"إسرائيل" تستعدّ للحرب على الجبهة اللبنانية - يحيى دبوق

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۱۳۹۲
تأريخ النشر:  ۲۳:۳۲  - الأربعاء  ۲۷  ‫مارس‬  ۲۰۱۳ 
تستعد إسرائيل للحرب المقبلة شمالاً. هذا ما توحي به المواقف الصادرة في تل أبيب، ونقل الفرق التي كانت مخصصة لمواجهة الجيش السوري الى الحدود اللبنانية، حيث التهديد الأكثر خطورة: حزب الله.
مصادر عسكرية إسرائيلية أكدت لصحيفة «هآرتس» أن تدريبات الجيش واستعداداته تتركّز حالياً على إمكان اندلاع مواجهة عسكرية على الجبهة اللبنانية. وعزت ذلك الى الضعف الذي طرأ على الجيش السوري وانشغاله في الداخل، وربطاً، أيضاً، بازدياد قوة حزب الله ومنعته. وأوضحت الصحيفة أن الاستعدادات تنطلق من «إعادة تعريف التهديد الحقيقي والمتمثل حالياً بحزب الله».

ولفتت المصادر العسكرية الى أن عدداً من الفرق التي كانت مخصصة لمواجهة سوريا انخرطت أخيراً في التدرب على سيناريوات مختلفة استعداداً للحرب مع لبنان. ونقلت «هآرتس» عن أحد الضباط أن «العدو لم يعد جيشاً كما عرفناه، بل أصبح عصابة مسلحة». وتشير المصادر الى أن تغييراً طرأ على مهمة القوات المدرعة التي كانت ترابط في الجولان، والتي كانت تحصر تخطيطها واستعدادها لمواجهة مدرعات ضد مدرعات، مضيفة إن «التحدي الجديد يتمثل في مواجهة الصواريخ ضد الدروع التي يملك حزب الله الآلاف منها».

ونقلت الصحيفة عن قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، الجنرال يائير غولان، تأكيده على ضرورة العمل لإزالة الهالة التي تشكلت حول حزب الله، وضرورة التأكيد على إمكان هزيمته في الحرب المقبلة. وقال غولان: «يجب جعل هذا التهديد (حزب الله) طبيعياً، رغم وجود ميل للنظر إليه بصورة خيالية تتجاوز حدود العقلانية»، مع التشديد على ضرورة العمل وفقاً للمعادلة الآتية: «يستطيع حزب الله أن يشوّش على الجيش الإسرائيلي، لكنه لا يستطيع أن يوقفه».

وذكرت «هآرتس» أن قيادة المنطقة الشمالية تؤمن بأن الرد على تهديد حزب الله، في الحرب المقبلة، يتركز على التوليف بين التوغل البري داخل الأراضي اللبنانية لعدد من الفرق العسكرية، واستخدام مكثف لسلاح الجو. ويقول ضابط رفيع المستوى في القيادة الشمالية إن «الهدف من المناورات والتدريبات الجارية حالياً هو وضع الجنود في محاكاة لواقع فعلي ومألوف، والحؤول دون مفاجآت الحرب، لأنهم حينما يصلون الى لبنان، سيجدون أشياء جديدة وكثيرة».

في المقابل، نقلت الصحيفة عن مصادر عسكرية تأكيدها أن حزب الله، بدوره، يستعد للآتي. وبحسب المصادر نفسها، قام الجيش بملاءمة خططه العملانية لإمكان تسرب وسائل قتالية متطورة الى حزب الله، من بينها صواريخ دفاع جوي، من دون إغفال ما لديه من طائرات غير مأهولة متوافرة على نحو واسع جداً. وتؤكد المصادر نفسها أن الحزب «يزيد من قدراته العسكرية، وقد رأينا جزءاً منها في الماضي، وسنواجه جزءاً منها في المستقبل».

وفي السياق نفسه، أكد غولان أن حزب الله يعمل على إيجاد توازن استراتيجي مقابل إسرائيل و«كجزء من ذلك، يحاول التزوّد بصواريخ بر ــــ بحر للقضاء على تفوقنا البحري، كما يعمل على التزود بصواريخ أرض ــــ جو للقضاء على تفوقنا الجوي، وربما يحاول أيضاً التزود بسلاح كيميائي كي يلغي قدرة إسرائيل الاستراتيجية العليا». وأضاف في مقابلة مع صحيفة «إسرائيل اليوم» إن «حزب الله ينشغل يومياً بتعاظمه العسكري. وفي العامين الماضيين، استثمر في وسائل قتالية من ناحية الكم والنوع، بما يبدأ بأجهزة الرؤية الليلية، أو صواريخ الدفاع الجوي».

وقال غولان: «حزب الله عدوّ مرير، ولا يمكن التصالح معه. ما نقوم به هو محاولة ردعه، والردع يكون أحياناً نافعاً جداً، وأحياناً أقل نفعاً». وأشار الى أن «الضغط الذي يواجهه حزب الله، نتيجة تفكك سوريا، بات بارزاً جداً، ولا يجري التعبير عنه فقط من خلال دعمه (الرئيس بشار) الأسد، بل أيضاً مما يحدث في لبنان. فمئات الآلاف من اللاجئين السوريين السنّة يهددون بتغيير الميزان الديموغرافي في هذا البلد، إضافة الى تمركز عناصر الجهاد العالمي، والانتقادات الموجهة لقدرات الحزب العسكرية، وصولاً الى التظاهرات الحاشدة ضده». وأضاف: «ما حفظ استقرار لبنان، حتى الآن، هو غياب توازن القوة، إذ كان حزب الله قوياً جداً ومعارضوه ضعفاء جداً. وهذا الواقع بدأ يتعرّض للاختراق».

وأشار غولان الى «وجود تقدير بأن عدم الاستقرار في هذا البلد سيتعمق أكثر فأكثر، وبأن حزب الله سينجح في مواجهة ذلك بمساعدة إيرانية. أما لجهة إحساسي، فهو أن حزب الله سيتغلب على هذا التحدي، لكن سيطرته على لبنان ستكون أكثر بروزاً من ذي قبل». ومعنى ذلك، بحسب غولان، «ستبرز لدينا دولة حزب الله، لكن مع التنبه الى أنها ستكون خلف الدولة العلوية المتوقع أن تنشأ في سوريا، أي أن إيران باتت هنا».
رأیکم