التلغراف: كيف تآمر السيسي وخطط لاستيلاء الجيش على السلطة قبل ثورة يناير في مصر؟

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۴۵۹۹
تأريخ النشر:  ۰۱:۳۴  - الثلاثاء  ۰۳  ‫یونیه‬  ۲۰۱۴ 
وكالة (نادي المراسلين) العالمية للأنباء :
كشف مراسل صحيفة "التلغراف" البريطانية في القاهرة، ريتشارد سبنسر، أن الجنرال عبد الفتاح السيسي دبر انقلابا عسكريا حتى في الوقت الذي كان فيه حسني مبارك في السلطة، وكان يرى نفسه بأنه المنقذ لمصر.
وفقا لما اوردته وكالة (نادي المراسلين) العالمية للأنباء أفاد الكاتب، نقلا عن كبار المستشارين، أن "الرجل القوي الجديد" في مصر وضع مخططا لاستيلاء الجيش على السلطة حال حدوث ثورة ضد الرئيس السابق حسني مبارك منذ العام 2010.

وكتب "ريتشارد سبنسر" أن عبد الفتاح السيسي، الذي فاز بالانتخابات الرئاسية الأسبوع الماضي، لم يكن معروفا إلا للقليل من المصريين أو من العالم الخارجي قبل انقضاضه على السلطة.

وقال المستشارون لمراسل "التلغراف" إنه بالفعل اختير السيسي من قبل كبار ضباط الجيش قبل الثورة 2011 على أنه رجل مصر القادم، في الوقت الذي كانت اشتدت فيه الانقسامات بين الجيش وعائلة السيد مبارك.

في أواخر عام 2010، عندما كان مديرا للمخابرات الحربية، طُلب من الجنرال سيسي وهذا من قبل مسؤوليه في الجيش، الذين كانوا قد قرروا أنه ينبغي أن يكون وزير الدفاع القادم تحت أي تسوية سياسية، إعداد دراسة عن مستقبل مصر السياسي.

وقد تنبأ السيسي حينها بأن الرئيس مبارك سيحاول تمرير حكم البلاد إلى ابنه جمال، وربما في وقت مبكر من مايو القادم (2011)، وأن هذا يمكن أن يسبب اضطرابات شعبية. وعلى هذا، أوصى في خطته بأن يستعد الجيش للتحرك لضمان الاستقرار والحفاظ على الدور المركزي الخاص به في الدولة المصرية.

كما اتضح فيما بعد، تسارعت الأحداث بما لم يكن يتوقعه أحد، مع انتفاضة تونس مما أثار الاحتجاجات الشعبية في شوارع القاهرة في يناير 2011. في غضون أسبوع، كان الجيش جاهزا لتنفيذ خطة سيسي التي أوصى بها، بإخراج القوات من الثكنات إلى الشوارع بدعوى الوقوف مع الشعب المصري، في إشارة واضحة إلى أن مبارك وأبناءه انتهى عهدهم، في حين أن الجيش كما هو لم يُستنزف في الحكم. وعليه، اضطر مبارك للاستقالة في 11 فبراير 2011.

وقال الكاتب إن الكشف عن دور الجيش تزامنا مع سقوط مبارك أثار لدى العديد من الثوار  التساؤل عما إذا كانت احتجاجات ميدان التحرير مجرد إطاحة صورية برأس النظام القديم وليس أكثر.

ونقل تقرير "التلغراف" عن حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية البارز، الذي اطلع شخصيا على تقرير السيسي، قوله: "عندما انفجرت ثورة 25 يناير، كان لدى الجيش بالفعل خطط للانتشار".

وأضاف نافعة: "توصلت إلى استنتاج مفاده أن الجيش استفاد من الثورة للتخلص من مخطط مبارك للتوريث، وربما أيضا التضحية بمبارك بدلا من النظام نفسه".

وكان المشير محمد حسين طنطاوي، وزير الدفاع في عهد الرئيس مبارك، ينادي السيسي بـ""ابني"، وفقا لمقربين. وقد اختار المشير سيسي ليكون خليفته وزيرا للدفاع، وهذا ما كشف عنه ضابط عسكري بارز يعرفه شخصيا لمراسل "التلغراف"، وأضاف: "حتى عندما كان (السيسي) لا يزال عقيدا، كنا جميعا نعلم أنه سيكون وزير الدفاع المقبل"، إذ لم يكن للمشير طنطاوي طموحات سياسية شخصية، ولكنه كان حريصا على اختيار خليفته.

وبهذا الاحتيار، يقول التقرير، فإن المشير طنطاوي يكون قد تجاوز الرجل الثاني في قيادة الجيش، الجنرال سامي عينن، الذي كان قريبا من أمريكا، ويُنظر إليه أيضا على أنه الشخص المستعد لإبرام صفقات مع الإخوان، وفقا لأستاذ العلوم السياسية، حسن نافعة.

وقال الكاتب إن الكشف عن مخطط صعود السيسي مهم بسبب القوة الهائلة التي يتمتع بها الآن في مصر، وكذا لآرائه الشخصية التي لم تكن معروفة سابقا، كما يؤثر أيضا في فهمنا لملابسات "الربيع العربي" ومكاسبه الديمقراطية المفترضة.

ومنذ أن أصبح واضحا أن السيسي سيرشح نفسه للرئاسة في العام الماضي، أجرى سلسلة من المقابلات وألقى خطابات، أظهرته في صورة خلط فيها بين نسيج صوفي من خلال التضحية بالنفس، ورؤية يهودية مسيحية تقريبا متقمصا دور المخلص والمنقذ للمصريين.
رأیکم