لماذا فشلت أمريكا بتكوين حلف ضد إيران مجددا؟

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۳۵۴۲۰
تأريخ النشر:  ۲۳:۲۵  - الجُمُعَة  ۰۱  ‫فبرایر‬  ۲۰۱۹ 
منذ انتصار الثورة الاسلامية وحتى الآن، فشلت أميركا بتكوين حلف حقيقي ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية، أي بمعنى حلف له إطار قانوني دولي وضمن قرار أممي، رغم هيمنتها على المؤسسات الدولية والاقتصادية.

طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء - فقد فشلت أميركا بتكوين حلف حقيقي بإطار قانوني دولي وقرار أممي ضد ايران، ورغم كل هيمنتها وتأثيرها في المؤسسات الدولية والإقتصادية إضافة إلى قوتها العسكرية والدبلوماسية والإعلامية لم تستطع أن تؤسس لحلف قانوني مما جعلها تشن حربا من خلال صدام ودول الخليج الفارسي في المنطقة ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية وهذه الحرب أدارها صدام حسين ودول الخليج الفارسي التي هي الأخرى فشلت بتأسيس إتحاد خليجي ضد إيران.

وبعد مخاض وتدخل أميركي قوي لمواجهة إيران تم تأسيس مجلس التعاون الخليجي وليس إتحادا ولم يستطع تأسيس قوة عسكرية ستراتيجية للمواجهة ونجحت أميركا في حلب هذه الدول اقتصاديا والهيمنة على مصادر الطاقة وإلى هذا اليوم تحلم أميركا بتكوين حلف ذي إطار قانوني دولي، وذلك لعدة اعتبارات منها جيوسياسية ومنها ديموغرافية ومنها مصالح ومنها دينية وتطغى المصلحة الإقتصادية والسياسية لاستحالة سيطرة أميركا في هذه البقعة الحيوية من الطاقة والمطلة على البحار والمضيقات.

وهذه الاستحالة في تكوين حلف عسكري ستراتيجي ضد إيران يبدو أنه أصبح عملية استصحابية، أي تستصحبها الإدارات الاميركية المتعاقبة، وولد عقدة لدى أميركا وهي تحاول تحقيق حلمها، وقبل أيام فشل وزير خارجيتها في جولته للشرق الأوسط بتأسيس تكتل وليس حلف ضد إيران.

وتناولت الصحف العالمية إخفاق أميركا بإقناع حتى حلفائها بأن إيران تهدد أمنكم وأمن المنطقة وحان الوقت لفتح جبهة عسكرية ومواجهتها على الحدود.

لكن وزير الخارجية لم يفلح بهذه الرؤية التي تختلف دول الخليج الفارسي عليها منذ الثمانينيات مثل قطر والكويت ومسقط وفي هذا الجانب حديث كثير وحيثيات ستراتيجية كبيرة لعدم تكوين حلف ناتو خليجي ليمتد كي يكون حلفا عربيا.

والفشل الأخير تمثل في مؤتمر وارسو عاصمة بولندا، حيث فشل هو الآخر لتكوين حلف دولي وتناولته الصحف العالمية بتهكم وكانت العناوين؛ أميركا تفشل في إقناع حلفائها لمواجهة إيران، مما جعل هذا المؤتمر يتحول إلى تداولي، بعد أن رفضت الدول أن يكون مؤتمر حروب ومحاور ومن هذه الدول الكبيرة التي بالضد من السياسة الأميركة روسيا الإتحادية.

وحتى الاتحاد الأوروبي لم يعد منساقا في تكتلات تديرها أميركا مما جعل فرنسا وألمانيا تميلان الى تكوين قوة عسكرية أوروبية تؤمّن مصالح أوروبا في ضل التحولات الأمنية الحاصلة وهذه رسالة واضحة لرفض الهيمنة الأميركية مما جعل أميركا تتجه إلى المصالح في أميركا الاتينية وتحدد النفوذ والعلاقات الروسية هناك.

والآن ممكن أن نستنبط ونوسع عملية التحليل وربط الأحداث والنظر في المصالح لهذه الدول ونفهم لماذا لم تستطع اميركا على مر التأريخ تكوين حلف ضد إيران؟

هنالك أسباب عديدة لكن العنصر الأساس الكبير يتمثل بأن إيران دولة كبيرة ولاعب إقليمي وله علاقات دولية ستراتيجية مع دول كبرى إضافة ان ايران أصبحت لاعبا إقتصاديا قويا في المنطقة ونظامه السياسي أسس على أرضية صلبة مبنية على مركزية التوجه السياسي والإقتصادي والدبلوماسي وفق رؤى ستراتيجية طويلة الأمد مبنية على رؤية تكاملية واقعية لتحليل وفهم الأحداث إضافة إلى العنصر العقائدي الديني.

لذلك من المستحيل على أميركا إقناع دول أخرى بدور حربي ضد إيران سوى المساومات المصلحية الوقتية الهامشية، أما شريك أميركا فقط هو الكيان الصهيوني وهو الآخر لا يرغب بحرب بل بالتخريب من الداخل والفوضى وخلق دول فاشلة، لكنه يخشى بشدة من دخول حرب مباشرة مع الجمهورية الاسلامية الايرانية، مع العلم ان سمعة الكيان وجيشه الذي لا يقهر قد لطخت بالوحل في مواجهة أذرع المقاومة في المنطقة من قبيل حزب الله وحماس، رغم ان قدراتهما لا تقاس بقدرات ايران. ولكن هل ستكتفي أميركا والكيان الصهيوني وأذنابهما من محاولاتهم ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية؟ هذا امر مستبعد رغم ان فشل كل هذه المحاولات معلوم مسبقا. فعلى مدى 4 عقود ورغم كل المؤامرات والمشاغبات، ضاعفت ايران من قوتها في شتى المجالات وأصبحت رقما صعبا في المعادلات الاقليمية بل حتى الدولية.

انتهی/

الكلمات الرئيسة
رأیکم