على أنغام الأوبرا الملكية تهنئة قيصرية للقوات السورية.. نهارك سعيد سيادة الرئيس

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۱۴۹۸۲
تأريخ النشر:  ۱۰:۲۹  - الثلاثاء  ۱۲  ‫ستمبر‬  ۲۰۱۷ 
صوت أوبرا روسية مهيبة تملأ أرجاء المكان في قلب الكرملين، تنخفض الموسيقا رويداً، حتى لا يبقى سوى صوت أزرار الهاتف الرئاسي بانتظار الطرف الآخر للرد، تُرفع السماعة فينطلق صوت قيصري فرح قائلاً بالروسية (دوبرِيْ دِين) نهارك سعيد سيادة الرئيس، يأتي الرد الدمشقي بثقة قائلاً السعادة مشتركة أيها الحليف.

طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء- يتابع الرئيسان بشار الأسد وفلاديمير بوتين مكالمتهما الودية، هنأ القيصر الروسي ليث الشام بنصر دير الزور، لم يكن يُسمع في أرجاء الكرملين سوى ضحكات بوتين التي زادت الحرس الروسي تأهباً واستعداداً على أبواب الكرملين، إن الحدث مدوي بقدر قنبلة هيدروجينية جعلت الخصوم يرفعون حالة التأهب القصوى.

وزير الدفاع الروسي دميتري بيسكوف أعلن بأن رئيس بلاده بوتين هنأ نظيره السوري بشار الأسد بنجاح عملية الجيش السوري لفك الحصار المفروض على مدينة دير الزور، موضحاً بأن بوتين قيّم عاليا هذا الانتصار الاستراتيجي وهنأ الرئيس السوري بهذه الخطوة المهمة على طريق تحرير الأراضي السورية من الإرهاب، إضافةً لتهنئته الجيش السوري بالانتصار الاستراتيجي فضلاً عن تحية القوات الجوية الروسية.

بالتزامن مع هذا الحدث الكبير، كشف يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي للشؤون الدولية، عن أن ملك السعودية، سلمان بن عبد العزيز آل سعود، سيقوم بزيارة إلى روسيا، في النصف الأول من الشهر المقبل، من الطبيعي أن يسعى السعوديون في هذه الفترة لإعادة ترتيب العلاقات مع موسكو، بسبب التحول الميداني الكبير في سوريا، ونجاح الروسي في قيادة الدفة السياسية على الساحة الدولية، وتغير خطاب المبعوث الأممي لسورية ستيفان دي ميستورا الذي قال مؤخراً إن على ما تُسمى بالمعارضة السورية أن تدرك أنها لم تربح الحرب ضد الحكومة، ناصحاً تلك المعارضة بأن تكون واقعية لأنها لم تربح الحرب.

كما أن ربط الرئيس فلاديمير بوتين انطلاق العملية السياسية لتسوية الأزمة السورية وتثبيت الهدنة، بضرورة استكمال عملية تحرير ريف دير الزور من تنظيم "داعش" وقوله في ختام قمة "بريكس" بمدينة شيامن الصينية بأن الوضع الميداني في سوريا، يتغير جذريا لصالح القوات السورية، التي ستحصل على تفوق غير مشكوك فيه، كل ذلك دفع بالسياسة البدوية الجلفة لأن تبدي بعضاً من المرونة المصطنعة امتثالاً للأمر الواقع الذي يقول بأن الدولة السورية تسير بخطى موزونة نحو النصر الكامل وأن الحرب باتت في رمقها الأخير.

أيضاً هناك تصريح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي أعرب فيه عن عن أمله في الإعلان قريبا عن اتفاق نهائي بشأن منطقة تخفيف التصعيد في إدلب السورية، مشيدا بالتقدم في هذا المجال، الأمر الذي جعل السعوديين والأمريكيين يسارعون للتحرك حيال هذا الشأن، تخيلوا حل مشكلة ادلب بوضعها مبدئياً ضمن مناطق خفض التصعيد، هذا سيعني تحييد السعودي والأمريكي عن تلك المنطقة الهامة لأن الضامن فيها سيكون كل من الروسي والإيراني والتركي فقط لا غير.

ومما يدعم الأهمية الكبير لانتصار دير الزور هو قيام التحالف الدولي بعملية إنزال جوي في مدينة الميادين، وهي ثالث عملية من نوعها خلال يومين في محافظة دير الزور جنوب شرق سوريا، هذا ميدانياً أما سياسياً فقد أوعزت واشنطن لما تُسمى باللجنة الدولية للتحقيق فيما يُزعم أنه انتهاك حقوق الإنسان في سوريا باتهام الجيش السوري باستخدام غاز السارين في خان شيخون وإدلب وغاز الكلورين في إدلب وحماه والغوطة الشرقية ودمشق.

وذلك بهدف التشويش على اتصار دير الزور أولاً، وإعادة فتح باب الابتزاز السياسي من خلال تلفيق التهم الغير مبنية على دلائل من أجل عرقلة أي حل ممكن في الزمن القريب، ليبقى الملف السوري متجدد المشاكل بفضل هكذا اتهامات سياسية.

بالمختصر فإن نصر دير الزور وفك الحصار عن المدينة، والحديث عن عزم الجيش السوري وحلفائه التقدم نحو الريف الديري، ونضوج ملف ادلب على نار التسوية أو الحسم، كل ذلك سيجعل عجلة الحل السياسي تدور بسرعة أكبر.

المصدر/ علي مخلوف / عاجل الاخباري

رأیکم