أوجلان: المرحلة للسياسة لا للسلاح

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۱۲۴۱
تأريخ النشر:  ۰۶:۴۳  - الجُمُعَة  ۲۲  ‫مارس‬  ۲۰۱۳ 
دعا زعيم "حزب العمال الكردستاني" عبد الله اوجلان أمس الخميس مقاتلي "حزب العمال الكردستاني" الى "القاء السلاح" والانسحاب من الاراضي التركية، مؤكدا ان الوقت حان "لتغليب المسار السياسي".
وفيما اعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن القوات التركية ستعلق عملياتها العسكرية إذا توقفت عمليات المقاتلين الاكراد، كانت الولايات المتحدة، التي تعتبر "حزب العمال الكردستاني" منظمة إرهابية، أول المرحبين بدعوة أوجلان.

وتجمع مئات الآلاف من الاكراد في مدينة ديار بكر ورددوا الهتافات ولوحوا بلافتات تحمل صورة اوجلان عندما كان النائب في البرلمان عن "حزب السلام والديموقراطية" سري سوريا اوندر يقرأ بيان الزعيم الكردي المسجون منذ عام 1999 في سجن على جزيرة في بحر مرمرة.

وقال اوجلان "إن الشعب الذي يشتعل في طيات قلبه وهج النوروز، بات لا يريد غير السلام الشامل"، مشدداً على "أن الأتراك والأكراد هم اخوة منذ نحو ألف عام، عاشا فيه تحت راية الإسلام من دون تفرقة، في زمن غلب عليه فكر الفتوحات".

وشدد على معارضته "لأي محاولة تقسيم وانفصال"، مشيراً إلى "أن شعوب الشرق الأوسط أصبحت مرهقة، جراء الصراعات والحروب، وترغب بالنهوض مجددا من العبودية، والعمل كتفاً إلى كتف للوقوف مجددا، مستغلين روح النوروز، لهذه البشرى الجديدة".

وأكد أوجلان أنه يريد أن يستغل عيد النوروز "واستغلال وهج ورمزية المناسبة، من أجل الحياة والمستقبل الجديد"، لافتاً إلى "أن الوقت حالياً ليس للخلاف، وأنما وقت الاتفاق والتعاون والمسامحة والعناق، وعلى الأتراك والأكراد، التشارك كقوتين استراتيجيتين في المنطقة، بما يتناسب وحضارتهما، والتعاون من اجل المستقبل".

وناشد "انصاف ومساواة جميع المهمشين والمبعدين، او ممن يصنفون بالمراتب الدنيا"، مشددا على "أن شعوب وسط آسيا والشرق الأوسط، يجب أن ينظروا إلى المستقبل".
واستطرد اوجلان أن "الشعب الكردي يعتبر من أقدم الشعوب بحضارته، وانه عمل مع باقي الاعراق والأقليات المختلفة، وتعايش وتقارب وناسبها، وتشارك معها آلاماً وأحزاناً، وعلى الرغم من ذلك عملت حكومات الاستعمار على ايقاع التفرقة بين هذه الشعوب في آخر 200 عام، من خلال تشكيل دول قومية، لكن شعوب الشرق الأوسط ووسط آسيا، بدأت بالنهوض، وبدأت تقول كفى للظلم، فالجميع يريد الحل، يريد الأخوة، يريد السلام".

وتناول أوجلان الصراع مع تركيا، مشيرا إلى أنه "لم يكن يستهدف أي مذهب، أو عرق، أو دين، بل كان صراعا ضد التهميش، والجهل، والإقصاء، والعزل"، مؤكدا أن "الصراع المستقبلي سيكون كذلك".
وأوضح أنه "اليوم ومن أجل تركيا، وشرق أوسط ومستقبل جديد"، يخاطب "الشباب والنساء للبدء بمرحلة جديدة، تنتقل من المقاومة بالسلاح، إلى مرحلة الديموقراطية السياسية، بذهنية تعتمد على الحق والمساواة"، مؤكداً "أن التضحيات التي قدمت في عشرات من السنوات لن تذهب هباء، لأن الأكراد اكتسبوا هوية جديدة مباركا لهم ذلك".

وشدد على ضرورة أن "تصمت الأسلحة، لأن المرحلة الحالية وصلت إلى مستوى حوار العقول، المرحلة الجديدة ليست مرحلة السلاح، وانما مرحلة السياسة، مرحلة انتقال المسلحين إلى خارج البلاد"، لافتا إلى "أنها ليست النهاية، وانما بداية جديدة من القضية".

وتعقيبا على نداء أوجلان، قال القائد العسكري لحزب العمال الكردستاني مراد كرايلان من شمال العراق: "ينبغي ان يعرف كل العالم ان حزب العمال الكردستاني مستعد للسلام وللحرب معاً. وفي هذا الاطار سنترجم الى فعل العملية التي اطلقها الرئيس ابو" (لقب اوجلان). واضاف ان "سنة 2013 ستكون سنة حل سواء بالحرب او بالسلام"، مؤكداً ان "حزب العمال الكردستاني لا يريد الحرب".

ورحب أردوغان بنداء أوجلان، وقال خلال مؤتمر صحافي من لاهاي في هولندا، حيث التقى نظيره الهولندي مارك روتي: "ارى ان الدعوة تطور ايجابي. لكن المهم بالطبع هو تنفيذ هذه الدعوة. ان ما يحدث في تنفيذها مهم جدا". واضاف: "اذا توقفت الاعمال العسكرية، فان قواتنا ستتوقف عن شن عمليات عسكرية".

ويأتي هذا الاعلان في اطار مفاوضات مباشرة أجرتها معه السلطات التركية منذ كانون الاول لوضع حد للنزاع الذي اسفر عن سقوط 45 الف قتيل.
كذلك، رحب وزير الداخلية التركي معمر غولر بدعوة أوجلان. وقال في تصريحات نقلتها وكالة انباء "الاناضول" ان "اللغة التي استخدمت هي لغة سلام"، موضحا في الوقت نفسه انه "ينتظر النتائج العملية" لهذا النداء. واضاف "سنرى بالتأكيد ماذا سيحدث".

وخارجياً سارعت الولايات المتحدة الى الترحيب بدعوة اوجلان، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية فكتوريا نولاند ان "هذا العنف كلف الكثير من الارواح .. ويجب ان ينتهي"، مضيفة ان اعلان اوجلان وقف اطلاق النار يمكن ان يساعد في انهاء "العنف المأسوي المستمر منذ اكثر من ثلاثة عقود في تركيا".

رأیکم