادلب والحل السياسي وكل يعمل على معالجته بحسب طبيعته وظروفه وانا لا اعتقد ان هناك عودة الى الوراء في سوريا”، وتابع “نحن لا نتبلغ من الروس بل نتعاطى معهم كأصدقاء، فروسيا ليست جزءا من محور المقاومة، بل نحن ننسق مع القيادة السورية وقادة الجبهات هناك، وبالتالي لم يقولوا لنا شيئا في هذا الاطار”، واضاف ان “نحن عندما ذهبنا الى سوريا رفعنا شعار سنكون حيث يجب ان نكون، وهذا الامر تحدده القيادة السورية التي تقدر اننا يمكننا المساعدة هنا او هناك وانا احترم قراره واستجيب لقراره”، وأشار الى ان “الوضع في سوريا اليوم الجيش استعاد عافيته بشكل كبير وهو وجد انه اليوم ليس بحاجة الينا ، نحن متواجدون في كل الاماكن التي كنا فيها ما زلنا فيها ولكن لا داعي للتواجد هناك باعداد كبيرة طالما لا ضرورات عملية لذلك”.


المصدر: موقع المنار

رأیکم