صحيفة "ذي انديبندنت" البريطانية: الاخوان سيفوزون في اي انتخابات قادمة

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۸۱
تأريخ النشر:  ۱۰:۰۵  - الخميس  ۳۱  ینایر‬  ۲۰۱۳ 
تقول صحيفة "ذي انديبندنت" البريطانية في تحقيق نشرته اليوم اعدته مراسلتها آن بينكيث وبعثت به من القاهرة ان هذا اليوم يصادف ذكرى مرور عامين على اليوم الذي انطلقت فيه الانتفاضة واطاحت بحسني مبارك، وبدلا من الامل في بزوع فجر مشرق جديد، فان الامور بالنسبة الى الكثيرين تبدو أسوأ مما كانت عليه في اي وقت مضى.
 وتشير المراسلة بصورة خاصة الى انهيار السياحة وتدهور اوضاع الاقتصاد المصري عموماً. وهنا نص التحقيق:
"تطل الاهرامات هادئة من بين ضباب ساعات الصباح في الجيزة في القاهرة. انها منظر رائع يثير الاهتمام في النفوس. الا ان ما يفتقده ذلك المشهد هو شيء واحد: السياح.
فالسياحة تعتبر خط الحياة الاقتصادية بالنسبة الى مصر. غير انه بعد مرور سنتين على الفوضى السياسية التي اعقبت الاطاحة بحسني مبارك، ومع عودة ميدان التحرير ليحتضن الاحتجاجات في الوقت الذي يحيي فيه المصريون الذكرى الثانية للثورة، فان الاقتصاد يهوي بلا هوادة. ففي اعقاب النشوة العارمة بالثورة الشعبية، اصيب المصريون بخيبة أمل في نظام الحكم الاسلامي في بلادهم، فيما كانوا يتوقعون ان تتحسن معيشتهم تحت رئاسة محمد مرسي، الذي يُتهم بانه لم يحقق اهداف الثورة: الخبز والحرية والعدالة الاجتماعية.
ثم ان هناك موضوع العدالة الحقيقية أيضا. فقد قتل اكثر من 800 شخص في محاولة فاشلة لسحق الانتفاضة التي قضت على حكم مبارك. غير ان ايا من اعضاء حكومته لم يحاسب قضائياً.
اودع الرئيس السابق السجن مدى الحياة لاصداره اوامر بالقتل، وهو الان يقبع في زنزانته وصحته في تدهور. ولا يزال هناك اكثر من 700 مليون دولار في حسابات مصرفية سويسرية مرتبطة بحاشيته لم تستردها القاهرة بعد. وصدر الحكم ببراءة نجليه المتهمين بالفساد لمرور اكثر من عشر سنوات على التهم المنسوبة اليهما. والقائمة تطول.
في هذا الاسبوع اعربت هيئة العفو الدولية "أمنستي انترناشونال" عن الاسف للتقاعس عن التنفيذ، وقالت: "مع عدم ضمان معاقبة المتهمين، فان الرئيس مرسي لم يفعل شيئا يذكر لينأى بنفسه عن عقود من الانتهاكات".
لم يكن هناك الا مجموعة قليلة من السياح المصريين يقفون خارج مدخل الاهرامات. بينما وقف عزيز ابو عزيز حزينا خارج دكان بيع التحف الذي يملكه. كان يعمل لديه 12 شخصا خلال حكم مبارك. اما اليوم فليس لديه الا اربعة من العاملين. ثم ان دكاكين عديدة على امتداد شارعه مغلقة. لم يعد هناك وجود للزوار. وقال: "يمكن لهذا العام ان يكون مثمرا تماما اذا هدأت الاوضاع"، اما اليوم فان ما بين "اثنين الى اربعة" من السياح يشتركون في جولة مع دليل حول الاهرامات، مقابل ما بين 100 و150 قبل الثورة.
وقال عبد الله، وهو دليل سياحي يصاحب الزوار في جولة في عربة يجرها حصان هزيل: "كان هناك مصدر دخل جيد. اما الان فلا. لم يفعل مرسي شيئا لصالح الشعب. تخلصنا من مبارك لانه لم يفعل شيئا للفقراء. ومرسي الان مثل مبارك".
واثار مرسي، مرشح الاخوان المسلمين في انتخابات الرئاسة التي اجريت في تموز (يونيو) الماضي، موجة جديدة من الاشتباكات في الشوارع في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) حين منح نفسه سلطات مطلقة لضمان اقرار الدستور الجديد. ورغم انه تراجع على عجل، الا انه تمكن من خلال عملية استفتاء من تمرير المرسوم المثير للجدل الذي صاغه مجلس تأسيسي يسيطر عليه الاسلاميون. وقد تعرض الدستور للانتقاد على نطاق واسع لعدم توفيره حريات اساسية، ولقصوره في الحصول على دعم قوي من النخبة السياسية في مصر التي كان بامكانها ان تكفل الاجماع عليه.
وقد حملت اجراءات الرئيس بعض المعلقين على وصفه بـ"فرعون الجديد". وقال مراقب مصري: "هذه الكلمات ليست في قاموسنا بعد الان. وهذا لا يحدث الا عندما تنضم الشرطة وقوات الجيش الى الاخوان المسلمين للسير بالبلاد نحو طريق الاستبداد مرة اخرى. وان كنت لا اظن ان لدى الاخوان المسلمين هذه النية".
ويقول الخبير في الشؤون السياسية مصطفى علوي سيف وهو في مكتبه بالطابق الثاني من جامعة القاهرة ان الاخوان المسلمين ينجحون في الفوز في الانتخابات وذلك بفضل سنوات من التنظيم الاساسي حين كانت حركتهم محظورة، لكنهم لا يملكون الكفاءة في الحكم "اذ تعوزهم الخبرة في اتخاذ القرارات، ولم يكتسبوا اي خبرة في ادارة النظام". ولديه ولدى غيره ايضا انتقادات مماثلة يوجهونها للمعارضة الليبرالية، التي لملمت صفوفها تحت اسم "جبهة الانقاذ الوطني" التي أسسها محمد البرادعي، الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ويرى علي، وهو طبيب، الامور على نحو مختلف، اذ يقول: "نحن تحت احتلال من مجموعة من الايديولوجيين".
وقد تعهدت الجبهة بالتنافس في الانتخابات النيابية المقبلة، المقرر اجراؤها في الربيع، باعتبارها ائتلافا يتحدى آلية الاخوان المسلمين. الا ان المراقبين المصريين جميعا يرون انه بسبب دعايتهم في انحاء البلاد، وخاصة في المناطق الريفية المحافظة، فان الاخوان المسلمين – والمتطرفين الاسلاميين الذين قد يصل عددهم الى سبعة ملايين في دولة يبلغ عدد سكانها 82 مليونا – سيفوزون في اي انتخابات.
وقال محمود كارم، الامين العام السابق لمجلس حقوق الانسان في مصر منذ العام 2010 حتى استقالته الشهر الفائت، ان "من اكبر المشاكل ان المعارضة مفككة بالكامل". وكان كارم قد احتفظ بمنصبه بفضل الاخوان المسلمين.
ويظل الدكتور كارم قلقاً لعدم وجود بنود واضحة تتعلق بحقوق الانسان في الدستور. "هناك مجال كبير من القلق حول حقوق المرأة والطفل والاقباط".
ويقول ان "السر في بقاء النظام قائما" هو ما اذا كان مرسي سيوافق على تعديل الدستور استجابة للغضب السياسي الذي تسبب به. ويعكس استمرار الفوضى ما يصفه كارم بانه "الاستقطاب الشديد" للمجتمع ما بين الاسلاميين والعلمانيين الليبراليين. "هناك ثقة مفقودة".
ولكن كانت هناك عواقب اقتصادية ملموسة نتيجة لعدم اليقين: فبالاضافة الى انهيار السياحة، انخفضت قيمة الجنيه المصري انخفاضاً حاداً. وقد سُحِبَت استثمارات اجنبية مجموعها خمسة مليارات دولار من مصر خلال الاشهر الستة الماضية.
وما زالت الحكومة تحاول التفاوض على قرض قيمته 4.8 مليار دولار مع صندوق النقد الدولي، ولكن المصريين يعلمون ان اي صفقة ستؤدي الى ارتفاع الاسعار، وخفض الاعانات الحكومية، ما سيؤثر على غالبية الناس الذين يعيشون تحت خط الفقر. ومن الامور الملحوظة التي تراجع عنها الرئيس مرسي اعلانه عن زيادات في الضرائب على السلع والخدمات الشهر الماضي، ثم ابطل ذلك في غضون ساعات.
ويقول الدكتور سيف ان "الحكومة لا تعرف الطريق الصحيح لتقويم السياسة الاقتصادية". ويعتقد بعض المصريين الذين صوتوا للاخوان المسلمين ان السياسة الاقتصادية للحكومة ليست اسلامية بما فيه الكفاية. وكانت الحكومة معارضةً في الاصل لقرض من صندوق النقد الدولي ثم غيرت رأيها. واشتكى مؤيد سابق للجماعة طلب عدم الكشف عن اسمه قائلاً: "الامور تسير كالمعتاد". انهم لن يتصدوا للهيمنة الاميركية. يتحدثون عن الشريعة ولكن السياسات لا تتبع (ما يقولون). كل ما عندهم هو الشعارات".
ما الذي سيحصل الآن؟ انهم الآن قلقون مما سيحدث في اليومين التاليين، مع ازدياد المخاوف من مزيد من العنف. ومع وصف المصريين الشرطة التي كانت مكروهة في وقت من الاوقات بانها "في اجازة"، قبض الناس على زمام الامن بايديهم.
يحتفظ علي، الطبيب، بمسدس "براوننغ" في منزله في مجمع ذي بوابات في ضاحية غنية من ضواحي القاهرة. وهو يقول: "الكل مدججون بالسلاح". ومن اين تأتي الاسلحة؟ من ليبيا طبعاً". 
 
رأیکم