السعودية تبحث عن مصالحها مع إسرائيل وراء أزمات المنطقة

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۴۸۴۴
تأريخ النشر:  ۱۶:۱۸  - الخميس  ۱۰  ‫یولیو‬  ۲۰۱۴ 
وكالة (نادي المراسلين) العالمية للأنباء :
تناول المستشرق الإسرائيليّ، د. يارون فريدمان، الذي يعمل أيضًا محللاً للشؤون العربيّة في موقع (YNET) التابع لصحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، تناول في مقالٍ نشره اليوم الجمعة مسألة التقارب في المصالح بين إسرائيل والدولة العربيّة ذات النفوذ الأكبر في منطقة الخليج وهي المملكة العربيّة السعوديّة.
وفقا لما اوردته وكالة (نادي المراسلين) العالمية للأنباء جاء عنوان المقال: السعودية وإسرائيل قريبتان أكثر من أيّ وقت مضى، في حين شدّدّ على أنّ الرياض، ستضطر عاجلاً أمْ أجلاً إلى اتخاذ القرار التاريخيّ مَنْ تُفضّل إسرائيل أمْ إيران، على حدّ قوله.

وبحسب د. فريدمان، وهو خريج جامعة السوربون الفرنسيّة، ويُدرّس في جامعات إسرائيليّة، فإنّ السعودية وإسرائيل تخشيان تحول إيران إلى دولة نووية، وتدعمان حرب النظام المصريّ ضدّ القوى الإسلاميّة المُتطرّفة، كما أنّ تل أبيب والرياض معنيتان بفشل حزب الله في سوريّة، وتشعران أن الولايات المتحدة الأمريكيّة تركتهما لوحدهما في المنطقة، وتساءل في سياق تحليله عن احتمال حصول المزيد من التقارب وتطبيع العلاقات بينهما.

ولفت المستشرق الإسرائيليّ إلى أنّ العديد من المحللين السعوديين عبّروا في الفترة الأخيرة عن خيبة أملهم من التسوية الإيرانيّة-الأمريكيّة والتي تمنح برأيهم طهران الشرعية لتخصيب اليورانيوم، وأنّه في المستقبل المنظور سيجد العالم العربي نفسه بين دولتين نوويتين، إيران وإسرائيل، بدون أنْ يمتلك العرب قدرات نووية.

وتابع قائلاً إنّ المملكة السعودية تشعر بأنّها زعيمة العالم العربيّ، وأنّها جزيرة من الاستقرار والقوة الاقتصاديّة في الوطن العربيّ الضعيف والنازف من أضرار ما سُميّ بالربيع العربيّ.

ووفقًا للمستشرق الإسرائيليّ فإنّ السعوديّة تعتبر نفسها أيضًا قائدة العالم الإسلاميّ السنيّ المعتدل، وبالتالي تقوم بتقديم الدعم والعون للقوى السنيّة العلمانيّة، مثل الجيش المصري في مواجهة الإخوان المسلمين، كما أنّها تنظر بتوجّسٍ إلى التوتر الحاصل بين تركيا ومصر، على خلفية دعم رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان للإخوان المسلمين.

وزاد قائلاً إنّ إزالة العقوبات الاقتصاديّة عن إيران سيسمح لها بتعزيز قوتها، وزيادة نفوذها في سوريّة والعراق والبحرين، على حدّ تعبيره.

كما عرض في سياق تحليله التساؤل التالي: هل نقوم بتفويت الفرصة التاريخيّة؟ وساق قائلاً إنّ مصالح السعوديّة وإسرائيل في الشرق الأوسط لم تكونا أبدًا متقاربتين كما هي عليه اليوم، فكلاهما تخشيان من تحوّل إيران إلى دولة نوويّة، وتدعمان الرئيس المصريّ المنتخب عبد الفتاح السيسي في حربه ضدّ الإسلاميين، كما أنّ تل أبيب والرياض معنيتان بفشل حزب الله في سوريّة، وأيضًا بإضعاف تنظيم (القاعدة)، وتعزيز العناصر السنيّة المعتدلة في سوريّة، كما أنّ السعوديّة وإسرائيل، أضاف د. فريدمان، قد خاب أملهما من سياسة الولايات المتحدة، وتشعران أنها تركتا لوحدهما في المنطقة. وذكّر أيضًا أنّ المملكة العربيّة السعودية توجهّت للدولة العبريّة في العام 2002 عندما طرحت على مؤتمر القمة العربيّة في بيروت المبادرة العربيّة لسلام شامل في الشرق الأوسط، مقبل انسحاب إسرائيل إلى حدود ما قبل عدوان حزيران (يونيو) من العام 1967.

وأردف قائلاً إنّ تل أبيب لم توافق بشكلٍ رسميّ على المبادرة العربيّة، على الرغم من أنّ العديد من كبار الساسة في إسرائيل، مثل رئيس الوزراء الأسبق، إيهود أولمرت، ورئيس الدولة العبريّة، شمعون بيريس، قد رؤوا فيها تحولاً إيجابيًا من قبل العالم العربيّ. 

علاوة على ذلك، أشار المستشرق إلى أنّ الإعلام العربيّ يقوم في الفترة الأخيرة بالحديث كثيرًا عن وجود تعاونٍ سريٍّ بين الرياض وتل أبيب، وأنّ لقاءات بين الطرفين تُعقد في دول أوروبيّة، لكنّ فحوى اللقاءات بينهما فيما يتعلّق بالملّف النوويّ الإيراني ما زال في طيّ الكتمان.

ولفت أيضًا إلى أنّ هناك ادعاءات بأنّ لقاءات تجري في الأردن بين عناصر استخبارية سعوديّة وإسرائيلية لتنسيق التعاون في سوريّة، وتحديدًا البقاء الذي عُقد وفق الأنباء في العقبة الأردنيّة بين رئيس الموساد الإسرائيليّ تامير باردو، ورئيس الاستخبارات السعوديّة السابق، الأمير بندر بن سلطان، وختم مقاله بالإشارة إلى اتهامات نائب وزير الخارجية السوريّة فيصل المقداد للمملكة السعودية بالتعاون مع إسرائيل ضد النظام السوريّ.

رأیکم