الاقتصاد «يرغم» أوروبا على استعادة نشاطها

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۵۳۷۴۷
تأريخ النشر:  ۲۰:۵۹  - الثلاثاء  ۲۸  ‫أبریل‬  ۲۰۲۰ 
مع حصيلة إصابات تجاوزت ثلاثة ملايين شخص حول العالم، نحو مليون و300 ألف منها في أوروبا، بدأ عدد من دول القارة الخروج جزئياً من إجراءات العزل لتحريك عجلة الاقتصاد، بعدما سجَّلت الدول الأكثر تضرراً، وفي طليعتها إيطاليا وإسبانيا، انخفاضاً ملحوظاً في عدد الوفيات اليومية

طهران- وكالة نادي المراسين الشباب للأنباء - لم يكن لتحذير منظمة الصحة العالمية الأخير صدىً يُذكر؛ أقرّت بأن الفيروس سيعيش معنا لفترة طويلة، وأبدت قلقها مِن التراخي إزاء معركة مكافحة الوباء العالمي. مع ذلك، خطت الكثير من الدول، ومنها الأوروبية، خطوةً إضافية في اتجاه استئناف نشاطها، مدفوعةً بقلقٍ تبدّى في أرقام تشير إلى اتجاه اقتصاد منطقة اليورو صوب انكماش تتراوح نسبته بين 5% و10% في أحسن الأحوال، فضلاً عن ارتفاع معدلات البطالة في دول التكتُّل. العامل الاقتصادي دون سواه «أرغم» الأوروبيين على بدء تنفيذ أولى خطوات الخروج من الإغلاق شبه الشامل، والنظر في إمكان عودة حذرة لمظاهر الحياة الطبيعية، بعدما استقرّ تفشّي الوباء في الدول الأكثر تضرراً، ليتّجه منحنى الإصابات والوفيات نزولاً.

تعتبر إسبانيا وإيطاليا ثاني وثالث البلدان الأكثر تضرراً مِن الوباء وتداعياته، بعد الولايات المتحدة، إذ سجّلتا مجتمعتين أكثر من 50 ألف وفاة من مجموع ما يزيد على 200 ألف وفاة عالمياً. أرست مدريد قواعد جديدة بعد ستة أسابيع مِن الحجر، بعدما لاحظت تراجعاً مستقراً في عدد الوفيات. أول من أمس، سُمح للأطفال بالخروج من منازلهم للمرّة الأولى منذ بدء تطبيق الإجراءات، لكن وسط قيود تَفرض عدم التقارب، في انتظار أن تُقدِّم الحكومة الإسبانية اليوم خطّتها للحدّ من تدابير العزل الذي مُدِّد حتى التاسع من الشهر المقبل.

في إيطاليا حيث قدّمت الحكومة، أول من أمس، جدولاً زمنيّاً لاستئناف النشاط في البلاد الأكثر تضرراً في أوروبا، بدأت الشركات الاستراتيجيّة، أمس، استئناف العمل تدريجيّاً. وتمارس هذه الشركات خصوصاً «الأنشطة الإنتاجيّة والصناعيّة الموجّهة أكثر نحو التصدير»، على غرار صناعة السيارات والموضة. وعاد 100 عامل إلى مصنع «فيات كرايسلر» للسيارات في ميرافيوري في ضواحي تورينو (شمال)، بينما أعادت شركة «سافيل»، المملوكة لشركتَي «فيات» و«بيجو سيتروان» الفرنسية، والمتخصّصة في صناعة السيارات التجارية والشاحنات الصغيرة، 6 آلاف موظف (من بين 6700) إلى العمل في مدينة أتيسا (وسط) قرب الساحل الأدرياتيكي. وجنوباً، أعادت شركات كبرى فتح أبوابها، على غرار عملاق التجهيزات المنزلية «ويرلبول» الذي استأنف نشاطه في نابولي بوجود 420 عاملاً. وفيما يركّز رئيس الوزراء الإيطالي، جوزيبي كونتي، على إنقاذ اقتصاد بلاده الذي يتوقع فريقه أن ينكمش بنسبة 8% هذا العام، تعهّد بإعادة فتح المدارس في أيلول/ سبتمبر والسماح لكثير من الأعمال التجارية باستئناف نشاطها في غضون أسبوع، لكنه أكّد أن الحانات والمطاعم ستبقى مغلقة في أيار/ مايو، مستبعداً عودة السياح صيف العام الجاري.

ندّد المؤتمر الأسقفي الإيطالي بقرار الحكومة الإبقاء على حظر إقامة القداديس

غداة إعلان كونتي، بدا لافتاً موقف الأوساط الكنسيّة؛ المؤتمر الأسقفي الإيطالي ندّد بقرار الحكومة الإبقاء على حظر إقامة القداديس بعد رفع تدابير الحجر تدريجياً، إذ رأى فيه «انتهاكاً لمبدأ الحرية الدينية». وأوضح بيان المؤتمر أن «الأساقفة الإيطاليين لا يمكنهم الموافقة على رؤية حرية المعتقد تُنتهك»، معتبراً أن مرسوم رئاسة الوزراء عن المرحلة الثانية «يستثني اعتباطياً إمكان إقامة القداس مع الشعب». وذكّر الأساقفة الحكومة بمسؤولية الكنيسة «المؤتمنة على تنظيم حياة الجماعة المسيحية في إطار احترام التدابير المنصوص عليها، لكن ضمن استقلالية تامة». ورداً على الضغط الكنسي، أعلنت الحكومة أنها ستعمل في الأيام المقبلة على «اتفاق سيتيح مشاركة المؤمنين في الاحتفالات الكنسية في ظروف تراعي أقصى معايير السلامة فور الإمكان».
في النروج، حيث يبدو تفشّي «كوفيد-19» تحت السيطرة، أعادت المدارس الإبتدائية فتح أبوابها، أمس، في

خطوة جديدة في سياق رفع تدريجي للقيود في المملكة. وبعد أسبوع من إعادة فتح دور الحضانة، عاد الأطفال الذين تراوح أعمارهم بين 6 و10 سنوات إلى مقاعد الدراسة بعد ستة أسابيع مِن «التعلُّم عن بعد». وإلى النمسا والدنمارك، تعدّ النروج واحدة من أولى الدول الأوروبية التي تخفّف قيوداً فرضت بمعظمها في 12 آذار/ مارس. أما في سويسرا، فبات في إمكان المواطنين زيارة مصفّفي الشعر مع فتح بعض المتاجر أمس. وبشرط احترام التدابير الصحية، سمح للحلاقين والمعالجين الفيزيائيين والأطباء وصالات التدليك ومحالّ الزهور ومعدات الحدائق، وكذلك دور الحضانة، باستئناف أنشطتها في هذا البلد.

انتهی/

رأیکم