دبلوماسية أمريكا كيف النزول من اعلى الشجرة

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۵۸۷۸۱
تأريخ النشر:  ۲۳:۰۳  - الجُمُعَة  ۲۶  ‫فبرایر‬  ۲۰۲۱ 
أطاح الرئيس المخلوع دونالد ترامب باكثر من أحد عشر اتفاقية دولية فلم يبقي للدبلوماسية الامريكية الا لغة الاستعلاء والعصا وكأنه يتمثل بيت الشاعر المتنبي لا تشترى العبد إلا والعصا معه ....إن العبيد لأنجاس مناكيد .

طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء -راح ابو ايفانكا يضرب عبيد امريكا خبط عشواء اصدقاءها بين مزدوجين واعداءها على حد سواء .

حتى بدا المشهد مضحكا مبكيا أحيانا هكذا يتعامل الرب الابيض مع اوروبا العجوز حيث هشم حاكم البيت الابيض عظام الاتحاد الاوروبي بدعمه لحيلفته المفضلة بريطانيا العظمى وخاصة في عملية البريكس والانفصال عن الاتحاد لقد باركها حيث اتهمه القادة الاروبيون بالمساهمة في تمزيق اوروبا .


طالب ترامب الحلف الاطلسي بالدفع والدفع مرات عديدة ،هي كلمة كان يستأنس بها تاجر واشنطن فيرمي بأحرفها في حله وترحاله ،فتراه يوبخ الامراء والملوك قائلا ادفعوا لنا لكي نحمي عروشكم ،فقد كانت سياسية النبي ترامب كما يصفه عاشقوه تعبر عن استراتيجية الادارة الامريكية العميقة بكل تفاصيلها لم يكن يخرج عن حدوده المرسومةله التي نلاحظ بعض معالمها .


اولا فهي تهدف الى تفكيك المجتمع الدولي وخاصة الاتفاقات الكبرى عبر المحيط ومع كل اغلب دول العالم والمؤسسات الدولية حتى منظمة الصحة العالمية لم تسلم من مراهقاته ،وكأنه يمهد لإعادة ترتيب النظام العالمي التي فقدت امريكا توازنها فيه بسبب صعود قوى نفوذ عالمية جديدة واقتصادية عملاقة أهمها الصين
وثانيا فهو يقصد بهذا التكتيك ان يتفلت من دفع المستحقات التي هي عليه وكأن هذا الحرد السياسي له مكاسب اقتصادية وعلاوة على ذلك فهو سيجني المليارات من خلال استثمارات من جيوب الاصدقاء قبل الاعداء بهذا التفلت المتعمد قائلين لا تزعل يا عم ترامب رضاك والجنة هكذا كان يردد اغلب زعماء العالم .


جاء جون بايدن باستراتيجية اطلق عليها الدبلوماسية الامريكية اقتناعا منه بأن دولة واشنطن فقدت الثقة داخليا وخارجيا فلقد هشم دونالد ترامب اضلع الدبلوماسية الامريكية فامريكا الان بحاجة الى إعادة الثقة مع الحلفاء قبل الخصوم فترى أن الرئيس الجديد ذهب الى أوروبا لترميم أضلع الحلف الاطلسي المكسور ليس بسبب ترامب بل لعدة تراكمات كبرى فالمشكلة الامريكية ليس مع ايران والاتفاق النووي فالامبراطورية العظمى لديها قائمة من التحديات الكبرى فهي لديها مشكلات اتفاقات الصواريخ المتوسطة المدى مع روسيا ولديها مشكلات مع الصين ولديها مشكلات مع تركيا ولديها مشكلات مع اليابان وولديها خلافات مع المانيا ولديها حتى مع ربيبتها اسرائيل وفي السياق لديها مشكلات مع ايران لعل امريكا بحاجة الى دراسة علم الاخلاق السياسي لكي تكمل البقاء على الحياة لعله التحدي الاهم امام صناع القرار الامريكي .


كان اللجوء الامريكي الى المساعدة من قبل الاوروبي في الملف النووي الايراني خطوة ناقصة وكما كان اعلان الخارجية الامريكية بسحب المشروع من الامم المتحدة حول المزيد من العقوبات يظهر مدى التخبط الامريكي حول هذا الملف السهل الصعب ولكن يضع السؤال الاساسي من سينزل امريكا من أعلى الشجرة الاوروبيون أم الروس أم الصينيون ..لعل النزول دفعة واحدة سيخلع رقبة الدبلوماسية الامريكية اذن كيف الهبوط الآمن .....؟


الادارة الامريكية تسعى للرجوع الى الاتفاق النووي ولكن في حال تراجعت مرة واحدة تكون قد استسلمت للشروط الايرانية وهذا ما سيظهر بان الدبلوماسية الايرانية قد وجهت صفعة مؤلمة لاستراتيجية جون بايدن منذ بداية تسلمه الحكم والظاهر ان الامريكي سينزل غصنا غصنا ليصل الى ساحة الاتفاق ببعض ماء الوجه او دون تهشيم عظامه ومن الملاحظ ان الا الايراني يفهم حركات امريكا التكتيكية فلذلك لا يذهب الى التصعيد دفعة واحدة بل يتدرج درجة درجة كما حصل معه في الاتفاق الاخير مع الوكالة الذرية حيث ترك باب الدبلوماسية مفتوحا فهو الغى البرتوكول الاضافي وأبقى على بعض الابواب مشرعة ايمانا منه بان الخروج الكلي من الاتفاق النووي يعني نقل المواجهة الى اماكن أخرى وليس في التوقيت المناسب .


يحاول المفاوض الامريكي ان يضع شروط الامن الاسرائيلي والصواريخ الباليستية وملفات عديدة على الطاولة ويحاول الامريكي ان يربط الملف النووي باضلع امريكا الخائفة في المنطقة بحيث يريد المفاوض في واشنطن أن يفرض السلة الواحدة الا وهي سلة الشرق الاوسط كاملة وهذا ما ترفضه الجمهورية الاسلامية وذلك باتباع استراتيجة الاضلع المتباعدة والمتفرقة .... فقد طرح المفاوض الايراني ثلاثة اشهر في مفاوضته مع الوكالة الذرية وهذا التكتيك يعني أن دبلوماسية الوقت او دبلوماسية النزول من اعلى الشجر ستذهب الى ما الانتخابات الاسرائيلية والايرانية على حد سواء ...من سينجح في دبلوماسية الوقت .....وهل ستنجح دبلوماسية النزول من أعلى الشجرة .....إن غدا لناظره قريب ....


بقلم الدكتور حسان الزين

الكلمات الرئيسة
رأیکم