ماذا دار في إتصال «صالحي – لافروف» الهاتفي حتّى فرّمل الأمريكيون الضربة؟

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۲۹۰۷
تأريخ النشر:  ۱۶:۰۶  - السَّبْت  ۳۱  ‫أغسطس‬  ۲۰۱۳ 
وكالة (نادي المراسلين) العالمية للأنباء :
فرّمل الامريكيون ضربتهم المزعومة لسورية بعد ان هلّلوا لها على مدى أربعة أيام إمتلئت ورقات الصحف بالسيناريوهات التي تعد للضربة ممزوجة بأهداف ثابتة ومتحركة سوريا نظامية، مترافقة مع ضخ إعلامي لم يمّر على مدار التاريخ في الحروب، اسهم إلى تشكيل حالة هلع لدى السوريين مما هو قادم.
وفقا لما اوردته وكالة (نادي المراسلين) العالمية للأنباء وسائل الاعلام العربية خصوصاً، كان لها الدور الابرز بعملية الضخ الاعلامي، حيث كانت تنشر التقارير وتترجم أخرى عن الصحف الغربية ومراكز الدراسات المكلفة بالاعداد للحرب النفسية، الخبرية بكيفية التعامل معها، فكان هجوماً إعلامياً نفسياً شرساً يفوق بقوته وإرهابه إرهاب الحرب العسكرية ذات نفسها.

مصادر مقربة من الدبلوماسية الروسية في بيروت، كشفت عن بعض الاسباب التي أدت للتراجع الأمريكي عن الضربة التي كانت مقررة فجر الخميس الماضي، والتي سوّق لها الغرب إعلامياً يكثافة.

وقالت المصادر أنه وفي الاتصال الاخير الذي جرى مساء الاربعاء بين وزير الخارجية الايراني علي صالحي ونظيره الروسي سيرغي لافروف، وجّه الوزير الايراني رسائل واضحة وعالية النبرة إلى الأمريكي عبر الوزير الروسي، بحكم انّ بين روسيا والولايات المتحدة خط ساخن وخط تواصل بينهما على عكس الايراني، حيث كان صالحي هنا، يوجه إنداراً حاسماً للامريكي من مغبّت ضرب سوريا.

وقال المصدر القريب من الدبلوماسية الروسية في بيروت، في حديثه، بأن "إيران وجهّت عبر صالحي تهديداً مباشراً للولايات المتحدة الامريكية بدخول حرب لن تكون ازرار إيقافها بيد الأمريكي، وان أي ضربة أمريكية ستوجّه لسوريا، مقابلها ضربة لإسرائيل تفوق بقوتها الضربة الامريكية وستُجر المنطقة كلها إلى حرب لن تكون لا بمصلحة الولايات المتحدة ولا بمصلحة إسرائيل او اي احد أخر”.

وتابع المصدر نقله لبعض مما جرى، معتبراً ان "الايراني كان حاسماً، خصوصاً عندما قال الوزير صاحلي بالحرف ان أي صاروخ يسقط على دمشق مقابله 5 صواريخ على المستعمرات الاسرائيلية وصولاً للجليل، وان أي صاروخ توماهوك يسقط على أي بقعة من سوريا مقابله صاروخ شهاب، وان ابواب الحرب إن فُتحت لن تجد من يغلقها ابداً”.

وقال المصدر بأن "لافروف كان مدركاً لابعاد ما سيحصل، وكان موافق على حديث الوزير الايراني، وكانا ينسقان الموقف سوياً، وعند إنتهاء الاتصال بين الرجلين، قام لافروف بعد قليل بالاتصال بوزير الخارجية الامريكي جون كيري يبلغه فيه الموقف والتصعيد والتهديد الايراني، ناصحاً إياه بأن أي ضربة أمريكية ستجر المنطقة إلى حافة الهاوية بعد التهديدات الايرانية الجدية”، وعلى ما يبدو، والحديث للمصدر، فإن "كيري قد نقل الرسالة الايرانية التي تردّدت في اليوم التالي للتأكيد عبر القادة العسكريين، إلى الرئيس أوباما والقيادة العسكرية التي إستمهلت الأمور، وجمدت خططها وفرّملة الضربة”.

وختم المصدر بأن "إيران تملك اوراق ضغط كبيرة على الولايات المتحدة، منها الخاصرة الاسرائيلية الرخوة، وايضاً القواعد الامريكية النتشرة في الخليج والتي لا تبعد عن ايران سوى امتاراً من المنظور العسكري، وايضاً ىتستطيع ايران تحريك ورقة حزب الله التي توجع اسرائيل، هذه العوامل كلها، إضافة للعامل السوري الذي سيدخل الحرب ويوجه الضربات ليس فقط لاسرائيل، بل للدول التي تنطلق منها الصواريخ والطائرات عليه، وذلك من باب انه داخل في معركة ولن يخسراً شيئاً”.

كان التأثير هنا على الأمريكي هي إسرائيل التي لم يكن وضعها سليم ابداً في ضوء ما يجري، خصوصاً حالة الهلع التي اصابت المستوطنين والتي شكلت حالة ضغط على كيان العدو، خصوصاً بعد إستفتاء اثبت ان 77% من المستوطنون لا يريدون حرباً مع سوريا، او إيران او دخول حزب الله الذي يشكل الرعب الاكبر لهم، وذلك خوفاً من الكميات الهائلة من الصواريخ التي ستسقط عليهم فور إشتعال المعركة.

على ما يبدو، وبضوء ذلك، فإن الامريكي جمّد ضربته لوقت لاحق حتى يتمكن من تأمين التحالفات والظلمة المناسبة، وسيعمد في ضوء هذه الفترة إلى الضغط سياسياً وتفاوضياً من باب الضربة لكي يحرز مكاسب مؤكد بأنه لن يحرزها في الضربة المزعومة.

رأیکم