بعد خمسة أشهر من دون إنترنت.. هذه تجربتي

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۲۹۰۷۶
تأريخ النشر:  ۰۹:۳۳  - الخميس  ۰۴  ‫أکتوبر‬  ۲۰۱۸ 
قضيت خمسة أشهر كاملة دون فيسبوك ولا فيديوهات يوتيوب ولا حجز تذاكر ولا شراء ولا بيع عبر الإنترنت؛ وخرجت سالمة من ذلك، بل إنني لم أعد أشعر بعد ثلاثة أشهر فقط بأن للإنترنت أهمية على الإطلاق.

بعد خمسة أشهر من دون إنترنت.. هذه تجربتيطهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء - هكذا تبدأ الصحفية بمجلة لونوفيل أوبسرفاتور الفرنسية آليس مرواني تقريرا وصفت فيه تجربة قضتها في سهول البامبا بأميركا الجنوبية، حيث ابتعدت عن الإنترنت، ولم تكن تدخله إلا مرة في الأسبوع للاطمئنان على ذويها وإطلاعهم على أخبارها.

ثلاث حقائق
في الأسبوع الأول، بعد تلك التجربة، تقول آليس إنها راحت كالمجنونة تبحث عن أول شبكة "واي فاي" تمكنها من دخول الإنترنت، لكن ما لفت نظرها قبل كل شيء هو أن الإنترنت لم يتغير على الإطلاق، بل تولد لديها انطباع بأنه يدور في حلقة مفرغة.

وتضيف قائلة "تماما كالطفل الذي يكتشف عبثية العالم لأول مرة، تواردت على ذهني الأسئلة الأولى: لماذا الوسم (الهاشتاغ)؟ وما قيمة نشرنا ذكرياتنا؟ ومن يهتم بصور ما نأكله؟ ولماذا يتجادل الجميع؟"

وتؤكد بعد ذلك أنها خرجت بثلاث حقائق:

أولا- أنها لم تعد تتحمل أصدقاءها على فيسبوك، فكل شغلهم هو نشر صورهم وتقديم التهاني والتحليلات الجيوسياسية، مما يعني -وفقا لها- أن الإعلانات والمواقع ليست وحدها التي تحاول سرقة انتباهنا؛ فالجميع منهمكون في ذلك، والكل يبحث عما أمكنه من "إعجاب".

ثانيا- أن أمورا تافهة تأخذ مدى وأهمية واسعة على الشبكات الاجتماعية، فترى كل واحد يدافع باستماتة عما هو مهووس به اليوم.

ثالثا- أننا أصبحنا حبيسي الخوارزميات؛ فعلى صفحتي يتحدث الجميع عن الحركات النسوية والحفلات الفنية، وكل شيء مهيأ بشكل يثير السخرية لجعلي أحس بأن العالم كله مختزل في هذه الأشياء البسيطة.

ووصل الأمر حد اعتقادي ليومين على الأقل بأن الإنترنت هو السبب الرئيسي لانحطاطنا المستقبلي.

الأسبوع الثاني
في الأسبوع الثاني بدأت "حليمة تعود لعادتها القديمة"، إذ وجدت مرواني نفسها راغبة في قراءة مقالات حول هذا الموضوع أو ذاك، وكتابة تغريدة عن ذلك، وبدأت كما كانت في السابق تضع "إعجابا" كلما رأت أن شخصا ما يتكلم بحدة، رغم أنها لا تعرف ما يتحدث عنه، لكن بإمكانها تخمينه.

وتلخص ذلك في كلمة واحدة، وهو أنها أصبحت مدمنة من جديد، مؤكدة أن إدمان فيسبوك وتويتر ويوتيوب وبعض مواقع الأخبار لا يقل أهمية عن إدمان الكوكايين وألعاب القمار.

الأسبوع الثالث
وفي الأسبوع الثالث، قررت آليس أن تعود إنسانة كما كانت، "أن تكون قادرة على تحمل الصمت والضجر والإحساس بالوقت وهو يمر.

ولذلك، قررت أن تلغي التطبيقات التي ترى أنها تسبب لها الإدمان، مثل فيسبوك وجميع الإشعارات، كما أنها ألغت دقائق الإنترنت المجانية التي تمنحها شركة الاتصال للهاتف، وأصبحت لا تتصفح الإنترنت إلا على الكمبيوتر المحمول، الذي تتركه في غرفة غير التي تنام فيها.

وفي مقابل ذلك، تقول مرواني إنها بدأت تعزز هواياتها القديمة، مثل كتابة الشعر والمشي والاستماع للموسيقى وتدبر الكون.

ومر عليها الآن شهر بعد عودتها من الانقطاع التطوعي عن الإنترنت، ولم تعد تتصفح الإنترنت إلا قليلا، واستعادت ذلك الصمت الذي وصفته "بالثوري".


المصدر: الصحافة الفرنسية

انتهی/

الكلمات الرئيسة
رأیکم