مفاوضات فيينا.. الوقت في صالح من؟

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۶۲۹۴۹
تأريخ النشر:  ۱۸:۴۶  - الاثنين  ۲۴  ینایر‬  ۲۰۲۲ 
منذ ان انطلقت الجولة الثامنة لمفاوضات فيينا والتي حدد لها كل من الطرفين هدفا معينا، فالاطراف المتبقية بالاتفاق حددت هدف إحياء الاتفاق النووي وعودة كل الاطراف الى الالتزام به، في حين حددت طهران الهدف منها بإلغاء كل انواع الحظر المفروض عليها، سواء مع الاتفاق او بدونه.

طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء-وفيما يتحدث مسؤولون ايرانيون وروس وصينيون بشكل متفائل عن المفاوضات وأن مساحة الاختلافات والتباينات آخذة في التقلص، حتى ان بعض المسؤولين ومنهم نواب في البرلمان يتحدثون عن إمكانية التوصل الى اتفاق قبل الربيع القادم، فإن الغربيين مازالوا يعطون اشارات متناقضة، فبعضهم يتحدث عن "نفاد الوقت" وأنه اذا لم يتم التوصل الى اتفاق خلال هذه الفترة فلن يكون هناك اتفاق، مما يعطي اشارة الى استعجالهم للتوصل الى اتفاق مع ايران، ومن جهة اخرى فهم يماطلون في منح الضمانات التي تطالب بها ايران، لعدم تكرار "فعلة ترامب" مع الاتفاق النووي، وهذا ما ترفضه الادارة الاميركية الحالية، وطبيعي ان الامر خارج عن صلاحياتها، لأن هكذا ضمانات يجب مناقشتها من قبل الكونغرس، كما الحظر الذي تحول قسم منه الى قانون، ولابد لإلغائه من قانون آخر هو من صلاحية المشرعين.
فمن جهة يبدو أن الغرب بحاجة الى اتفاق مع ايران، من اجل التفرغ لاحتواء روسيا والصين، ومن جهة اخرى لا يتقبل الغرب ان يخلي ساحة غرب آسيا لإيران، فلابد له ان يوجد البديل او على الاقل لابد له من خططات تساعده على احتواء الجمهورية الاسلامية الايرانية ومنع توسع تأثيرها على المنطقة. ولذلك يطرح في الوقت الحاضر فكرة "الاتفاق المؤقت" لتقييد ايران ولو لفترة مؤقتة، فيما يتفرغ لروسيا والصين. الا ان طهران رفضت بشكل قاطع هذه الفكرة، وبقيت مصرة على مطالبتها بإلغاء كل انواع الحظر.
وفي الحقيقة، يتبين لنا من خلال المتابعة الدقيقة لمجريات الساحة، ان الوقت لا يعمل لصالح الغرب، فيما لا تبدو طهران على عجلة من أمرها، فهي تمكنت الى حد كبير من تجاوز الآثار السلبية للحظر، وزادت من مقاومتها لتبعاته، وذلك من خلال تنفيذ خطط متوازية سواء في الداخل او الخارج، ومن أهمها تعزيز التبادل التجاري مع دول الجوار وتفعيل تبادل السلع فيما اذا لم يكن هناك امكانية للتبادل المالي، ولا نقول انها تمر بأفضل حالاتها، ولكننا نقول بالضرس القاطع أنها قادرة على مواصلة مقاومتها للحظر. وأما من ناحية الظروف الاقليمية فإن جبهة المقاومة التي تشكل ايران القلب النابض لها، حققت ومازالت تحقق المزيد من الضربات للجبهات المعادية المتمثلة بالكيان الصهيوني وتحالف العدوان السعودي الاماراتي.
في الوقت الحاضر اصبحت الجمهورية الاسلامية الايرانية ومعها جبهة المقاومة اكبر قوة مما مضى بأضعاف مضاعفة، وسواء تم التوصل الى اتفاق ام لم يتم ذلك، فإنها ماضية نحو تحقيق اهدافها بصبر استراتيجي، الواحد تلو الآخر. وقل انتظروا فإننا منتظرون.

انتهی/

رأیکم