"أدولف ترامب": الديمقراطية الأميركية بلباس النّازيّة الألمانيّة

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۹۰۵۴
تأريخ النشر:  ۱۴:۳۶  - الأَحَد  ۲۹  ینایر‬  ۲۰۱۷ 
منذ وطأت قدما العجوز ترامب البيت الأبيض، لم نحتج أكثر من 10 أيام لفهم سياسة النّازي الجديد، المتميّزة بإطلاق شعارات العصبيّة والكره ضد من يختلفون معه في العرق والدّين.
طهران-وكالة نادي المراسلين الشباب للانباءوفي لمحة على التّاريخ يمر طيف الشّاب الألماني الّذي لم يستطع أن يتحمل هزيمة الألمان في الحرب العالميّة الأولى وشروط معاهدة فرساي الّتي سلبت ألمانيا قوّتها وهيبتها وجيشها، لكنّ أدولف هتلر استطاع أن يدخل مبنى المستشاريّة الألمانيّة واعدا بإعادة الهيبة للرايخ الألماني، وإطلاق شعارات العصبية "ألمانيا أولا"، وتفضيل العرق الألماني الآري على باقي الأعراق في العالم.

الشعارات الّتي أطلقت في ثلاثينيّات القرن الماضي عند تولي أدولف هتلر "الشّاب" للحكم في ألمانيا، حملها معه الرئيس العجوز دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، فهو رفع شعار "أميركا أولا" كما دعا إلى إعادة القوّة إلى أميركا وجيشها واقتصادها.

ترامب وخلال أقل من عشرة أيّام استطاع أن يفي بمعظم  وعوده الإنتخابيّة وليس ذلك غريبا على من يريد تحقيق شعبيّة بين أفراد شعبه. كما فعل هتلر وصب جهده على إعادة بناء الجيش الألماني وإنهاءالعمل فعليًّا بمعاهدة فرساي قبل تمزيقها على عربة القطار في باريس عام 1940، كما وتعهّد بإعادة بتحديث الصناعة الألمانيّة وأن يكون الآلماني الآري هو رجل أعمال العالم ودونه من الأعراق خدما عنده.

ترامب وعلى آثار خطوات الزعيم الألماني النّازي يسير باتجاه الأهداف ذاتها فهو لن يقبل بهيمنة اقتصاد في العالم سوى الاقتصاد الأميركي وعلى الأميركي أن يكون هو سيّد القوم. وترامب يسعى إلى إعادة بناء الجيش الأميركي الّذي أنهكته الحروب من خلال ميزانيّات ضخمة يعدها كلبه المسعور ماتيس. وبعض الأفعال التي يقوم بها ويعتزم القيام بها ما هي الا حملات إعلانيّة فلن يستطيع أحد يفقه لغة السياسة أن يقول إن أميركا مهددة من ما يسمى زورًا "بالإرهاب الإسلامي"، خصوصا وبعد أن نقلت أميركا هذا الإرهاب من مبنيي التجارة العالميين والذين استحالا ركاما في 11 أيلول من العام 2001 بأيادي سعوديّة، إلى حماية من المهاجرين "المسلمين الإرهابيين" الّذين كانت تستقبلهم الولايات المتحدة بأعداد "قليلة" في السّنوات الماضية، واستثنت من ذلك الوهابية السّعوديّة الإرهابيّة.فترامب لن يستطيع من خلال قراره العنصري أن يخفي حقيقة ما يضمره بدعوى تناقض القرار نفسه.

والملفت في المقارنة التّاريخيّة بين الزعيم الألماني والمتزعم الأميركي الجديد هو تقاربهما مع الرّوس أولًا للوصول إلى أهداف يضمرونها، فالنّازي هتلر وقّع اتفاقيّات عسكريّة مع الزعيم السوفياتي ستالين لسحق بولندا التي كانت تسير على خطى غربية وتقاسم أراضي البلدين، وها هو النّازي الجديد يحاول ماكرا التّقرّب من بوتين لسحق داعش وفي باله حتما تقاسم ثروات الشّرق الأوسط مع روسيا وعلى روسيا أن تنتبه من الخديعة الأميركيّة هذه وأن ينتبهوا من بربروسا جديده يقودها هتلر الجديد"دونالد ترامب".

سياسة ترامب القائمة على بناء الجدار مع المكسيك وإعادة النظر في الاتفاقيات الإقتصادية مع شرق آسيا ليست انعزالاً أميركيّا بل تربّصًا قبل تدمير هذه البلدان اقتصاديًّا من قبل الّذي لا يحفظ الصداقات ولا يعرف سوى تحقيق ما يعتقده مصلحة الشّعب الأميركيّ، ومن طرائف الحديث والتي يمكن أن تحول حقيقة في المستقبل ،فلا شيء مستبعد من قبل ساكن البيت الأبيض الجديد، أن يتحول الجدار العنصري مع المكسيك إلى حجة لوصول جحافل ترامب الإقتصاديّة إلى خليج المكسيك وقناة بنما.

قد يستيقظ غدا ترامب صباحا ويلغي اتفاقيّات جديدة كالاتفاق النووي الّذي وقعته الجمهوريّة الإسلاميّة مع مجموعة الدّول 5+1، ولا شكّ أنه لا يعير الآثار السّلبية الناتجة عن ذلك أي اهتمام، ولا شكّ أن إيران لن تواجه صعوبة في أن تصرف النظر عن التّعامل مع الشّركات الأميركيّة لصالح الشركات من شرق آسيا وأوروبا. لكن الخطر الّذي يهدد العالم أكبر بكثير من مجرّد إلغاء اتفاقيّات، الخطر القادم نحو العالم قد يتبلور في سنوات الدورة الأولى من حكم دونالد ترامب خصوصا اذا استطاع أن يغذي شعور القوميّة الوطنيّة الأميركيّة ولو بوسائل فكاهيّة كمنع عدد قليل من "اللاجئين الإسلاميين الإرهبيين"، أو أخرى سخيفة كبناء جدار بأموال مكسيكية لمنع تدفق "اللاجئين المكسيكيين" إلى الولايات المتحدة، وسيكون حتما على العالم انتظار الآلة العسكريّة الأميركيّة تكتسح منابع الثروات العالميّة ومقدرات الإقتصاد العالمي بأيادٍ أمريكيّة حيث تعمل شعوب العالم على العمل بالسخرة لصالح النّازي الأميركي.

ما يجب أن نقوله ختامًا هو أن خطر أدولف ترامب سيزداد بشكل مضطرد إذا ما لم يع زعماء العالم المفهوم النّازيّ الجديد الذي يحمله، وما لم يتخلوا عن الخوف الّذي لا أساس له من الولايات المتحدة، ووضع حدّ للثعلب الّذي ما زال يغمض عينيه مكرًا.

المصدر: وکالة مهر- حسن شکر
رأیکم