مفتي سوريا زار معلم مليتا: ننتظر فتح جبهة الجولان وسوف نكون بعمائمنا اول الداخلين إليها

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۲۰۹۲
تأريخ النشر:  ۱۱:۳۱  - الاثنين  ۲۰  ‫مایو‬  ۲۰۱۳ 
وكالة (نادي المراسلين) العالمية للأنباء :
زار مفتي الجمهورية العربية السورية الشيخ أحمد بدرالدين حسون، معلم "مليتا الجهادي السياحي" في إقليم التفاح، في زيارة هي الأولى له لمنطقة الجنوب، يرافقه نجلاه محمد وعناية الله، وذلك بدعوة من "حزب الله"، الذي أعد له استقبالا شعبيا حاشدا.
وفقا لما اوردته وكالة (نادي المراسلين) العالمية للأنباء رفعت اللافتات المرحبة بالمفتي حسون في كافة قرى وبلدات اقليم التفاح، كتب على بعضها "لبنان المقاومة يرحب بمفتي الجمهورية العربية السورية الشيخ أحمد بدرالدين حسون"، "اهلا بوالد الشهيد سارية في أرض الشهداء"، و"ستبقى سوريا عرين المقاومة وارداة الامة المنتصرة".
وكان في استقباله عند مدخل "مليتا" وفد من قيادة المنطقة الثانية في "حزب الله"، وفرقة "كشافة المهدي" الموسيقية، التي عزفت "لحن الترحيب"، وعدد من النساء والفتية الذين نثروا الورود وقدموا له باقات منها، بعدها توجه الزائر الى قاعة المعلم، حيث كان بانتظاره جمع من علماء الدين، وعوائل الشهداء، وعدد من ابناء الجالية السورية في المنطقة.


وفي باحة المعلم، ألقى عماد عواضة كلمة رحب فيها بالمفتي حسون، قائلا: "ها انت في الجنوب العابق بأرواح الشهداء، يا شيخ الموقف، ويا اسدا في الكلمة، جميل أن تأتي، وان ترسم على الوجوه، وتوشح شامة الشام العابقة بربيع العشق والانتصار، جميل أن تأتي، وسوريا حصن المقاومة والعرين المدجج بالعنفوان والاباء والعزة، ولا، لن تسقط سوريا ولن يسقط خيار المقاومة، وواهمون هم بان تسقط سوريا، سوريا أمل فلسطين، وسوريا للقدس وللمقاومة".


ثم ألقى حسون كلمة قال فيها: "ايها الاحبة في ارض باركتها السماء وطهرتها دماء الشهداء، ونورتها ارواح سمت الى العلياء، يا من اعتز بالانتماء الى تربتكم الطاهرة، الى التربة التي سجد عليها رسول الله، واي تربة اشرف من تربة تمخضت بعطر دماء الشهداء، واي سماء ظللت واستقبلت تلك الارواح التي صعدت الى السماء، وانا اليوم ما جئت الا لاشم اريج اثار الشهداء، ولأستنير بأنوار روحهم التي هي الان وانا مؤمن انها تشرق علينا من الجبال لتقول لنا: "بل احياء عند ربنا نرزق"، الميتون هم، ولسنا الميتين نحن الشهداء، نحن دخلنا الى الحياة وتألقنا وصعدنا من الموت، اما اولئك الذين احبوا الاهواء وساروا خلف اناس ليس لهم انتماء، فاولئك اموات غير احياء".

أضاف: "انها جبال عامل، وانها هضبات جباع، هي التي تعلم الدرس العملي لا النظري، تعلم ما معنى قوله تعالى "وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله"، ولقد انتصر هذ البلد الصغير وتألق بابنائه الذين هم اطياف نور وجمال، لا طوائف تناحر وقتال، هم تعدد يعطي ثراه وليس يهدم بناء، هم تنوع ارادته السماء، وهذا الاختلاف والتنوع الذي اعطى لبنان قوته، وهم اليوم يريدون لسوريا كما ارادوا للبنان منذ سنين، ان يتحول الاختلاف الى اقتتال، نقول لا، لن تفرحوا بذلك، فلبنان الذين عرفتموه ميتا عاد حيا مقاوما، عاد املا للامة وللانسانية في وجه تلك الفئة الطاغية".

وتابع: "ما سمعته منذ ايام، من "السيد ابي هادي"، وهو يقول لا تفرحوا "لن تسقط سوريا"، والسبب انها لن تسقط، فسوريا التي باركتها السماء ودعا لها سيد الانبياء فقال: "اللهم بارك لنا في شامنا"، انتم تريدونها ان تسقط لتسقط المقاومة بعدها، المقاومة مدد إلهي، لا مدد بشري، ومن كان الله معه، لا يستطيع احد في الكون ان يخذله".

وخاطب الحضور: "اهلي الكرام، بشراكم، ابشروا فلن يخذل الله امة التزمت أن تكون مع الله في حزبه، "الا ان حزب الله هم الغالبون"، وما كذب القرآن قط، وما نقضت آية من آياته، فإلى الذين يظنون اننا حزب، وجماعة، وطائفة سنة او شيعة، صوفية او سلفية، نقول: نحن أمة قال الله عنها "كنتم خير امة اخرجت للناس"، فتنوعنا جمال وعطاء، صفاء ونماء، قوة وانتماء، فلا تلعبوا بيننا لعبة الطوائف والمذاهب، فمذهبنا في الحب مذهب واحد، فتحية الى قائد مسيرة الشهادة وتحية الى شعب لبنان، جيشا وشعبا ومقاومة، وحدتهم فلسطين، ووحدتهم الكرامة والعزة".

بعدها، عقد لقاء في صالون الشرف، قدم خلاله مسؤول وحدة الانشطة الاعلامية في "حزب الله" الشيخ علي ضاهر، درع "معلم مليتا" الى المفتي حسون، عربون تقدير ووفاء، ثم جرى عرض لفيلم عن مراحل تحرير الجنوب اللبناني واندحار العدو، والاهمية التي اكتسبها تلة مليتا ابان الاحتلال الاسرائيلي للمنطقة.

ثم جال حسون في ارجاء المعلم، مستهلا جولته في منطقة الهاوية التي تضم دبابات وآليات عسكرية اسرائيلية دمرتها المقاومة في مواجهاتها مع العدو الاسرائيلي، ثم توقف امام الدشمة التي كان يلتقي فيها الامين العام السابق ل"حزب الله" السيد عباس الموسوي بالمجاهدين، اثناء توجههم للقيام بعمليات ضد مواقع العدو، التي كانت تحيط بالمنطقة قبل العام 2000، وتلا سورة الفاتحة عن روح السيد الموسوي، ليجول بعدها في "المسار الجهادي"، الذي يمتد عند مرتفعات ومنحدرات مليتا، مطلعا على صواريخ الغراد وغيرها التي كانت تستخدمها المقاومة، ثم عبر النفق الذي يمتد نحو 300 متر في تلة مليتا، الذي كان حصنا للمقاومين في وجه الغارات الجوية الاسرائيلية، التي كانت تستهدف التلة، وصولا الى دشمة "سجد".

وفي ساحة التحرير توقف حسون أمام عدد من صواريخ "الكورنت والتاو"، ثم غرس شجرة أرز الى جانب أربع شجرات زرعها من قبل الرئيس اميل لحود، والرئيس سليم الحص، والعماد النائب ميشال عون.
كما جال حسون في المعرض الحربي الذي يضم اسلحة ومعدات اسرائيلية غنمها المقاومون في حرب تموز 2006، ليؤدي بعدها الصلاة في مصلى المعلم.

وأثر الجولة تحدث حسون أمام الصحافيين فقال: "في هذه اللحظات التي اشتم فيها روائح دماء الشهداء، واتألق روحيا بذكرياتهم، اشعر ان الطريق مازال امامنا طويلا في سوريا وفي الجنوب، في اللحظة التي تخلى فيها العالم العربي والاسلامي والانساني عن حق الشعب الفلسطيني، ارى هنا شبابا ما زالت دماؤهم تغلي، للحاق بركب الشهداء ليصلوا في القدس، وان كل من استشهد في هذه الهضاب والجبال، استشهد وعينه على القدس وروحه هناك تعانق السماء، ونحن في شهر الاسراء والمعراج في شهر رجب".

أضاف: "اليوم سوريا تدفع ثمن ما بذلته هنا، ما بذلته من دعم واخوة وعطاء، سوريا اليوم يريدونها ان تركع، فإذا ركعت سوريا استسلم هذا الجبل، لذلك لن تستسلم هذه الهضاب ولا هذه الارواح ولن تركع سوريا، لان النبي محمد دعا العالم الاسلامي بقوله "اذا كثرت الفتن ان يأتوا الى الشام ليطفأ نار الفتن بنور الجهاد وبنور الصدق والصبر"، وما فعله ابناؤنا في جنوب لبنان جيشا ومقاومة وشعبا، سيسجله التاريخ على انه صفحة من صفحات المجد، وما يسجله اليوم ابناء سوريا من صمود امام من يريد تمزيقهم وتدميرهم، وان يشعل نار الطائفية فيهم والمذهبية سترد عليهم بإذن الله بأن هذه الجبال ستبقى شامخة، وان هذه الجبال ستبقى منيرة، وان هذه الدماء ستبقى منتصرة، وسيبقى نداء الله اكبر يؤيدنا في كل خطوة لننتصر على العدو، لا لنضيع بعضنا بعضا".

وردا على سؤال حول الدعوات إلى فتح جبهة الجولان بالقول "مازلنا ننتظر فتح الجبهات كلها، وارجو الله اذا فتحت الجبهة ان نكون بعمائمنا اول الداخلين الى جبهة الجولان".

وختم "ثبت الله اقدام المجاهدين، ورحم شهداءنا، وانزل الرضا والرضوان في قلوب الاباء والامهات".
واختتم حسون ونجلاه جولتهم بزيارة عائلة شهيد المقاومة الإسلامية في بلدة عربصاليم عاهد سعاده، يرافقهم قياديون في "حزب الله".
رأیکم