بعد اغتيال 4 مسؤولين في "انقلاب فاشل".. إثيوبيا في مُنعطف بالغ الخطورة

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۴۴۵۵۱
تأريخ النشر:  ۱۸:۴۱  - الثلاثاء  ۲۵  ‫یونیه‬  ۲۰۱۹ 
تواجه إثيوبيا مُنعطفًا بالغ الخطورة في ظل قطع الإنترنت الذي حال الإثيوبيين دون التواصل مع العالم الخارجي، وفرض قيود على استخدام الهواتف المحمولة، بعد اغتيال 4 مسؤولين رفيعي المُستوى، بينهم قائد الجيش، في هجمات مُزدوجة وصفتها السلطات "محاولة انقلاب فاشلة".

بعد اغتيال 4 مسؤولين في طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء- وقُتِل المُشتبه بأنه العقل المُدبّر لمحاولة الانقلاب الفاشلة، الجنرال أسامينو تسيجي، أمس الاثنين، في تبادل لإطلاق النار مع قوات الأمن على مشارف مدينة بحر دار، عاصمة ولاية أمهرة.

وفيما لا يزال هناك بعض الالتباس حول طبيعة تلك الهجمات وكيفية تخطيطها بدقة، أجرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية حوارًا مع الباحث الإثيوبي بمنظمة هيومن رايتس ووتش، فيليكس هورن، تطرّق خلاله إلى سياسات البلاد الإقليمية، وسجل رئيس الوزراء آبي أحمد، وما يجب القيام به في ظل هذه المرحلة المُضطربة.

كيف تماشت الأحداث الأخيرة مع المشهد السياسي العام في إثيوبيا؟

قال هورن إنه بالرغم من إجراء العديد من الإصلاحات الإيجابية للغاية في مجال حقوق الإنسان، تحت قيادة آبي أحمد، فلا يزال هناك اضطرابًا أمنيًا في أنحاء واسعة من البلاد.

وأضاف: "أعتقد حتى الآن أن انعدام الأمن تجلّى في الكثير من أحداث العنف العِرقي. ففي الوقت الحاضر، يوجد في إثيوبيا أكثر من 3 ملايين نازِح داخلي. وخلال عطلة نهاية الأسبوع، رأينا مثالًا مختلفًا قليلًا يُجسّد حالة الانعدام الأمني".

وبينما نال آبي أحمد الكثير من الثناء لإصلاحاته في مجال حقوق الإنسان، يُرجّح الباحث الإثيوبي وقوف بعض الجهات التي لا تدعم النظام وراء الأحداث الأخيرة.

ماذا نعرف عن الجنرال أسامينو تسيجي؟ وما علاقته بالسياسات الإثيوبية الأوسع نطاقًا؟

كان أسامينو قائدًا عسكريًا سابقًا في الجيش الإثيوبي وأحد الأفراد الذين وقفوا وراء محاولة الانقلاب المزعومة في عام 2009، لكن أُطلِق سراحه مع العديد من السجناء السياسيين العام الماضي، وسُرعان ما عُيّن رئيسًا لجهاز الأمن بولاية أمهرة.

هل تعتقد أن شيئًا كهذا وقع بدون عِلم آبي، وكيف تعتقد أن ردّه يُمكن أن يُغيّر الوضع؟

عندما وقع الحادث، همّ آبي إلى التليفزيون الرسمي الإثيوبي، مُرتديًا ملابس عسكرية، ليحِثّ الجيش على البقاء مُتحدًا. وأعتقد أن إثيوبيا تملك جهازًا قويًا للمراقبة والاستخبارات. لكن أظن أن هناك علامة استفهام حول ما إذا كانت الأجهزة الأمنية قادرة على اكتشاف هذه الأنواع من التهديدات في وقت مبكر.

ما علاقة انقطاع الإنترنت بالأحداث الأخيرة؟

تم قطع خدمة الإنترنت الأسبوع الماضي في جميع أنحاء البلاد. وافترض كثيرون أن هذا الإجراء اتُخِذ بسبب الأحداث الأخيرة.

وبعد محاولة الانقلاب الفاشلة، تبيّن أن ثمة ارتباط بين الاثنين في الواقع، وأن الحكومة رُبما كانت تتوقع نوعًا من هذا الهجوم قبل حدوثه، لهذا السبب حظرت الخدمة.

ما الذي ينبغي أن نعرفه عن السياسات الإقليمية لإثيوبيا؟

قال هورن إن ديناميات منطقة أمهرة مُثيرة للاهتمام، حيث يقع الحزب الحاكم، حزب أمهرة الديمقراطي، الذي يُعد جزءًا من الائتلاف الحاكم، والذي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بآبي.

لكن في الوقت نفسه، صعدت النزعة القومية بأمهرة وبرزت بشكل واضح للغاية خلال العامين الأخيرين، لذلك يعتقد الكثير من الناس أن تعيين أسامينو رئيسًا لمكتب السلام والأمن بالحكومة الإقليمية في أمهرة كان يهدف إلى استرضاء القوميين الصاعدين، كجزء من الجهود الرامية لجعل الحزب الحاكِم أكثر جاذبية لشريحة أوسع من الإثيوبيين.

وعلى مدى الشهرين الماضيين، ألقى أسامينو الكثير من الخُطب القوية التي شدّد خلالها على "حاجة الأمهريين لتسليح أنفسهم" لأنهم يواجهون الكثير من التهديدات، ومطالبته المُستمرة باستعاداة أراضي في "تيجراي" المجاورة، إلى جانب جهوده لتجنيد أشخاص في الميليشيات المحلية.

لذلك فإن أسامينو كان شخصية "مُثيرة للانقسام"، وكان على خلاف كبير مع حزب أمهرة الديمقراطي وأجندة آبي الإصلاحية. ومن ثمّ ينبغي قراءة أحداث نهاية هذا الأسبوع في هذا السياق.

ما الذي ينبغي أن نسترعى الانتباه إليه في المرحلة المُقبلة؟ ماذا بعد؟

يجوب الكثير من أفراد الجيش المُدجّجين بالسلاح في شوارع العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، ما يُشير إلى أن البلاد تعيش مرحلة حرجة للغاية، ويُثير مخاوف من أن هذه المرحلة رُبما لن تنتهي، كما يقول هورن.

وتابع: "نأمل فقط ألا يتراجع آبي عن الإصلاحات ردًا على ذلك، وأن يواصل السير على درب الاحترام المتزايد لحقوق الإنسان والديمقراطية في إثيوبيا".

انتهى/

رأیکم