ترامب و الإعلام.. كاد المريب ان يقول خذوني

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۹۷۵۵
تأريخ النشر:  ۱۷:۰۲  - الأَحَد  ۲۶  ‫فبرایر‬  ۲۰۱۷ 
يبدو ان الرئيس الامريكي الحالي دونالد ترامب لم يتمكن حتى الان ورغم مرور اسابيع على دخوله الى البيت الابيض، من التحرر من شخصيته السابقة التي كان يظهر فيها كنجم لتلفزيون الواقع، فمازال اهتمامه بجلب الاضواء اليه هو هدفه الاول، مهما كانت طبيعة الوسيلة ومهما كانت طبيعة النتائج.
 طهران-وكالة نادي المراسلين الشباب للانباء- ترامب نجم تلفزيون الواقع صاحب الحياة الصاخبة والتصرفات الغريبة والعلاقات المستهجنة والمواقف والتصريحات غير اللائقة، ما زال على تلك التصرفات والعلاقات والمواقف والتصريحات حتى بعد دخوله البيت الابيض، فلا يمر يوماً الا ويضيف الى قائمة الازمات والمشاكل التي يتفنن بصنعها على الصعيدين الداخلي والخارجي ازمة جديدة، فبدأ عهده بالقرار العنصري بمنع مواطني سبع دول اسلامية بالدخول الى امريكا، وعكر صفو علاقات بلاده مع حلفائها المقربين بسبب تصريحات لا يمكن وصفها الا بالاستعرضية، فأساء الى علاقات امريكا مع المكسيك وكندا والمانيا وبريطانيا والاتحاد الاوروبي وحتى الصين واخرها فرنسا عندما قال ان "باريس لم تعد باريس”، مما دعا الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند يرد بعنف على ترامب.
عندما اصبح ترامب رئيسا لامريكا احاط نفسه بمجموعة من المستشارين لا يختلفون عنه كثيرا، فهم لم يدركوا شأنهم شأن ترامب ماذا تعني ان تكون مسؤولا في دولة كبيرة مثل امريكا، فكانوا يتصرفون دون التفكير بنتائج تصرفاتهم، فهذا احد مستشاريه واسمه مايكل فلين اتصل بالسفير الروسي في واشنطن وبحث معه موضوع رفع الحظر الامريكي عن روسيا، في الوقت الذي كان الرئيس الامريكي السابق باراك اوباما مازال في البيت الابيض، وهو ما كشفت عنه بعض وسائل الاعلام الامريكية، وهو ما اضطر ترامب الى ان يتنازل عن رفيقه فلين الذي اصبح مستشارا له في شؤون الامن القومي.
لما كانت حياة ترامب الشخصية والسياسية، متخمة بالاسرار، شانه شانه باقي اعضاء ادارته، والتي قد تزكم الانوف في حال وصل الاعلام اليها كما وصل الى سر فلين مع السفير الروسي، لذلك قرر ترامب ان يشن هجوما على الاعلام، انطلاقا من مبدا "افضل وسيلة للدفاع الهجوم”، عندما اعتبر بعض وسائل الاعلام الامريكية  "عدوًا.. ليس لديهم أية مصادر، فهم يقومون باختلاقها. إنهم أناس غير نزيهين”.
حاول ترامب ان يلتف حول الاعلام الامريكي، ويعقد صفقة مع مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) من اجل تلميع صورة رجاله واحراج وسائل الاعلام التي كشفت عن اتصالاتهم بالروس، وهي الصفقة التي كشفت شبكة "سي إن إن” الأمريكية عن طبيعتها، عندما ذكرت  أن مكتب التحقيقات الفدرالي رفض طلبا قدمه البيت الأبيض لوقف تداول أخبار عن تواصل شخصيات مقربة للرئيس ترامب مع عناصر روسية، وأضافت أن مسؤولين في البيت الأبيض طلبوا من (إف بي آي) الإدلاء بتصريحات صحفية تقول إن "هذه الأخبار ليست صحيحة”، لكن الطلب قوبل بالرفض.
ردة فعل ترامب على تقرير ال”سي ان ان” جاءت سريعة وعبر المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر، عندما منع ممثلي شبكة "سي إن إن” وصحيفة نيويورك تايمز، وهيئة الإذاعة البريطانية، ومجلة بوليتيكو الإلكترونية، و”لوس آنجلس تايمز”، وصحيفة "نيويورك ديلي نيوز”، وصحيفة "ديلي ميل” وغيرهم، من حضور مؤتمره الصحفي.
عقاب ترامب لوسائل الاعلام اثار موجة غضب عارمة في الاوساط الاعلامية في امريكا، وقاطع ممثلو وكالة "اسوشيتد برس” ومجلة "تايم” الاجتماع، تضامنا مع المؤسسات المذكورة، واحتجت جمعية مراسلي البيت الأبيض على القرار وقال رئيس الجمعية جيف ميسون إن: "مجلس إدارة جمعية مراسلي البيت الأبيض يحتج بقوة ضد الكيفية التي تم بها التعامل مع الاجتماع. وأعربت شبكة "سي إن إن” عن رفضها لخطوة البيت الأبيض واعتبرتها بمثابة انتقام الإدارة الأمريكية الجديدة من الإعلام بسبب نشره حقائق مزعجة، وأكدت أنها ستواصل نشر أخبارها دون الإكثراث بالإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب. من جهته، قال دين باكيه، رئيس التحرير التنفيذي لصحيفة "نيويورك تايمز”، في بيان، إن "البيت الأبيض لم يشهد منذ فترة طويلة مثل هذا المنع لتغطية تصريحاته”. وأعرب عن إدانته الشديدة لمنع الأخير حضور صحيفته ومؤسسات إعلامية أخرى للموجز الصحفي. امّا صحيفة "وول ستريت جورنال”، فانتقدت، في بيان، قرار البيت الأبيض رغم سماحه لها بحضور الموجز الصحفي. وقالت: "لو علمنا بالأمر في وقته لما شاركنا في الاجتماع”.
البعض كان يتوقع ان يكف ترامب عن التعامل بتلك الطريقة التي كان يتعامل فيها عندما كان ينظم مسابقات ملكات الجمال، اوحلبات المصارعة، عندما تنتهي فترة الانتخابات، الا القرارات والتصرفات والتصريحات التي اتخذها او دلي بها ترامب منذ دخوله البيت الابيض تكشف عن ان شخصية نجم تلفزيون الواقع متأصلة فيه، فهو عاجز عن ان يتعامل مع الاخرين باحترام بسبب نرجسيته التي ترفض الحلول الوسط.
يعرف ترامب جيدا ان الاعلام يترصد اخطاءه، وهي اخطاء تصدر بالجملة من شخصية كشخصيته، لذلك ومن اجل التغطية على هذه الاخطاء، قرر محاربة الاعلام بهدف اسكاته، ولكن من الخطأ الاعتقاد ان عداء ترامب للاعلام سببه الكشف عن اتصالات رجاله بالروس، فهذا الامر سيكون في غاية البساطة قياسا بما سيتم الكشف عنه في المستقبل عن افاعيل ترامب ورجاله، لذلك يمكن وصف حال ترامب وهو يحارب الاعلام، بحال ذلك المريب الذي كاد ان يقول خذوني.
* شفقنا


الكلمات الرئيسة
رأیکم