الشرق الاوسط، والتحالف مع مزعزع الأمن وراعي الدمار

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۶۴۹۰۵
تأريخ النشر:  ۲۰:۱۵  - الأربعاء  ۱۳  ‫یولیو‬  ۲۰۲۲ 
عاد الاميركيون مجددا الى طرح خطتهم القديمة حول التحالف ضد ايران وذلك بالتزامن مع جولة الرئيس الاميركي جو بايدن الى المنطقة. الشرق الاوسط، والتحالف مع مزعزع الأمن وراعي الدمار.

طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء- ترافقت زيارة الرئيس الاميركي الى الكيان الصهيوني والتي بدأت اليوم الاربعاء مع ضجيج اعلامي واسع حيث يسعى الاعلام الغربي اظهار هذه الزيارة بانها مصيرية للمنطقة، كما ان هناك قادة عرب سيذهبون الجمعة الى جدة بامر اميركي للمشاركة في اجتماع مع بايدن.

ومن الملفت للانتباه السعي الاميركي لانشاء مايسمى الدفاع الجوي المشترك ضد ايران بايعاز صهيوني الى الاميركيين، وقد المح وزير الحرب الصهيوني بيني غانتس الشهر الماضي بالسعي لانضمام تل ابيب الى ما اسماه شبكة دفاع جوي مشتركة مع دول مجلس التعاون.

وهذا الموضوع ليس بجديد بل ان واشنطن تسعى منذ 40 عاما لايجاد مثل هذه الشبكة لكن دول مجلس التعاون لم تسع لانشائها حتى الان. وقد طرح ترامب مثل هذا الموضوع ايضا في شهر مايو 2017 لكن المعارضة المصرية افشلت الخطة في حينها.

ويبدو ان اهم سبب لعدم تشكيل مثل هذا الائتلاف في المنطقة هو سعي دول المنطقة لتجنب الصدام مع ايران ، كما صرحت مصادر دبلوماسية مصرية بانها لن تدخل في تحالف ضد ايران، وقبل يومين من الان ايضا قال رئيس الوزراء الاردني بشر الخصاونة بأن الاردن لم تنظر في يوم من الايام الى ايران كخطر لامنها القومي.

لكن السؤال المطروح الان هو هل ان التحالف مع اميركا يجلب الامن للمنطقة ام يعتبر عاملا لزعزعة الامن فيها ؟ وللاجابة يجب علينا ان نشير الى عدد من التحالفات التي أنشاها الاميركيون خلال السنوات الماضية ونتائجها، فهناك هجوم الناتو على ليبيا والتحالف المسماة بالتحالف ضد الارهاب في العراق وسوريا ومن ثم العدوان على اليمن، ولم تجلب هذه التحالفات حتى الان سوى الخراب والدمار والمجاعة وانعدام الامن والشرخ الاجتماعي وما شابه.

ان العدوان الغربي على ليبيا، وكما تقول بعثة رصد حقوق الانسان قام بشن 9700 طلعة جوية في ليبيا والقى 7700 قنبلة ليزرية على البنى التحتية الليبية وقتل عدد كبير من الليبيين، اما ما يسمى التحالف الاميركي ضد الارهاب في العراق وسوريا فنجده فاشلا رغم مشاركة 40 دولة فيه وهو لم يؤد سوى الى الدمار وتخريب البنى التحتية في سوريا والعراق وقتل المدنيين بصورة واسعة واحتلال اجزاء من سوريا والعراق.

ويعمد الاميركيون في سوريا الى سرقة النفط والقمح وقد قال ترامب بصراحة في 20 سبتمبر 2020 بان اميركا ذهبت الى سوريا من اجل النفط، وقد تحولت القواعد الاميركية في سوريا مثل قاعدة التنف الى معقل للارهابيين، وينقل الاميركيون عناصر داعش المحتجزين من داخل السجون الى داخل قواعدهم، ويستخدم الاميركيون هذه العناصر لشن هجمات على الجيش السوري وحركات المقاومة والبنى التحتية في سوريا.

ونفذ العدوان الشامل على اليمن في مارس 2015 وهو مستمر حتى يومنا هذا بمؤازرة ودعم من اميركا التي تشارك وتساهم في كافة العمليات الجويو البحرية وتدعم العمليات البرية، ولم يجلب هذا التحالف الامن والاستقرار الى اليمن كما ادعت وخلف عدوانه عشرات ىلاف القتلى وملايين المشردين وتدمير البنى التحتية والمجاعة غير المسبوقة وتفشي الامراض.

والملفت للنظر ان الاستقرار الامني وحتى الاقتصادي في المناطق التي يسيطر عليها الجيش اليمني وانصار الله هو افضل بكثير من المناطق التي يحتلها التحالف السعودي الاميركي والتي تشهد التفجيرات والمفخخات والاغتيالات والاوضاع الاقتصادية المتردية وانخفاضا حادا في سعر صرف العملة المحلية .

اما فلسطين المحتلة فهي تعتبر ايضا محطة من محطات تحالف اميركا والصهاينة مع بعض العرب والذي لا يترك أي اثر ايجابي في المنطقة بل له أثر تدميري في الدرجة الاولى ضد الفلسطينيين وفي الدرجة الثانية ضد العرب والمسلمين ودول المنطقة ولم يساهم الى في تضييع حق الفلسطينيين بشكل اكبر وسفك دمائهم وفي الحقيقة فان الصهاينة والمطبعين العرب قد تحالفوا علنا لقمع الفلسطينيين بشكل اكبر وافظع.

ان مايسعى بايدن اليه الان في جولته هو جلب المزيد من التوتر والشرخ والاحقاد والدمار في المنطقة، فايران التي دعت مرارا وتكرارا دول المنطقة الى وضع يدها بيد بعضها البعض لاستقرار وتقدم المنطقة ما زالت تمد يد الصداقة نحو دول المنطقة في اطار صون كرامة شعوب المنطقة وان العداء معها سوف لن يجلب للاعداء الامن والاستقرار .

ان الاحداث والتطورات الجارية في العالم تحتم على الاميركيين التوجه نحو الشرق بسبب تعاظم قدرات روسيا والصين وهذا سيسلب الاميركيين راحتهم ولذلك نراهم يريدون انشاء مثل هذا التحالف في الشرق الاوسط لحماية الكيان الصهيوني وتوفير مظلة لهذا الكيان الهش.

انتهی/

رأیکم