«فيلتمان» في إيران و «كيري» يُهاتف «المعلم».. عن أي ضربة عسكرية يتحدث الأغبياء؟!

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۲۸۷۶
تأريخ النشر:  ۰۸:۲۵  - الاثنين  ۲۶  ‫أغسطس‬  ۲۰۱۳ 
وكالة (نادي المراسلين) العالمية للأنباء :
يشنّ الغرب حرباً إعلامية شرسة في هذه الأيام على شعوب المنطقة والشعب السوري خصوصاً، محورها التهديدات بشنّ ضربات عسكريّة بقيادة أمريكيّة على سوريا وذلك برضى من الدول الأوروبيّة المُساقة في الركب الأمريكي لا حول لها ولا قوة.
وفقا لما اوردته وكالة (نادي المراسلين) العالمية للأنباء الحرب هذه المتضمنة سيناريوهات تُنشر عن وقائع وفرضيات متعلّقة بضربات "إستباقيّة” تشنُها الولايات المتحدة بصواريخ وطائرات، هي حرباً منظّمة بلِا شك، تهدُف لتشتيت أنظار الشعب السوري الداعم بالنسبة الأغلب للجيش وتدمير المعنويات وإدخال البلد في أزمة فوق الأزمة، وتشتيت أيضاً أنظار الجيش السوري الذي يتقدّم في محاور المعارك في أغلب المناطق السوريّة الساخنة.

الحرب هذه المستعرة إعلامياً، يقودها الإعلام الغربي متعاوناً مع الإعلام العربي وبمشاركة فاعلة من الإعلام الاسرائيلي، حيث جُنّدت وسائل الإعلام هذه، لهذه الحرب النفسيّة الأعلاميّة، حيث تبارى هؤلاء بنشر تقارير متعلّقة بكيفية قيام الولايات المتحدة بضربة عسكريّة لسورية وماهيّت الأهداف التي ستقصفها، وايضاً نشر تقارير عن الخُطط والوقائع والتحضيرات لهذا الأمر، مدعّمة هذه التقارير بمحلّلين عسكريين وسياسيين، وروايات وتحليلات "طويلة عريضة”، وكأننا بُتنا قاب قوسين أو أدنى من بدء هذه الحرب،. كل هذا ترافق مع "صهيل أمريكي عالي النبرة” صادر عن القيادة السياسيّة التي باتت تُهدد يومياً بهذه الضربات، رغم أنّ القيادة العسكريّة المتمثّلة برئاسة الأركان العامة للجيوش الأمريكية قد حذّرت من مغبّت القيام بمثل هكذا ضربة.

الوقائع على الأرض، تشير وتُؤكد بأنّ ما يجري من بثّ أخبار في الإعلام عن هكذا ضربات هي بِلا شك حرباً إعلامياً، والذي يدحض رواية قيام الولايات المتحدة اوأياً من حلفاءها بضربة عسكريّة لسورية هو الأتصالات التي تقوم بها القيادة الامريكيّة نفسها من تحت الطاولة ومن فوقها مع القيادات الروسيّة، وايضاً الايرانيّة والدول النافذة وغير النافذة في المنطقة. هنا ووسط هذا الضجيج الإعلامي المتعالي وبعد التهديدات الايرانيّة للولايات المتحدة من ضرب سوريا، والتهديدات السوريّة أيضاً بـ "تفجير الشرق الاوسط بحال ضربها” ينشط الخط السياسي بلقاءات هامة لم تجري أيام "الهدوء العسكرية الغربي المباشر في سورية” (اي جيوشها) وهو عبارة عن زيارة لمساعد وزير الخارجية الأمريكي "جيفري فيلتمان” إلى طهران وإجراء مباحثات متعلّقة بسوريا، للمرة الاولى منذ أعوام القطيعة الطويلة بين البلدين، وأيضاً ما رشح عن إتصال بين وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري” والسوري "وليد المعلم”، وأيضاً لأول مرّة منذ فترة ليست بقريبة، حيث نُشر القليل والغير الأساسي من ما دار في الإتصال، ولكن ما خفي من أمور أساسية في مادار في هذه الاتصال هو أعظم.

إذاً، تقارب أمريكي – إيراني، و أمريكي – روسي، و أمريكي – سوري، على وقع الخطاب العسكري الذي يُراد منه إيصال رسائل سياسيّة وتقوية موقف سياسي وتفاوضي على أبواب جنيف 2 لا أكثر ولا اقل. في ظل كل هذا، عن اي ضربة عسكرية تتحدثون؟ الولايات المتحدة بِلا شك غير قادرة بتاتاً على ضرب سوريا لعدة أسباب نذكر منها:

اولاً: انّ الجو العام في الولايات المتحدة لا يميل للقبول بتوجيه ضربة عسكريّة إلى سوريا، ونسبة التأييد لهذا العمل وفق ما ظهر من نتائج إستفتاء هي 9%.

ثانياً: الولايات المتحدة تُعاني مشاكل إقتصاديّة وسياسيّة داخليّة، وبالتالي هي غير قادرة على القيام بأي معركة او ضربة حالياً.

ثالثاً: ثبُت عدم قدرة الولايات المتحدة على الدخول الحرب سوى بشكل قيادي في اي حرب في المستقبل القريب، والدليل هو ما جرى في ليبيا، حيث كان هي القائد الغير مُشارك بأي ضربة عسكريّة وجهت لنظام القذّافي، والاروربيين يومها من كان المُنفذ المُقاتل عنهم. السيناريو الليبي مًستبعد بسوريا لأن التحالفات والتجاذبات السياسيّة الدوليّة الناتجة عن الأزمة السوريّة كبيرة، وحادة، وأدت لإنقسام عامودي بين الدول، وهذا الأمر لم يحدث في ما خصّ الموضوع الليبي.

رابعاً: الولايات المتحدة الخارجة مهزومة من العراق، والخارجة تحت الهزيمة من أفغانسان، والمتراجع دورها الدولي عسكرياً وسياسياً لصالح إزدواجيّة القطب، التي تعاني من الدين العام العالي النسبة، والمديونة للصين والبنوك وغيرها، والتي تُعاني من إنخفاض حاد بالصناعة العسكرية، ودخولها في عجز إقتصادي و عسكري هي دولة، وفق التحليل، ومن النظرة العسكريّة والسياسيّة، هي دولة غيــر قــادرة ليس فقط على الدخول بحرب لا تُحمد عُقباها، بل غير قــادرة على إطلاق رصاصة واحدة تجاه اي دولة أخرى بشكل منفرد، فكيف الأمر بسوريا مثلاً؟

ان قيام الولايات المتحدة بإطلاق اي طلقة أو رصاصة نحو أي دولة أو مجتمع آخر، ستتحوّل إلى رصاصة رحمة تُصيب وسط رأسها تماماً، وهذا ما يعيه الامريكيون جيداً، فلو كانوا أقوياء كما الماضي، وأصحاب القرار في أي شأن وفي أي دولة، لكانوا دخلوا الحرب في سوريا منذ زمن، وبناءً على كل ما تقدم، "مُستحيل”، ألف مرة ان تُقدم الولايات المتحدة على أي عمل عسكري تجاه. وكل ما يجري اليوم من كلام وسيناريوهات هو هرّتقة إعلامية تعويضاً عن عدم القدرة على القيام بعمل عسكري جدّي ضد سوريا.

رأیکم