رؤية إستراتيجية للأحداث المصرية...

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۶۱
تأريخ النشر:  ۰۷:۳۵  - الخميس  ۳۱  ینایر‬  ۲۰۱۳ 
بقلم الدکتور إبراهيم الديب
ساخنة ودامية هى الأحداث فى مصر، ومتتالية، ومتشابكة بما يكشف افتعالها وسخونة وتوتر وارتجال من يدبرها، وكأنه فى صراع صفرى فى محطاته الأخيرة، حيث لم يعد يضع فى حساباته إلا كيف ينجو بنفسه ولو على حساب مصر ، كل مصر بشعبها وأرضها ومن عليها.
بمنهجية الباحث هيا نفكر، وبرؤية شاملة ومتكاملة مؤسسة على فلسفة التاريخ وخاصة صفحاته الأخيرة منذ اندلاع الثورة فى 25 يناير 2011، وبرؤية تحليلة للمشهد الحالى بكافة زواياه، مصحوبة بمحاولة لاستشراف المستقبل.. 
هكذا هو التفكير الإستراتيجى كما تعلمناه ونحاول أن نستخدمه، بالتأكيد لن أطيل عليك أخى القارئ فقراءتى وبحثى لن أشغلك بهما، سأكتفى بتقديم ملخص موجز لما توصلت إليه، والتفاصيل لها موضعها بعد ذلك.
ملخص المشهد
ــ حملة إعلامية ضخمة تحرض لثورة شعبية على النظام الشرعى فى الذكرى الثانية للثورة.
ــ حشود ضعيفة وهزيلة فى عدد من المحافظات. 
ــ الإعلان عن تنظيمات شبه عسكرية (ميليشيات مسلحة) لمهاجمة النظام الشرعى فى مصر.
ــ افتعال العنف ومحاولة لاستفزاز القوى الوطنية  والشرطة.
ــ الهجوم على عدد من مراكز الشرطة ومؤسسات الدولة ومقار الإخوان وحزب الأغلبية فى محاولة لكسر هيبة النظام.
ــ ردود فعل عنيفة على قرار المحكمة فى قضية شهداء بورسعيد.
ــ محاولة لاقتحام وتدمير سجن بورسعيد بهدف معلن هو تحرير المتهمين، وبهدف غير معلن هو محاولة قتلهم والتخلص منهم حتى لا يخبروا عن الأسماء الخفية التى وراء المجزرة.
ــ لأول مرة فى تاريخ الشرطة المصرية نجد قادة وضباط وصف وجنود مديريات الأمن وأقسام الشرطة يهربون منها ويتركونها غنيمة للبلطجية، بما فيها من سلاح وأدوات وأوراق ومستندات!!
ــ توابع من الحملات الصبيانية للتعدى على ممتلكات الدولة وإحراقها وخاصة المقرات التابعة للشرطة.
ــ ما يقارب الأربعين قتيلاً خلال أقل من أسبوع و700 مصاب.
ــ نزول الجيش لتأمين الأماكن المشتعلة.
قراءة بين سطور المشهد
ــ قوى منظمة لافتعال العنف، وتمتلك أسلحة متنوعة يتم تطوير نوع السلاح بحسب الموقف من سلاح أبيض إلى نارى إلى مضادات للأفراد والعربات والمبانى.
ــ تعمل بشكل احترافى بمعنى أنها مدربة على حرب الشوارع. 
ــ موجهة لأهداف مختارة بعناية لإحداث بلبلة وهزة للنظام.
ــ عدد كبير من هذه الميليشيات متخفٍ. 
ــ الجماهير لم تتفاعل معها بل تنبذها وتتهرب منها وتعلن رفضها لها.
ــ بعض النخب من جبهة الإنقاذ المزعومة والإعلاميين يبشر ويعلن عن بداية نشاط هذه الميليشيات ويعرف زيها الرسمى.
أهم دلالات المشهد
ــ وجود تنظيم قوى على مستوى مصر لمجابهة النظام الشرعى المصرى الذى اختاره الشعب. 
ــ محاولات مستميتة لإجهاض نتائج وثمار الثورة المصرية التى كلفت الشعب المصرى الغالى والنفيس.
ــ بالتأكيد هم جهاز الأمن السرى بالتعاون مع مؤسسة البلطجة المنظمة من قبل فلول النظام السابق.
ــ بالتأكيد هناك غرفة عمليات رئيسية تخطط وتمرر خططها وأوامرها للمحافظات.
ــ هناك تكامل كبير وواضح بين هذه العصابة ورجالها فى الإعلام الذين حاولوا تهييج الجماهير للقيام بثورة مضادة فى ذكرى الثورة وفشلوا، وبعض الفلول المتبقية فى وزارة الداخلية الذى أعطوا الأوامر لرجالهم بترك المديريات والأقسام للبلطجية.
ــ المؤامرة تكشفت بكافة زواياها أمام الشعب المصرى، الذى نفد صبره من هذه العصابة، بل وبدأ يتململ من صبر وحلم النظام الرسمى على عدم مواجهة هذه العصابة وتخليص البلاد والعباد منهم، خاصة أنهم تجاوزوا كل حدود القانون والعرف والتقاليد والقيم المصرية الأصيلة.
مقترحات 
ــ انتهى وقت الحوار فلا حوار مع أيادٍ ملوثة بالدماء، كما أن الحوار يكون مع الوطنيين الذين نختلف معهم فى كيفية تحقيق مصالح الوطن لا مع أعداء الوطن.
ــ تشكيل لجنة للدفاع والأمن القومى تكون مهمتها كشف أسماء العاملين بجهاز الأمن السرى، وشبكة البلطجة المنظمة داخل مصر والقبض عليهم جميعًا ومواجهتهم قانونيًا بما ارتكبوه من جرائم على مدار العامين السابقين.
ــ تشديد الحراسة والتفتيش والرقابة على الفلول القابعة داخل السجون لقطع الطريق على تواصلها مع الخارج.
ــ البحث وتعقب المخططين الذين يقفون وراء هذه الجرائم وسرعة تقديمهم للعدالة.
ــ حصر قيادات فلول النظام السابق خارج السجون ووضعهم تحت الإقامة الجبرية لحين هدوء واستقرار الأوضاع.
ــ التعجيل بالبت فى القضايا المعروضة على القضاء والحسم فيها.
الوقت الآن أصبح مناسبًا للمواجهة بقوة القانون والحسم القاطع مع كل من يريد أين يهدد أمن مصر.
 

رأیکم