حسنين هيكل حول الحرب الأمريكية على "داعش": نحن القاتل والمقتول.. والشانق والمشنوق

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۵۳۵۴
تأريخ النشر:  ۱۱:۱۲  - الجُمُعَة  ۲۶  ‫ستمبر‬  ۲۰۱۴ 
وكالة (نادي المراسلين) العالمية للأنباء :
تابع الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل، تحليله للأوضاع السياسية محليًا وإقليميًا ودوليًا، على قناة "سي بي سي"، خلال برنامج "مصر أين وإلى أين"، والتي تحدث فيها عن التطورات التي تشهدها المنطقة العربية والعالم ككل.
وفقا لما اوردته وكالة (نادي المراسلين) العالمية للأنباء قال الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل، إن العالم الآن أمام أوضاع مختلفة، ويمكن جدًا أن يكون هناك نظام عالمي يسقط دون أن يكون هناك أحد لديه خطة لإعادة البناء، لافتًا إلى أنه تم عقد اجتماعات قريبة مخصصة لبحث ملف الإرهاب، مثل مؤتمر حلف شمال الأطلسي وشارك فيه كل المهتمين وبينهم مصر.

وأضاف هيكل، أن ذلك المؤتمر أطلق عليه "كل المهتمين وكل غير القادرين، خاصة أنه يترأسه الرئيس الفرنسي هولاند المتورط في أزمة ونشر أسراره من خلال صديقته السابقة.
ولفت هيكل، أن قمة الجمعية العامة للأمم المتحدة، ياحظ على هامشها أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يعقد اجتماعًا مع قمة مجلس الأمن فقط، لبحث قضية الإرهاب، بينما الدول بصفة عامة تبحث نفس القضية، مشيرًا إلى أن هذا الأمر تواجهه لأول مرة المنظمة الدولية.

وأضاف هيكل : " إذا نوقشت قضية الإرهاب الموجودة فقط في منطقة الشرق الأوسط، فنحن المتهم، والقاضي، والقاتل، والمقتول، ونحن حبل المشنقة، ورأس المشنوق".

وأكد هيكل أنه يعتقد أن كل هذه المؤتمرات تكاد تكون نوعًا من المحاكمة على ما يجرى في العالم العربي والشرق الأوسط، مشيرًا إلى أنه يرى أن هذا الوضع غير مسبوق، ولفت هيكل إلى أنه سيستعين عند وصف المشهد الحالي بالأمم المتحدة بمقولة وزير الخارجية المصري الأسبق، الدكتور محمود فوزي أن "الحوادث جلل، والرجال صغار ".

وأشار هيكل، إلى أنه كان يعتقد أن الرئيس السيسي سيعتذر عن حضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، قائلًا "أعذر السيسي وقلبي معه.. وتصورت أنه سيعتذر عن حضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك."

وتابع هيكل "أننا أمام عالم يحاكم المنطقة، فما دامت الدورة مخصصة للإرهاب، فنحن في قفص الاتهام، ومع احترامي للجميع، سيكون النجم الأعظم في الاجتماعات هو أوباما، مؤكدًا على احترامه للرئيس الأمريكي إلا أنه يعتبر مجيئه إلى الحكم، دليل أزمة في الولايات المتحدة نفسها"، مشيرًا إلى أن نوعية الزعامات الموجودة في هذه المرحلة الحاسمة، والحوادث الكبيرة، تشير إلى أن "الرجال صغار".

ولفت هيكل، إلى أن نوعية الزعامات الموجودة في العالم الذين يناقشون قضايا الإرهاب بالأمم المتحدة، ومع هذه الحوادث الكبيرة، تشير إلى أن الرجال صغار، مشيرًا إلى اننا متهمين في كل القضايا وأننا في قفص الاتهام، مضيفًا أن هذه الزعامات هي بالفعل المسؤولة عما حدث في المنطقة، فكل المصائب أو ثلاثة أرباعها، صنعها آخرين، لكن لنتذكر أنه عندما يلحق ضرر بنا، فنحن بقدر ما مسئولون، لأننا تواطأنا، ونسينا أنفسنا، ودخلنا في عالم من الأوهام منذ فترة طويلة.

واسترسل هيكل "لو نظرنا ماذا فعل العالم العربي بنفسه سنرى أننا خرجنا من الحرب في عام 1974، ثم دخلنا على حرب أهلية في لبنان، وفي عام 1976 دخلنا في حرب السفاري في الصومال إرضاء للولايات المتحدة، ثم حرب تدمير العراق، وحرب تحرير الكويت، وهي صحيحة، لكنها انتهت بتدمير العراق، ثم دخلنا في مغامرات، وكأننا نسينا أنفسنا.

وأشار هيكل، إلى أنه تم استدعاء الدين لمواجهة أوضاع اجتماعية كانت موجودة في مصر، لافتًا إلى أنه تم توظيف الدين في خدمة الراغبين في السيطرة على المنطقة مثل ما حدث في أفغانستان.

وتساءل هيكل مستنكرًا "لماذا دخلنا في عملية لإرهاق الاتحاد السوفيتي، والقضاء على الشيوعية، فنحن جندنا عشرات الآلاف من الشباب باسم الإسلام، ودربناهم جيدًا، للجهاد ضد الإلحاد بتمويل أمريكي".

وأضاف هيكل، قائلا "التمويل لم يكن أمريكي فقط فمع الأسف نفذت الولايات المتحدة كل ما تريد بتمويل عربي، فنحن قدمنا الجنود وأفسدنا شبابنا بالفتاوي الدينية لمواجهة الإلحاد".
وأكد هيكل، أنه لو تحدثنا بجدية عن جدول الأعمال الذي سيناقش في اجتماعات الأمم المتحدة، سيظهر أنه تقوده الولايات المتحدة، سواء عن قصد حقيقي، أو بالاستغلال، لافتًا إلى أنه يتضح من المؤتمرات الأولى التي مهدت للاجتماعات، أن جدول الأعمال هو الإرهاب، ومن يتولى إدارتها هو من ساهم في زرع الإرهاب، وهو من يتولى قيادة معسكر آخر، من خلال تحالف لمواجهتها، كما قاد تحالفات أخرى في السابق.

وتساءل هيكل "أنا لا أعرف متى سننتبه؟، ونعرف أن مستقبلنا لا يصنع بهذا الشكل، نحن بددنا ثروات، وضيعنا الشباب، وأربكنا أفكارنا".

وأوضح الكاتب الصحفي أن جميع الزعماء في العالم أمثال تيتو وعبد الناصر وكاسترو تربصت بهم المظاهرات في اجتماعات الأمم المتحدة بنيويورك، مشيرًا إلى أنه يري احتمالية انسحب بعض الوفود أثناء ألقاء الرئيس السيسي كلمته مثل تركيا، لافتًا إلى أن التظاهرات ضد الرئيس في نيويورك لن تؤثر كثيرًا، مشيرًا إلى أن ما يقلقه هو أثر هذه المظاهرات عليه وهو مازال جديد على الساحة، والحاجة الأخرى أثرها على مصر.

وأكد الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل، أن العالم على استعداد أن يسمع السيسي اجتماعات الأمم المتحدة وخاصة وأنها مخصصة للإرهاب، مشيرًا إلى أنه يوجد نوع من التعاطف مع الواقع المصري.

وأشار هيكل، الى أنه ليس متحمسا لأن يلتقى السيسي مع أوباما، خاصة أنه يعتبر فاشلا في أمريكا الآن، وعلى سبيل المثال، خطبته الأخيرة التي ألقاها، لم تكن موجهة لنا، ولا للإرهاب، وإنما موجهة إلى محاولة تحسين صورته كرجل قادر على اتخاذ القرار، موضحًا أن أوباما بعدما أن وصم بأنه غير قادر على اتخاذ القرارات، وأنه بلا خطة، فهو يحاول أن يداري الأمور عن حزبه، لأن لديه مشاكل بلا حدود مع العسكريين، وقريبا ستجرى انتخابات التجديد النصفي للكونجرس، ويظهر هو كرجل لا يتحرك بخطة، وليس في وضع قوى سواء أمام المؤسسة السياسية أو العسكرية".

وأكد هيكل، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يتصور نفسه الخليفة العثماني الجديد، لافتًا إلى أنه راسل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يطالبه بتغيير ميثاق الامم المتحدة قائلًا أنه انتهى الوقت أن يكون هناك أعضاء دائمين، كاشفًا أن اقتراح أردوغان أن يكون مجلس الأمن ممثلًا للأديان لا للدول أعضاءه مسلمين ومسيحيين ويهود.

وقال الكاتب الصحفي إن صراعات هذا الزمن اختلفت تماما عنها في الماضي، فلا يوجد صراع له بداية ونهاية، فكل أزمة في عهد العولمة مفتوحة فنحن أمام عالم متغير، ولم يعد أحد قادر على الإجابة عن سؤال متى بدأ الصراع أو متى انتهى، نظرا لكثرة العناصر المتداخلة، ولنتذكر أن هناك صراعات لم تحل، فرئيس الوزراء الإسرائيلي مثلا يقول "لا أريد أن تحل، أريد أن أدير الصراع ولا أحله"، مؤكدًا أن القضية الفلسطينية ليست موجودة تقريبا على جدول أعمال اجتماعات الأمم المتحدة.

وأكد هيكل، إنه لا يوجد عامل واحد تسبب في وجود "داعش" بل مجموعة من العوامل، لافتًا إلى أنه عندما نتحدث عن مخطط جديد للمنطقة، علينا أن نسأل من الذي أتى ب"داعش"؟، مشيرًا إلى أن تركيا شاركت، والخليج شارك، والولايات المتحدة مشارك أكبر، وتركيا هي الراعي الأعظم، كما أن سوريا تركت الكثير منهم يتسربون لتضغط.

وأضاف هيكل، أنه ببساطة، ما خلق "داعش" أن الحروب باتت مواجهات على جبهات واسعة، لا يتحكم فيها أحد، وكل أحد يدير جزءا، إضافة إلى استعجال وصول الثورة إلى ليبيا، مثلا تم استغلال ضربات الناتو، لكنها لم تفلح، فتم استدعاء القبلية، فدخلت باسم الدين، وفي سوريا عندما قاوم النظام، تم استدعاء الطائفية من جانب القوى التي هاجمتها، مؤكدًا أن أردوغان، لا يريد الدخول في الوضع السوري؟ أو المشاركة في تحالف ضد داعش لأن ما تفعله داعش يناسبه".

وأوضح هيكل، إن تصريحات الرئيس الأمريكي أوباما أن الحرب ضد "داعش" قد تستمر ثلاث سنوات، في حين أن قوة التنظيم تتراوح 20 و30 ألف مقاتل، و هذا كله يدل على أمور غريبة ستحصل.

وأشار هيكل الى أن شركات السلاح تنتعش الآن استعدادا لهذه الحرب، والشركات التي تقدم المرتزقة تتحدث عن عقود كبيرة بالملايين.

وعبر الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل، عن خوفه أن يطلب أوباما من العرب في السنوات الثلاثة المقبلة، سداد فواتير كثير من المغامرات غير المحسوبة، ما يؤدي إلى استنزاف الثروات، وفساد غير مسبوق، لافتًا إلى أنه يمتلك بيانات بشان تحقيق أمريكي حول ما تم إنفاقه خلال حرب "الجهاد ضد الإلحاد"، ومن كان موجودا وقتها، ويعمل منسقا لها هو شخص يدعى شارلي نيلسون، وهو عضو في الكونغرس، تولى التنسيق مع السي أي إيه، والمخابرات البريطانية والفرنسية، وشركات السلاح التي دخلت في العملية.

وأضاف أن هذا تحقيق يكشف عن الفساد في حرب أفغانستان الأولى، التي تكدست فيها ثروات كثيرة جدا، منها ثروات في مصر، والتحقيق في هذه القضية كان في 4200 صفحة، خص شخصية مصرية واحدة فقط منها نحو 150 صفحة، وهي تتحدث عن الرجل الذي كان موجودا في موقع مسؤولية، وحقق ثروة بلغت 100 مليون دولار، ليس من صفقات السلاح وحدها، فمصر وردت أغذية ومنسوجات ومتطوعين إلى أفغانستان، وباعت لها 6 آلاف بغل، لأنها الأفضل في صعود الجبال، ما استفادت منه تلك الشخصية التي كانت في موقع مسؤولية، يؤثر على صنع القرار، فأخذت عمولات.

ولفت هيكل، إلى أنه يوجد تقارير في "سي إن إن" تتحدث عن محاولة لاستدراج الولايات المتحدة، التهويل بشأن داعش، لكن الأمر استدراجا لنا وليس الولايات المتحدة.

وأضاف هيكل "أننا نرى مصر مترددة في المشاركة في الحرب ضد الإرهاب، والكيفية التي يمكن أن تدخل بها، فالموقف الرسمي المعلن الذي قال إن الحرب على الإرهاب لا تتجزأ، يعني أنها لم تأخذ موقفا بعد، مشيرًا إلى أن التحالف الموجه ضد الإرهاب حاليا لا يوجد أحد فيه لديه استراتيجية، فهو تحالف ضرورات ورغبات وطلبات لأطراف كثيرة مختلفة، لكن جميع هذه الأطراف تعلم أن هناك تغييرات كبيرة ستحدث في المنطقة والعالم، وتريد أن تكون موجودة ومشاركة".

وأكد الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل، أن "داعش" تحيا بتشجيع من تركيا التي لا تريد أن تتدخل، وقطر أيضا موجودة، وهي تشارك في التمويل.

وتابع قائلًا "أتمنى أن يبلور السيسي خطوطا، ونحن مقبلون على معركة دون بداية أو نهاية، دون معرفة حدودها، لكن أنا أتصور أن دولة مثل مصر ممكن أن تفتح مكتب اتصال لتتابع ما يحدث، حتى لا نفاجأ بشيء.

وقال هيكل، إن الرئيس الأمريكي أوباما يرغب في دخول المعركة ضد "داعش" لكنه غير قادر على ذلك، لأن أمريكا تورطت في حروب كثيرة جدا، ودخلت في أزمة، ومجيئه من خارج السياق كان لحل أزمتها، مضيفًا أن أوباما يعلم أنه ليس قادرا على الحل، لأنه قدم وعد ألا تكون له قوات في الخارج، لأن أمريكا ملت من فكرة الحرب.

ولفت هيكل، إلى أن الولايات المتحدة سئمت الحروب، سواء في أفغانستان أو العراق أو كوريا أو فيتنام، وجاءت بأوباما على أساس عدم الدخول في حروب.

واضح هيكل، أنه لا يعرف حدود مشاركة مصر في التحالف ضد "داعش" ولا أريد أن تتورط فيما لا تراه، فلا بد أن تقترب من الصورة في حدود ما تستطيع أن تراه وتلمسه، وهذا ليس ممكنا، مضيفًا أن مواجهة مصر مع الإرهاب هي جزء مما تستطيع أن تكون موجودة فيه، لأنه جزء من حدوها، لكن لابد أن تكون موجودة ضمن صنع مستقبل المنطقة، ومن غير المقبول أن يكون الوضع غير ذلك، فالأمن القومي المصري فيه ثلاثة عناصر تعتبر الأهم ضمن عناصر أخرى، الأول أن صميم أمن مصر أنها بلد لا يستطيع أن يعيش على موارده في الداخل، ولابد أن يكون شريكا في اقتصاد المنطقة، وعليه لابد من وضع صيغة معينة، أما شعار "مصر أولا ومصر أخيرا"، فمعناه أن تجوع.

وأكد هيكل، أن مصر لا تستطيع أن تدافع عن نفسها داخل حدودها فإذا نظرنا إلى الخريطة، فإن حدودها موجودة على خط من رفح إلى العقبة، ولا توجد معالم طبيعية تعتبر خطا دفاعيا، مشددًا إن خط الدفاع المصري إذا كسره أحد، وصل بسهولة إلى قناة السويس، مؤكدًا أن من يقول إن الأمن المصري داخل حدودها عليه أن يفكر، فهذا كلام غير معقول، ولم يكن صحيحا، والدليل ما يحدث في ليبيا والسودان.

ولفت الكاتب الصحفي، إلى أنه يعتقد أن اللقاء التركي القطري كان يخص ماذا يمكن أن فعله مع قادة الإخوان، مشيرًا إلى أن خروج الإخوان من قطر كان بضغط أمريكي وخليجي، مضيفًا أنه يعتقد أن تركيا ستأخذ بعضهم، لافتًا إلى أنه يتمنى أن يعيدوا النظر.

وأكد هيكل، أنه في منطقتنا هناك ثلاث دول ليست عربية، إسرائيل لا نريد معها تنسيقا، لكن هناك دولتان لابد أن تكون لنا علاقة معهما تركيا وإيران، على رغم وجود أردوغان، ورغم التحفظات على الثورة الإسلامية في إيران إلا أنهما حاضرتان في المنطقة بقوة.

وأضاف أن وتركيا أكبر كثير جدا من أردوغان، وعلى وجه اليقين، تستفيد إسرائيل مما يحدث حولها، فكل ما حولها يتساقط، وهى موجودة، قوية، محتفظة بحرية العمل، وقد تمادت في غزة إلى أكثر مما تسمح به الظروف، وذلك لأن كل ما حولها ساكنز

رأیکم