وهابيون من المغرب يجمعون البيعة للخليفة الداعشي ويهنئونه بعيد الفطر

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۵۰۰۶
تأريخ النشر:  ۰۸:۳۷  - الجُمُعَة  ۰۱  ‫أغسطس‬  ۲۰۱۴ 
وكالة (نادي المراسلين) العالمية للأنباء :
أفادت مصادر مطلعة أنه تم انتداب متطرفين مغاربة مقيمين بكل من تطوان، وطنجة، والدارالبيضاء، من طرف "داعش" لأخد البيعة من المغاربة المرشحين للانتقال إلى ما يسمونها "أرض الجهاد"، وتبليغ التهاني بمناسبة العيد لمن سموه "خليفة المسلمين".
وفقا لما اوردته وكالة (نادي المراسلين) العالمية للأنباء أعداد المبايعين المغاربة للبغدادي يتكفل بها مجموعة من الأشخاص، منهم شخصان يتحدران من مدينة تطوان، فيما يتكلف بائع متجول بطنجة بجمع البيعة للبغدادي في بني مكادة بمدينة طنجة،أمّا الشخص المتحدر من الدارالبيضاء فهو معتقل سابق على خلفية أحداث 16 ماي 2003، و يتكلّف بجمع البيعة في محور القنيطرة الرباط وسلا والدارالبيضاء وسطات.

وحذرت تقارير استخباراتية من التقارب الذي بدأ يجمع بين قيادات التنظيمات الجهادية بالمغرب العربي، وتحديدا القيادات التي أعلنت ولاءها للبغدادي في العراق، حيث اعتبر توماس ساندرسون، الخبير الأمني في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، من اتساع نفوذ »داعش« الذي يهدد دول شمال إفريقيا.

وأضاف الخبير أن هذا التنظيم الإرهابي يحاول تجنيد مقاتلين في أكثر من بلد في جميع أنحاء العالم، موضحا أن التهديد يمس بالدرجة الأولى الجزائر وتونس وليبيا والمغرب ودول الساحل الصحراوي.

والسوال الآهم : من هم وكيف يفكرون وماذا سيفعلون عند العودة الي بلدان الانطلاق؟

1500 مغربي في الجبهات الأمامية

قبل مغادرته المغرب لمحاربة بشار الأسد، كان أبو حمزة يعمل طباخا للسمك في أحد المطاعم. يرجع أول سفر له إلى إحدى أراضي الجهاد إلى سنة 2007، حين حاول الالتحاق بالعراق، إلا أنه تم إيقافه في الحدود السورية وإرجاعه إلى المغرب حيث اقتيد إلى السجن مباشرة.

أبو حمزة، المقاتل المغربي في صفوف »داعش« بعد قضائه أربع سنوات خلف القضبان، استرد حريته سنة 2011، لينطلق بعد ذلك بستة أشهر باتجاه سوريا. لم يرحل أبو حمزة، ابن السادسة والأربعين، لوحده، بل رفقة زوجته وأبنائه الأربعة، الذين يقاتلون إلى جانبه اليوم في صفوف » داعش »، ولو أن بعضهم لم يتجاوز سن المراهقة بعد. يعتقد أبو حمزة أن الجهاد ينطبق على الأسرة ككل:

»عدت إلى سوريا يوم 25 فبراير 2013 . وددت أن أخوض هذه التجربة رفقة أفراد أسرتي تحت لواء » داعش »، للمشاركة في بنائها وحتى يكون الإسلام هو دربنا. لقد رافقني أبنائي دون أدنى مشكل، لأنهم مقتنعون بذلك. لم يكونوا يعملون، لأنهم كانوا يتابعون دراستهم. التحقت بنا أمهم. وها نحن هنا في أحسن حال«.

يقاتل أبو حمزة منذ أزيد من سنة في منطقة لانطاكية، إلا أنه يستريح حاليا بعيدا عن الجبهة، في تركيا، حيث تخضع زوجته المريضة للعلاج. إلا أن رب الأسرة هذا، فضل الرحيل إلى تركيا لكي يظل بعيدا عن الاصطدامات القاتلة بين الفصائل الجهادية. وحسب أبو حمزة، فإن المغاربة يواصلون الالتحاق بسوريا، إلا أن عددا منهم يعودون إلى المغرب بسبب هذه المعارك الطائفية. فهو نفسه، التحق بسوريا لأجل إقامة خلافة إسلامية بها، إلا أن الانقسامات بين »داعش« والفصائل الأخرى ثنته عن العودة إليها.

قررت عدم المشاركة في تلك المعارك في انتظار أن تصبح الأوضاع واضحة أكثر. رغم المشاكل التي تتكاثر ورغم الاختلاف، يتواصل التحاق المغاربة بسوريا، وأنا نفسي لا أزال مقتنعا بذلك. من المؤكد أننا نتلقى الهزائم يوما عن يوم، إلا أن الله العلي القدير يختار رجالا للدفاع عن الشريعة وعن الدين. رغم المعارك الطائفية وكل ما يجري اليوم، فذلك أمر يقين بالنسبة لي. إنه واجبنا ومن المؤكد أننا سنحرر سوريا. أما اليوم، وبسبب هذه المعركة الطائفية والاختلافات بين الفصائل، فإن الكثيرين من المغاربة يفضلون طريق العودة إلى المغرب. أما أنا، فليس ذلك خياري على الإطلاق، لأنني أعرف ما يجري بالمغرب. هناك ظلم كثير. إننا الآن في انتظار أمر الرب، ومن المرجح أنه سيكون الاتجاه إلى أرض أخرى للجهاد. لن أتخذ قراري بعد، إلا أن تلك الأرض لن تكون سوريا، بل بلدا آخر ».

ابو حمزة عضو من بين الاف آخرين، فقد كَشف معهد كارنيجي إندومنت للسلام العالمي , أن عدد المقاتلين المغاربة المتواجدين في ساحات القتال بالأراضي السورية يُقارب 1500 مقاتل،نصفهم تقريباً يشكل جزءا من مجموعة " حركة الشام في البلاد الإسلامية ".

وبحسب مقابلات أجراها المعهد المذكور, فإن معظم المقاتلين المغاربة يتبوّؤون مواقع جهادية دنيا،حيث أغلبهم يقاتلون في صفوف المشاة،فيما يبقى العديد من الشباب نشيطين على مواقع التواصل الاجتماعي, يُشجّعون أصدقاءهم في المغرب للإنضمام إليهم.

وكانت عدد من المواقع الاعلامية، نشرت مضمون التقرير، ولا توجد احصائية رسمية، عن عدد المغاربة في سوريا لاجل " الجهاد" لكن هناك تقارير عن عشرات القتلى, سواء الذين تعلن عنهم الحركات التي جندتهم او بعض اجهزة المخابرات الدولية المعنية بتتبع الوضع السوري وكذلك تقارير اعلامية من الداخل السوري ، كما تعلن الدولة السورية في عدد من المرات عن سقوط اجانب، وتشير لجنسياتهم.

وفي الموضوع المرتبط بالمغاربة المتجهين الى سوريا دائما,تناقلت مواقع جهادية عربية صورة لمغربي ينحدر من مدينة طنجة انتقل إلى سوريا رفقة أبنائه الخمسة أصغرهم يبلغ من العمر 13 عاما من اجل المشاركة في ما أسموه "أعمال الجهاد" ضد النظام السوري.

وتحول الإبن الأصغر لأحمد الشعرة واسمه أسامة الشعرة إلى أشهر من نار على علم بين المقاتلين الأجانب في سوريا, حيث يوصف ب"أصغر مقاتل"، حيث يبلغ من العمر نحو 13 عاما فقط.

وظهر الطفل أسامة الذي يعرفه الطنجاويون بلباسه الرياضي في بعض المواقع الالكترونية الجهادية وهو داخل الأراضي السورية، بلباس حربي حاملا كلاشينكوف، بعد أن كان يحمل مكبر الصوت في ساحات طنجة منددا بالوضع الحقوقي الذي يعيشه السلفيون في السجون العراقية والمغربية.

والتحق أسامة كما باقي أسرته بوالده، ووالدته وأربعة إخوة له سافروا من المغرب إلى تركيا ومنها إلى اللاذقية، حيث نصب والده نفسه أميرا على جماعة مغربية مقاتلة.

وكان الوالد وهو احمد الشعرة قد ظهر على صفحة في الفايسبوك تحمل اسم "شهداء المغرب الأقصى في بلاد الشام"، وهو يقوم بتلقين الشهادة لقتيل مغربي آخر اسمه محمد استيتو.

وحذّر وزير العدل والحريات المغربي، مصطفى الرميد، من خطورة مواطنيه الذين يتوجهون إلى سوريا للقتال في حال عودتهم إلى بلادهم مستقبلاً.

قلق البلدان الاصلية

واضحى المقاتلون في سوريا من الاجانب يثيرون قلق بلدانهم الاصلية مخافة عودتهم لممارسة انشطة ارهابية في بلدانهم، وقد عملت السلطات الامنية المغربية على تضييق الخناف على المغاربة المجندين من قبل تنظيمات متطرفة، كالقاعدة وداعش وجبهة النصرة، بعد كشف عشرات الخلايا الارهابية التي كانت تجند مغاربة للقتال في سوريا، وهناك عشرات المتابعين.

وتتناقل وسائل الاعلام العالمية، اخبار مغاربة العالم الذين يتم تجنيدهم ، ومن اشهر القصص قضيةالتلميذة نورة البالغة من العمر 15 عاما والقاطنة بمنطقة أفينيون في الجنوب الفرنسي، والتي اختفت عن الأنظار في أواخر يناير ، قبل أن تعرف عائلتها بخبر تواجدها وسط "الجهاديين" في إدلب السورية.

مند اختفائها في 23 ينايرتحمل السلاح بدل القلم الذي كان سندها داخل القسم، آملة أن تصير طبيبة في المستقبل.

قصة الطفلة ذات الأصل المغربي نورة، بدأت قبل تاريخ اختفائها عن الأنظار أواخر الشهر المنصرم، حيث لاحظ أهلها تحولات طرأت على مستوى سلوكها الشخصي، ابتداءً من التغيب عن حصص الدراسة بثانوية "فريديرك ميسترال"، واعتكافها على الأنترنت وإنشاءها لحساب "فيسبوك" آخر، وانتهاءً بارتدائها للحجاب، "اعتقدنا أن الأمر له علاقة بتحولات فترة المراهقة، قبل أن نكتشف أن الأمر يعكس التوجهات الجديدة لابنتنا"، تقول والدة نورة للصحافة الفرنسية.

بعد 23 يناير، أخطرت أسرة نورة شرطة "أفينيون" باختفاء ابنتها عن المنزل، قبل أن تمكن اتصالات أجراها الأخ الأكبر فؤاد، مع نورة عبر حسابها في موقع فيسبوك ثم عبر الهاتف، تخبره أنها في سوريا و"أن أحوالها بخير وأنها لن تعود أبداّ".. وهو ما تلقته عائلة الفتاة بالدهشة والصدمة وكثير من الحسرة، "كيف يمكن لنورة القاصر والمراهقة أن تتحول إلى جهادية وتتركنا".

مغامرة نورة "الجهادية" صوب الأراضي السورية المشتعلة ابتدأت، وفقاً لمعطيات قدمتها أسرتها للصحافة، يوم 23 يناير الماضي، حيث غادرت منطقة أفينيون حاملة حقيبتها و550 أورو في جيبها، متوجهة إلى باريس عبر القطار، قبل أن تستقل طائرة توجهت بها إلى مطار اسطنبول الدولي، لتلتقي حينها بـ"مرشد خاص" الذي أدخلها إلى الأراضي السورية، لتنظمّ بعدها إلى إحدى الفصائل الإسلامية المقاتلة.

أفكار نورة الجهادية، أثبتتها تحقيقات الشرطة الفرنسية أجريت على حاسوبها الشخصي، حيث كانت تتردد في الآونة الأخيرة على مواقع "جهادية"، فيما يؤكد فؤاد أن أخته تعرضت لاستقطاب و"غسيل مخ" من قبل جماعات متطرفة.. في وقت شدّ فؤاد الرحال هذا الأسبوع صوب الحدود التركية السورية أملا في لقاء أخته وإقناعها بالرجوع إلى حضن الأسرة بفرنسا.
مفاجأة غريبة أخرى تتلقاها أسرة نورة الماضي، وفقا لمصادر إعلامية فرنسية، هو اتصال اثنين من المقاتلين في سوريا، "أحدهما يتحدث العربية والآخر الفرنسية"، يقول غاي كنون، محامي الأسرة، يطلبان يد نورة للزواج في سوريا، وهو ما رفضه أب نورة بشدة، فيما شدد أحد المتصلين أن النكاح يمكن أن يتم عبر الهاتف فقط !.

هل تحمل نورة السلاح أم ستكون فقط مسخرة لاستغلال جنسي؟ سؤال ما فتئ يطرحه المحامي كنون حول مصير نورة في سوريا بالنظر إلى صغر سنّها، مضيفا أن القضية لا تتعلق بـ"جهادية" خطيرة، بل بفتاة مراهقة تم التلاعب بعقلها واستغلال سذاجتها، إنها ضحية لشبكات جهادية منظمة وخطيرة تمكنت من اختراق وسطها العائلي.

قصص الجهاد او التجنيد الارهابي لا تنتهي للاطفال والقاصرين، تخترق العائلات والمجتمعات واضحى العالم الافتراضي قادرا على سوق اطفال الى جحيم الحرب والموت، بدون اختيار ولا قرار .

المغرب في اجتماع أوروبي

كشفت صحيفة »لوفيجارو« الفرنسية،، أن أوروبا تكثف وتحشد جهودها لمواجهة ظاهرة تدفق الجهاديين الاوروبيين الى سوريا للانخراط فى المعارك الدائرة فى البلاد الى جانب التنظيمات الاسلامية الاكثر تشددا.

وأضافت اليومية الباريسية ان وزراء الداخلية الاوروبيين سيعقدون ببروكسل اجتماعا لبحث التدابير الواجب اتخاذها لمكافحة توجه الجهاديين الاوروبيين الى سوريا.. مشيرة إلى أن الرهائن الفرنسيين الصحفيين الاربعة الذين تم تحريرهم قبل ايام من سوريا خضعوا خلال الفترة القليلة الماضية الى جلسات استماع من قبل ادارة الاستخبارات الداخلية الفرنسية حيث عرض خبراء مكافحة الارهاب عليهم ايضا اصوات الجهاديين الفرنسيين بسوريا والتى تم رصدها خلال عملية تنصت على الهواتف وذلك على امل التعرف على مختطفهيم.

وأوضحت " لوفيجارو" ان وزراء داخلية تسع دول اوروبية معنية بظاهرة تدفق اعداد من مواطنيها على سوريا سيجتمعون لاحقا بحضور ممثلين من كل من الولايات المتحدة وتركيا وتونس والمغرب. ولفتت الصحيفة الفرنسية الى أن سوريا تجذب اكثر من اى دولة اخرى " المرشحين للانخراط فى الحرب المقدسة" حيث ان اعداد الجهاديين الفرنسيين فى سوريا باتت " مقلقة للغاية" لاسميا مع وجود 300 فرنسي يقاتلون فى شمالى سوريا الى جانب 200 من بلجيكا، ومائة هولندى، وما بين 300 الى 400 بريكانى، وعشرات الالمان، وما يتراوح ما بين 50 الى 100 امريكى.

الانتقال من القاعدة

الخبرة في داعش جاءت من القاعدة، وكما كان جيل القاعدة وبالا علي المغرب يتوقع أن يكون جيل داعش كذلك. ويبدو ذلك من خلال مسارات التاسيس . فقد تأسست الدولة الإسلامية في العراق خلال شهر أكتوبر 2006، من طرف قدماء القاعدة في العراق أساسا. إلا أن الفرع العراقي للقاعدة ستبتلعه، تدريجيا، الدولة الإسلامية، بل إن قائد الفرع، أبو حمزة المهاجر، بايع أبو عبد الله آل راشد البغدادي، أمير الدولة الإسلامية في العراق. بذلك، وسنة 2007، أعلن أيمن الظواهري بأن » القاعدة في بلاد العراق لم تعد موجودة ». فالتحق معظم مقاتلي الحركة بالدولة الإسلامية في العراق.

لقد ظلت علاقات » داعش » بالقاعدة غامضة دائما. بتاريخ 9 أبريل 2013، صرح أبو بكر البغدادي الحسيني القريشي بأن جبهة النصرة هي فرع الدولة الإسلامية في العراق بسوريا. معلنا بذلك اندماج الدولة الإسلامية في العراق وجبهة النصرة لتشكيل الدولة الإسلامية في العراق والشام « داعش ». إلا أن قائد جبهة النصرة أبو محمد الجلاني، ورغم اعترافه بأنه قاتل تحت إمرته في العراق وأنه استفاد من دعمه في سوريا، لم يتقبل دعوة البغدادي وجدد البيعة لأيمن الظواهري، أمير القاعدة.

خلال شهري يونيو ونونبر 2013، طلب أيمن الظواهري من « داعش » التخلي عن مطامعها في سوريا، معتقدا أن أبو بكر البغدادي » ارتكب خطأ بإقامته الدولة الإسلامية في العراق والشام »، دون طلب إذنه أو إخباره حتى. وأعلن أنه » سيتم إلغاء « داعش »، في حين أن الدولة الإسلامية في العراق ستظل نشيطة ». وصرح الظواهري أن جبهة النصرة تظل هي الفرع الوحيد للقاعدة في سوريا.

بدوره، رفض البغدادي تصريحات الظواهري. والحقيقة أن « داعش » كانت تعتبر نفسها دولة مستقلة ولم تكن ترغب في مبايعة القاعدة، أو أي بنية أخرى.

هناك خلافات أخرى بين القاعدة و « داعش »: فالأولى ترى أنه ينبغي خوض الجهاد بالدرجة الأولى ضد الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، البلدان الغربية وحلفائها الجهويين؛ أما « داعش » فهي ترى، منذ رحيل الأمريكيين عن العراق، أن العدو الرئيسي هو إيران والشيعة.
سنة 2014، دخلت القاعدة و «داعش» صراعا مباشرا.وهو ما يعني المزايدة فيمن يقتل أكثر ويتطرف أكثر لاستقطاب الشباب وفرض الهيمنة علي الميادين.

المغرب .. استنفار

وجهت وزارة الداخلية تعليمات عاجلة إلى عمال العمالات والأقاليم على الصعيد الوطني، وذلك على خلفية تقارير للمديرية العامة للدراسات والمستندات «لادجيد»، بشأن التنظيمين الإرهابيين «داعش» و «دامس» ـ يمثلان وجهين لعملة واحدة ـ وخطواتهما من أجل كسب المزيد من المبايعين/الأنصار، سيما في »بلاد المغرب الإسلامي« وحلول «دامس» محلّ تنظيم القاعدة، مع ما يعنيه ذلك من إمكانية القيام بمخططات إرهابية محتملة.

التقارير المذكورة وتوجيهات «لادجيد» دفعت مسؤولي الإدارة الترابية على صعيد العمالات إلى عقد اجتماعات أمنية رفيعة المستوى على مدى يومي الأحد والاثنين 6 / 7 يوليوز الجاري بحضور الكتاب العامين، رؤساء أقسام الشؤون الداخلية، الباشوات والقواد، فضلا عن ممثلي مختلف المصالح الأمنية وذلك لتدارس سبل تتبع وتجميع المعطيات الاستخباراتية المرتبطة بهذا الموضوع.

تعليمات وزارة الداخلية نبّهت إلى ما اعتبرته تهديدا قائما للمغرب ومصالحه، داعية إلى تشديد المراقبة، سيما على الحدود مع دول الجوار التي قد تعرف تنقلا سهلا للعناصر الموالية للتنظيمين، والعمل على الكشف عن أية خلايا نائمة محتملة قد يتم استغلال أوضاع عناصرها الاجتماعية والاقتصادية بغاية التأثير عليهم وشحنهم لتنفيذ مخططات إرهابية، خاصة في ظل مبايعة أرملة المجاطي لأبي بكر البغدادي زعيم و«خليفة داعش» وتوجهها إلى العراق للزواج من أحد مساعديه، وكذا دخول بعض عناصر السلفية الجهادية المعتقلين بالسجون المغربية على الخط وإقدامهم بدورهم على تقديم «المبايعة» ، وهو ما يؤشر على قابلية للتفاعل مع كافة السيناريوهات المحتملة.

«مبايعة» تتم عبر مواقع الشبكة العنكبوتية التي هي بدورها توجد تحت مجهر المصالح الأمنية المغربية، شأنها في ذلك شأن عناصر السلفية الجهادية بالمغرب، وكل الأشخاص المشكوك في سلوكاتهم، كما دعت هذه الاجتماعات إلى تحيين المعطيات المرتبطة بالأجانب »محطّ شبهات« المتواجدين بالتراب الوطني، وتتبع المغاربة الذين يتوفرون على جنسية مزدوجة لسهولة تنقلهم بكل يسر بين الحدود، وهي بعض من الخطوات الهادفة إلى تأمين المغرب من أية مخاطر، والتي تنضاف إلى مراقبة عودة المغاربة الذين التحقوا بسوريا، والذين تشير مصادر غير رسمية إلى أن عددهم يتراوح ما بين 2500 و 3000 مقاتل، جزء منهم يتواجد بصفوف «داعش».

الى ذلك  اعتقال خلية إرهابية جديدة تابعة لـ » داعش« كانت تستهف مواقع حساسة بالمغرب.

خلايا في كل مكان

كشفت وزارة الداخلية، في بلاغ لها، عن اعتقال خلية إرهابية، لها ارتباطات دولية بالإرهاب في العراق وسوريا. وأفاد بلاغ الداخلية بأن العماية أتت "في إطار العمليات الاستباقية لمواجهة التهديدات الإرهابية".

وقامت بالعملية »الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بتنسيق مع المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني«، حيث تم » تفكيك خلية إرهابية تتكون من ستة أشخاص، من بينهم معتقل سابق بمقتضى قانون الإرهاب«. وحسب مصالح الأمن فإن الخلية »، متخصصة في تجنيد وإرسال متطوعين مغاربة للقتال ضمن صفوف الجماعات الإرهابية بسوريا والعراق.

وأكدت التحريات الأمنية أن هذه الخلية قامت، »بتنسيق مع قياديي التنظيمات الإرهابية التي تنشط بهذين البلدين، باستقطاب وإرسال العديد من المقاتلين إلى هذه البؤر، حيث يستفيدون من تداريب عسكرية حول استعمال الأسلحة وتقنيات صناعة المتفجرات، في أفق تعبئة البعض منهم من أجل تنفيذ عمليات انتحارية بكل من العراق وسوريا».

وتتجلى خطورة الخلية الإرهابية في عزم أعضائها من المجندين« العودة إلى أرض الوطن من أجل زعزعة أمنه واستقراره عن طريق تنفيذ اعتداءات إرهابية.« وذلك بعدما » تبين من خلال تتبع أنشطة المقاتلين المغاربة الذين شاركوا في مختلف العمليات العسكرية ضمن الجماعات الموالية لتنظيم «القاعدة»، وجود مخطط لديهم لضرب مصالح بالمغرب» .

وكشف مصدر مطلع أن العملية ثمرة عمل أمني واستخباراتي للأجهزة الأمنية المغربية في إطار الحرب الاستباقية ضد الإرهاب وتمدد القاعدة في الشمال الأفريقي.

كما كشف المصدر أن هناك مخططا لضرب عدد من المصالح المغربية الحساسة من أجل إشاعة الفوضى والاضطراب في المغرب بالتنسيق مع جهات إرهابية دولية.

يذكر أن السلطات الأمنية التونسية كشفت قبل أيام عن تجنيد مئات الإرهابيين من دول المغرب العربي ضمنهم مغاربة للقتال في سوريا والعراق، في الوقت الذي أضحت ليبيا مرتعا للتدريب والتزويد بالسلاح، في حين تبقى تركيا طريقا آمنا للدخول إلى سوريا المفككة.

وكانت مصادر إعلامية كشفت وجود شبكات مغربية تجند إرهابيين للقتال في سوريا ووجود كتيبة مغربية، كما تحدتث نفس المصادر عن أن المغاربة في طليعة الانتحاريين بالعراق .

وكشفت، أيضا، التحقيقات أن أعضاء الخلية المعتقلة «يقومون بجمع التبرعات المالية والاتجار في السلع المهربة، وذلك بغرض تأمين الدعم المادي لتمويل سفر هؤلاء المتطوعين إلى سوريا وغيرها».

وسيتم تقديم المتهمين للعدالة بعد انتهاء التحقيقات التي تجري تحت إشراف النيابة العامة.

كتائب الأندلس

وسبق لمصادر أمنية إسبانية أن كشفت أن الشبكة الدولية لتجنيد جهاديين من أجل القتال في سوريا والعراق المسماة «كتائب الأندلس» والتي قامت بتفكيكها تمكنت من إرسال تسعة متطرفين، من إسبانيا والمغرب إلى كل من سوريا والعراق مضيفة أنها كانت على اتصال مع مجموعات جهادية من سبعة دول.

وحسب وزارة الداخلية الإسبانية، فإن كتائب الأندلس تعتبر أكبر مورد للجهاديين لصالح جولة الاسىم في العراق والشام المعروفة ب" داعش" كانت لديها اتصالات مع مجموعات في المغرب، فرنسا، بلجيكا، تونس، مصر، تركيا وسوريا، وهو ما مكنها من رفع وتيرة عمليات الاستقطاب، مما يجعل منها، حسب المصالح الأمنية الإسبانية، خطرا محذقا بالأمن الوطني للجار الشمالي بالرغم من أنها لم تكن بعد تتوفر على خطة للقيام بعمليات إرهابية داخل إسبانيا.

وكانت الداخلية أكدت أن زعيم الشبكة مغربي يدعى لحسن إقصريين، وهو من مواليد مدينة الحسيمة وسبق أن اعتقل في أفغانستان وقضى ثلاث سنوات في سجن غوانتانامو قبل أن يتم ترحيله إلى إسبانيا، واعتبرت المصالح الأمنية في إسبانيا أن تفكيك شبكة إقصريين يعتبر ضربة موجعة للخلايا الجهادية المكلفة باستقطاب مقاتلين إلى سوريا والعراق، وسيحد من تدفق العناصر المرشحة للقتال.

ونشرت وسائل الإعلام الإسبانية أسماء الأعضاء الآخرين بالشبكة، ومن ضمنهم ستة مغاربة وبلغاري وأرجنتيني اعتنقا الإسلام.

وحسب شرطة مكافحة الإرهاب الإسبانية إن أعضاء هذه الشبكة يتوفرون على كفاءة وقدرة على الاستقطاب وصفتها ب" الاحترافية" وذلك تحت رئاسة زعيمها الذي تلقى تدريبا مكثفا خلال تواجده بأفغانستان، معتبرة أن نقل عملياتهم إلى العاصمة مدريد يعتبر تطورا نوعيا في عمليات تجنيد المقاتلين، كما أن أعضاء الشبكة يحملون أفكارا أكثر تشددا من باقي المعتقلين في الأشهر الأخيرة، ومن بين الذين تم استقطابهم شقيق أحد المتورطين في تفجيرات مدريد سنة 2004 ويتعلق الأمر ب"اسماعيل أفلاح" شقيق إبراهيم أفلاح الذي فر بعد تفجيرات العاصمة الغسبانية، وتعتقد المصالح الأمنية الإسبانية أنه يوجد حاليا في ميدان القتال بسوريا أو العراق.
رأیکم