الموقع الإلكتروني بولتيكو: الاتفاقات الجانبية مثل دفع 400 مليون دولار إلى إيران جزءاً من الدبلوماسية

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۷۰۹۹
تأريخ النشر:  ۱۰:۳۳  - الأربعاء  ۲۴  ‫أغسطس‬  ۲۰۱۶ 
يعتقد خبراء بولتيكو أن هذه الاتفاقات الجانبية والصغيرة هي التي تصنع الدبلوماسية.
طهران -وكالة نادي المراسلين الشباب للانباء-كتب موقع بولتيكو الإلكتروني في تقرير لـ "لارنس كورب" و"مايكل واكنروتر" أن: كان هناك العديد من الأزمات التي تواجهها أمريكا، وأكبر هذه الأزمات يرتبط بعلاقتها بكوبا، وتم حلها عن طريق الاتفاقات الجانبية والسرية التي لم يشير الاتفاق الأصلي إليها. قضية 400 مليون دولار المدفوعة إلى إيران تعتبر أيضا اتفاق جانبي والذي ساعدنا لاستكمال الاتفاق الأساسي.

وذكر الموقع أن: منتقدي حكومة "باراك اوباما" الرئيس الأمريكي قد اتخذوا موقفا معاديا له بسبب دفع 400 مليون دولار من جانب واشنطن إلى طهران. وتم ايداع هذا المبلغ للحكومة الإيرانية بعد تحرير 3 مساجين آمريكان، ويعتقد الكثير من الجمهوريين أن هذا المال هو ضريبة من حكومة اوباما إلى ايران، ومثل هذا الأمر في سياسة امريكا الخارجية ليس له قيمة. ويدعي البعض أيضا أن دفع 400 مليون دولار إلى إيران يؤسس طريقاُ خطراً في موجهة هذا البلد، ومن الممكن أن تستخدم طهران أسلوب احتجاز الرعايا الأمريكان لأخذ ضرائب أكثر.

وأضاف موقع بولتيكو في تقريره أن: حقيقة هذا الأمر هو أن اوباما من بين مجموعة رؤساء الجمهورية التي تدخل " المنطقة الرمادية " السياسية السيئة في مواجهة أعداء أمريكا. وهذا الفن يستخدم حواشي وهوامش الاتفاق الأساسي. ومنذ القدم كان بهذا الشكل وهو أن رؤساء الجمهورية كانوا يستخدون اتفاقيات سرية للوصول إلى الأهداف الدبلوماسية الكبيرة. وفي كثير من الحالات كانت هذه الاتفاقيات الجانبية تظل محرمة وأحياناً كانت تخالف القوانين الداخلية.

كانت إيران قد تمكنت برفع شكوى ضد أمريكا في محكمة العدل العليا بلاهاي وكانت واشنطن تحت الضغط لأجل إعادة طلب إيران. لذا قررت إدارة اوباما أن تدفع أصل طلب ايران لربما تتمكن من التهرب من دفع فوائدها. وقد اختارت واشنطن توقيتاً لدفع المال ليتزامن مع تحرير الرهائن الأمريكيين. ووفقا لادعاء وزارة الخارجية الأمريكية، فأن واشنطن استفادت من تزامن حدوث الواقعتين لكن تضغط على إيران لتحرير الرهائن بدفع المال لها.

هذا النوع من الاتفاقيات له سابقة في تاريخ السياسة العالمية. وأن الشعب الأمريكي يتذكر جيداً حادثة صاروخ كوبا. حيث سعى " جان اف كندي" رئيس امريكا السابق تحت تأثير اتفاقية ميونيخ أن يمنع تعمق وتغلغل الأزمة بين أمريكا وكوبا حتى لا تقوم حرباً عسكرية بين البلدين. وتم حل هذه الأزمة بموافقة أمريكا على إخراج صواريخها النووية من تركيا...... ولم يسمح كندي بإعلان هذه الاتفاقية لكنه كان من الممكن اتهامه بالخيانة والحد من قوة أمريكا. الآن بعد مرور سنوات على تلك الحادثة تبين أن كندي كان قد اتخذ قرارا سليما وأن إقدامه على هذا الأمر لم يضعف من قوة أمريكا إنما تجنب حدوث مصيبة كبرى خلال فترة الحرب الباردة.

وفي نهاية التقرير كتبت بولتيكو أن: مثل هذه الأمور تحدث كثيراً في تاريخ سياسة أمريكا الخارجية التي كانت في بداية الأمر سرية ومحرمة؛ لكنها تنكشف مع مرور الوقت. ومن الوضاح أن اقدام اوباما على دفع 400 مليون دولار إلى ايران كان جزءا من نفس الدبلوماسية وتم النظر ومراعاة المصالح القومية لأمريكا. وأن اخفاء هذا الاتفاق هو محاولة لإنهائها بنجاح.

انتهى/
رأیکم